الفصل الثاني عشر : طرف الخيط ج1

621 100 81
                                    

ليلى

كان رفيقي ينظر في عيني بينما يقول:
- ربما الرفض..
خرجت هذه الجملة منه لتنزل على سمعي كالصاعقة، كنت أعلم أن شعوره عندما وجدني لم يصل إلي تلك السعادة التي يشعر بها الرفقاء عندما يتقابلون لكن لم أتخيل أنه كان يفكر في الرفض، الصورة المرسومة في خيالي عن الحياة السعيدة مع رفيقي وهو يحمل أحد أطفالنا بينما يننظر لي بابتسامة دافئة وأنا أركض خلف باقي الأطفال، هذه الصورة تنكسر الآن أشعر بقلبي ينكسر معها، ورفيقي هو من كسرها.

كان ساكي يتحدث بجواري لكنني لم أستمع إلى ما قاله، في هذه اللحظة كان الغضب يدفعني للرغبة في قتل رفيقي ولكن بالرغم من ذلك لم أتحرك إلا لدفعة بيدي وأنا أهدده:
- سوف أجعلك تندم على ذلك..

ثم ركضت لخارج منزل القطيع، أستمريت في الركض بينما أتحول إلى ذئبي، كنت أشعر بالرغبة في الخروج خارج القطيع بأكمله بدائت في فقدان الشعور بالوطن لم يكن هنا وطني منذ البداية، لم أكن أمتلك وطن، بالرغم من عدم رغبتي في أن أكون ألفا إلا أن هذا كان حقي وسلب مني، كان من المفترض أن أكون قائد القطيع وأكون الشخص الذي يفاوض رفيقي الآن ربما كان سيحترمني ويتمسك بي، هل كان ليقبل بي خوفًا.

كنت لأعاقبه على رفضه لي، هل لي أن أعاقبه الآن، أشعر بالظلم رفض رفيقي لي دون سبب بعد رفض قطيعي لي لو كنت تنازلت عن منصب ألفا بإرادتي لقل الشعور السيء بداخلي، أنا لا أرغب في منصب ألفا حقًا ولكن الأحداث الحزينة عندما تحدث تستدعي معها الذكريات الحزينة.

أشعر بالإكتئاب، أفكر في العودة لمنزل أبي لجمع متعلقاتي ومغادرتة هذه الأراضي، ولكن عودة الأطفال المفقودين أهم الآن غريزة ألفا بداخلي تدفعني للتركيز على عودتهم أولًا، حيث أن للألفا دائمًا غريزة متعلقة بحماية جميع الخاضعين له.

بينما أتحرك بلا هدف وسط الغابات إذا بي أشعر بأدريان جاما القطيع يتتبعني، فركضت بأقصى سرعة أمتلكها في اتجاه الغابات الجنوبية لأجعله يفقد أثري، عندما فقدت الاحساس به توقفت عن الركض وجلست بذئبي القرفصاء لأستريح وسط الأعشاب الخضراء النامية في أرض الغابة، كانت عيناي تغمض راغبة في النوم لم أركض كثيرًا لأشعر بالتعب حتي لو بذلت الكثير من المجهود فلذئبي قدرة فائقة على التحمل، كان وعي يسقط في الظلام لتنغلق عيناي في غفوة.

***

عندما عادا جفني للإنقتاح كانت الظهيرة نهض ذئبي بفذع عندما شعرت بذئب يجلس على يساري ربما على بُعد خمسة أمتار، عندما عاد وعيي لتمامه أدركت أن الذئب بجواري كان أدريان.

لأسأله من خلال الرابط الذهني "لماذا تتبعني" ليجيب "هذه تعليمات ألفا لقد قص علي ما حدث وطلب مني أن اتتبعك خوفًا عليكي" لا أعلم لماذا أندفع الحماس إلي وأنا أسأله "أي ألفا تقصد" أجاب "ألفا ساكي" ليعود إلي شعوري بالكآبة وأنزل ببصري للأرض بينما أسير في خطوات بطيئة اتجاه الجنوب.

سأل أدريان وهو يتبعني "إلى أين أنتِ ذاهبة أليس علينا العودة لبدء البحث عن الأطفال المفقودين" كنت على وشك أن أجيب أدريان عندما وقع على سمعي صوت غريب لأدقق السمع مستنتجة وجود مياه تجري بالقرب من موقعنا، سألت أدريان "هل تسمع ذلك" نظر ذئبه إلي في حيرة وهو يقول "هل تقصدين أصوات الحيوانات أم الطيور" أجبته "لا بل ماء هل نحن بالقرب الشاطيء" وقف لبرهة محاولًا تدقيق السمع ثم أجاب "لا أسمع أي ماء..شاطئ المحيط في الجنوب بعيد للغاية..النهر..أ..أعتقد لا يمكن سماعه من هنا هناك نهر شرق أراضينا لكن يصعب سماعة من هنا هذا النهر يطول حتى الجنوب ليصب في المحيط" قلت "ربما كنت أسير في اتجاه الجنوب الشرقي وليس الجنوب كما كنت أعتقد".

كان هناك رغبة تجذبني للسير في اتجاه النهر لكنني قاومتها مبررة لنفسي بأن هذه الرغبة قد تكون نابعة من شعوري بالإكتئاب وعدم الرغبة بالعودة حيث رفيقي الآن، العمل على عودة المفقودين الآن هو الأهم "فلنعود" طلبت من أدريان.

كنت أسير في شكل ذئبي بجوار ذئب أدريان عائدين في اتجاه الشمال حيث تقع أراضي قطيعنا لا أعلم لماذا كانت تدفعني غرائزي للانحراف بخطواتي نحو الشرق ولم أشعر بأن خطواتي تتباطأ إلا عندما حثني أدريان على الإسراع "فلنسرع" إلا أن رد فعلي كان عكس ما طلب فقد توقفت أقدامي تمامًا عندما دخل إلى إحساسي ذلك الشعور الغريب بالفزع المنبعث من شخص بالجوار ولكن الأكثر غرابة هو عدم شعوري بوجود أشخاص قريبين غير أدريان ومؤكد هذه المشاعر لا تنبعث منه.

يتبع...

_________________________________________

أسفة على التأخير الطويل كان عندي ظروف وحاليا عندي مشكلة بالإنترنت لكن بأذن الله أحاول أحلها وأستمر في التنزيل.
أيضا هذا نص فصل لذلك قصير بحاول أنزل الجزء الثاني من الفصل قريب إن شاء الله.

أعتذر أيضا لأن من المفترض أن أقوم بتنزيل فصل طويل بعد هذا التأخير الطويل.

حرب الرفقاء (ليلى والذئب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن