خير الابداع ما رسم خلجات النفس، و ما نقل الاحساس اللشعوري للمبدع، وصور بالكلمات والعبارات الدقيقة و الجميلة فكان صدى لحياته و همسات واقعه في تيار الحياة المتناقضة وصدى للانسانية العميقة النيرة بالخيال الجامح و الادراك الواسع لكل ما يحتويه عالمه من ضروب التحديات الحديثة بعد ان توغلت الحياة الحضارية من الغرب من أنحاء الاختلاف و التباين فتولدت الحيرة الروحية و الاضطراب بين الثوابت التي عاش عليها المجتمع و قفزات التطور التي تلزمه بالتغيير و الخروج من المؤلوف الحضاري و الموروث التاريخي، اراد المبدع و هو المحاصر فيها باحساسه المرهف و حبه لماضيه ان يصور مايعتوره من ضروب التداعيات الفكرية ليلائم فكره في الحضارة الجديدة فرضت نفسها بقوة عليه وعلى مجتمعه... فكانت ناصرية خير مثال على مايجول في نفوس هذا الجيل من حيرة واضطرابات و قلق على غد يذوب في حضارة و حاضر يحتضر في آنه... لقد تأكدت امامها حقيقة الحياة العربية و ما شابها من ظروف أثرت في اتجاهاتها المثالية فرضت عليها مثلها الجديدة.. حين تعاطت حياتها كشاعرة بين بوابات بغداد و محافل الربد و محطات عمان و شوارع القاهرة و مدن الجزائر الكبيرة. فهزتها الاحداث و سربت عاطفتها الجياشة مشكلات الامة و ما حملته و مازالت تحمله من تبعات... فتدفق معينها الشعري و انسحاب بيانه في أسلوب شعري جديد و بيان بين و خيال شاعري يحكي في تأن راق و نفس جميل واقع امتها المأساوي.
