-1-

5.7K 138 75
                                    

" هان نابي تعالي إلى هنا أيتها الشقية الصغيرة "
صرخت وسط قهقهاتي وأنا أركض خلف صغيرتي المشاغبة الذي تهرب مني و ضحكاتها تملئ منزلنا الهادئ الذي نعيش فيه بمفردنا، أنا و هي فحسب

" لا أريد أبا "
رفضت القدوم الي و إستمرت بالركض لأنظر إلى ساعتي و اكتشف انني ساتأخر عن عملي إن استمريت باللعب معها هكذا، ازدادت سرعة خطواتي لامسك بها و ارفع جسدها الصغير عاليًا وسط صراخها المفاجئ و ضحكاتها الراضية اثناء حملي لها بهذه الطريقة

" أيتها المشاغبة ابا سوف يتأخر عن عمله بسببك ! هل تريدين ان يتم طردي ؟ "
عانقها بقوة متسائلًا لتجيب بسرعة و دون تردد
" أجل اريد ان يطردوك حتى تبقى معي للأبد "

اللهي هذه الشقية..

" هل نابي الصغيرة تكره عمل ابا لهذه الدرجة ؟ "
سألتها بينما احرك انفي ضد انفها الصغير لتومئ بعبوس خفيف متذمرةً
" أكرهه لأنه يأخذك مني و نابي تشعر بالوحدة "

قبلت وجنتها لشدة لطفها الذي يكاد يفجر قلبي و جلست أعتذر لها محاولًا إقناعها بأنني سأعود قريبًا، أعلم أنها تشتاق لي و تكره اختفائي الزائد عنها لكن كوني أحد ضباط الشرطة المهمين بسيوول الكثير من القضايا تقع على عاتقي و يجب علي بذل جهدٍ كبير لحلها

ليس و كأنني أشتكي من الأمر.. عملي يعجبني كثيرًا، والدي رئيس قسم القوات الخاصة بكندا و يعيش هناك مع عائلتي، دائمًا ما كان مثلي الأعلى و السبب الرئيسي في إلهامي لإختيار عملي

رجال عائلتي جميعهم كانوا أعضاءًا سابقين في القوات الخاصة و شاركوا في حل الكثير من القضايا الكبيرة لحماية الدولة و السياسة ، قوتهم و شجاعتهم كانت دومًا تجعلني أحلم بأن أكبر و أصبح مثلهم و فعلت ذلك ببعض الإصرار و العزيمة، بعد إنهاء دراستي التحقت بالمعسكر و اجتهدت الى أن اصبحت أحد الضباط البارعين في كوريا

مشكلتي الوحيدة هي صغيرتي نابي ، تشتكي كثيرًا من إختافئي الكثير عنه، تشتكي دومًا من شعورها بالوحدة كونها لا تملك أحدًا غيري، والدتها توفت بحادث سير قبل أشهر و حينها أصبحت متعلقةً بي كثيرًا و تتذمر كثيرًا عندما أتركها بمفردها

زواجي من والدة نابي كان تقليديًا بعيدًا عن قصص الحب التي نقرأها في الروايات، هي فقط نالت إعجاب والدي و اقترح علي الزواج منها كونها فتاة لطيفة و جميلة من عائلة نبيلة و أنا لم أرفض طلب والدي و تزوجتها عن طيب خاطر

كانت إمرأة لطيفة جدًا لم تجعلني اندم يومًا على الزواج منها، لكنني رغم ذلك لم ابادلها الحب، قلبي لم ينبض لها و لم أشعر بتلك الرعشات التي يتحدثون عنها أصدقائي و لأكون عادلًا نحوها كنت أفعل واجبي الكامل كزوجٍ لها و أعطيها ما تمتلك من حقوق لدي، احترم كونها زوجتي و والدة طفلتي

bloody tears // MSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن