2- الحلقة الثانية

49.1K 2.7K 673
                                    

"الحلقة الخاصة"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
_________________________

"‏إِن غِبت لَم أَلقَ إِنسانًا يُؤنسُني
وَإِن حَضَرت فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَروا"

_مقتبس
_________________________

كانت الجلسة مرحة و ممتعة و زادت أكثر في بهجتها بقدوم العروسين معًا، حيث التفت الفتيات الصغيرات حول "خلود" و كذلك الصبية حول "عمار" الذي جلس هادئًا كعادته يوزع الابتسامات البشوشة لكل من ينظر له، بينما "خلود" فكانت كلما يلتقي وجهها بوجهه، تشاكسه بملامحها و تعبيرات وجهها و تتصنع البراءة وسط الصغار، فيما يحاول هو جاهدًا كتم ضحكته عليها.

اقتربت منها "فاطيما" تقول بضجرٍ لا يتناسب مع طفولتها:
"خالتو خلود، يزن و جاسمين فضلوا بغيظوني علشان أنتِ ساكنة معاهم، ليه مش ساكنة معايا أنا كمان ؟!"

حملتها "خلود" على قدميها و هي تقول بنبرةٍ هادئة و كأنها نزلت لعمر التي تحدثها:
"يا فاطيما يا روح قلبي هما بيغيظوكي و خلاص، إنما أنا مش بتحرك و مش بشوف حد، حتى هما، أوعدك هخلي عمو عمار يجمعكم كلكم عندنا و نبات مع بعض"

سألتها "جاسمين" بلهفةٍ بعدما تدخلت في الحديث:
"بجد ؟! طب و عمو عمار هنعمل فيه إيه ؟!"

ردت عليها "زينة" أبنة "ياسر" بعدما تدخلت هي الاخرى:
"يروح يبات عند عمو عامر أو عند جدو فهمي"

قالت "خلود" تفكر في الحديث و كأنها تُقلبه في رأسها:
"أو ممكن نخليه يبات في الشغل علشان لو احتاجنا حاجة ؟!"

ردت عليها "نغم" تُشفق عليه:
"حرام يا خالتو !! عمو عمار طيب أوي"

تدخل "عمار" يقول مُهللًا:
"روحي ربنا ينصرك على من يعاديكِ، تصدقي بالله ؟! أنا هطرد خالتك و اكتبلك الشقة باسمك"

أرسلت له "نغم" قبلة في الهواء فبادلها هو القبلة بأخرى من جهته وسط ضحكات البقية عليهم جميعًا، بينما "جاسمين" تحركت تجلس بجوار "وليد" تُشير له كي ينخفض لمستواها حتى امتثل لمطلبها فقالت هي بنبرةٍ هامسة:

"عاوزة أروح معاك تاني"

رد عليها هو بنفس طريقتها و نبرتها الهامسة بسخريةٍ:
"ليه ؟! مش أنا عيالي محدش رباهم ؟؟ تيجي تعملي إيه عند واحد عياله متربوش ؟؟"

_"علشان أربيهم"
حركت كتفيها و هي تجاوبه ببساطةٍ بتلك الجملة التي جعلته يعض شفته السفلى بغيظٍ ثم أمسك خصلاتها يَلُفها على يده حتى توجهت الأبصار جميعها نحوهما فسأل "طه" بنبرةٍ جامدة:

"أنتَ بتعمل إيه في البت يالا ؟"

رد عليه بضجرٍ:
"بربيها، الأشكال دي عاوزة تتربى"

يوم الجمعة (تعافيت بك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن