1

0 0 0
                                    

اليوم، ود ابي الذهاب لتفضية ذهنه في مكانٍ ما، كان الأمر شبه مخيف، في الواقع ابي ليس من الأشخاص الذين يتطورون، إنما هو شخصٌ من الجيل الأقدم، هو يفكر مثل العجائز ولا يمكن أن ترده عن رأيه
فجأةً، قفز عن مضجعه، ونادى امي
"لينا، قومي بتجهيز بعض الحقائب"
أطلت امي من المطبخ وهي تحمل الاسفنجة بيد واليد الأخرى تغطيها الرغوة البيضاء
"لما؟ ما السبب؟"
"سنذهب لزيارة القرية"
نظرت اليه محدقة، كادت عيوننا تنفجر
"ماذا؟ حقاً!"
نطقنا انا واخي الصغير رين، الذي اكبره بسنوات
"ما بكما؟ هل من مشكلة؟"
"ابي هل تسمع اذنيك ما يخرج من فمك"
سألته باستغراب
"وهل انا أصم؟ هيا، تجهزا"
وحينها فجرت بسؤالي
"وأيضاً، سنخرج اليوم؟"
"ليس اليوم بل الآن"
وخرج يتجه نحو السيارة، كنا ما زلنا متفاجئين، اخاف من أن نذهب من هنا ولا نعود مرة أخرى
"هيا، تعرفا اذا تأخرنا ماذا سيحصل"
خاطبتنا امي بهدوء
"امي، ارجوكي لا نريد الذهاب"
"وهل هذا بيدي، الا تعلمان عقلية والدكما؟"
ثم خرجت واتجهت لتجهيز الحقائب
"اختي، ارجوكي، تصرفي"
"رين، اقسم لو انني لدي هذه الفرصة لما كنت أضعتها، لكن للأسف، مصيرنا غائم"
استقمت للغرفة وغصبت الآخر كي يتجهز، من الصعب ارضاء احد من هذا المنزل، انتقلت لغرفتي، وما كان علي أن أفعل غير أن اتأمل صورتي انا وصديقتي، جينا، الفتاة التي بسبب ابي ابتعدت عنها، لم أكن اقصد تركها، بل كان خيار ابي، إذ به ينتقل إلى تيكسيس، البلدة التي كرهتها

...

نادتني امي من الاسفل، كنت قد انتهيت، ارتديت شيء مريح، ودافئ، نزلت نحو السيارة، وانتلقنا في رحلتنا، لربما تكون سبب حزني، إذ بأن القرية تبعد بساعات، لذلك نمت استند على النافذة، الجو بارد، اكره البرد، هو يصيبني بالامراض

...

وصلنا، وقد وجدت نفسي في حالة نعسٍ وتعب، فالنوم في السيارة كان صعب، خرجت و اخذت اساعد ابي في تنزيل الحقائب، كانت أمي و رين قد دخلا المنزل، انا حتى لا اتحمل رايته من الخارج، الجو صاقع، لا يمكنني الشعور بأنفي، احمررت على ما اظن، دخل ابي اولاً وانا لحقت به، لكن، لفت انتباهي شيء ما، ذلك المنزل، تصدر منه أصوات تكسير، او ربما تقطيع، أتى بي الفضول حتى اقتربت لأرى رجلاً اخذت الظلال تخفي وجهه من الجهة الأخرى، الا ان جسده يظهر، كان مفتول العضلات وخصره ضيق، شعرت بي جسدي يرتجف، كيف له ان يبقى دون ملابس، وهناك لاحظني، تصرفت بغباء ورفعت يدي الوح بها، كان هذا غبي للغاية، هرعت بسرعة بإتجاه المنزل، رغم ان الظلال تخفيه الا ان وجهه منير كالقمر، لن ابالغ، وصلت لأرى ابي يبحث بالأرجاء
"أين ذهبت؟"
"لقد كنت استكشف هنا، قريباً"
"في هذا الوقت؟"
توترت للحظة
"فضول"
"اذا، اكتمي فضولك وادخلي، هيا الجو بارد"
جريت للداخل، ووقفت للحظة، مصدومة، المنزل من الداخل مذهل حقاً
"ما رأيك؟ ألم يعجبك؟"
خاطبني رين من جانبي
"انه بكامل الروعة"
صعدت السلم واسرعت باختيار غرفتي
"هذه لي"
أشرت بسبابتي نحو الغرفة المظلة على القرية
"لا، انا اخترتها"
"لن تصبح لك"
"ليس من شأنك؟"
بدأنا بالمشاجرة إلى حين ان وصل والدي
"ما كل هذا الصراخ"
"لقد اخذت الغرفة التي اخترتها"
"كاذب، انا من اخرتها"
وعدنا للشجار
"كفى انتما الاثنان لن يأخذ احد هذه الغرفة"
"لا ارجوك ابي"
"قلت لا، انتَ ستنام في الغرفة اليسرى، وانتِ في الغرفة السفلية"
مهلاً، هل هناك غرفة في الاسفل
"تستحقين"
قال يمد لسانه، قمت بضربه على وجهه
"تستحق"
بدأ بالبكاء، بكاؤه يشعرني بالاشمئزاز

...

بعد ساعات قليلة، ذهبت للنوم، تعبت اليوم، يجب علي النوم، سأساعد امي غداً، استحممت وسرحت شعري ثم خلدت للنوم، الغريب ان رغم شعوري بالنعاس، إلى انني لم أتمكن من النوم، هناك، سمعت صوت مجدداً، هو نفسه الصوت التقطيع، أيعقل انه مستيقظ للآن؟ وقفت امام النافذة، لأراه، انه نفس الرجل، لما يقطع الحطب في مثل هذا الوقت؟ توقف قليلاً، والتفت، نظر الي، لا يوجد بيننا مسافة، من السهل رؤية بعضنا، ظل يحدق بي، اظن انه حصل تواصل بصري ما بيننا لانني لم أتمكن من إرجاع نظري
اغلقت الستاره، كانت نبضات قلبي تتسابق
"إلهي، ما كان هذا؟"
خاطبت نفسي، لتدخل امي
"هل تحتاجين إلى شيء؟"
التفت واضعة يدي على ضربات قلبي
"امي اخفتني"
جلست على حافة السرير التقطت انفاسي
"ما بكِ؟"
"لا شيء، انا متعبة"
انا شخصية تخاف كثيراً
"حسناً، استريحي، لدينا عمل شقيق الغد، احلام سعيدة"
"احلام سعيدة"

...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 07, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في قريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن