والدة جين كانت معروفة بطبعها العصبي وبسوء معاملتهما للخدم ، وفي إحدى نوبات غضبها قامت بطرد المربية العجوز لسبب تافه ، لكن تعلق إبنها الشديد بمربيته أجبرها على التمهل في طردها حتى نهاية الشهر .
المربية العجوز أمضت أيامها الأخيرة في المنزل حبيسة غرفتها لا تغادرها إلا لماما ، لا يعلم أحد ماذا كانت تفعل في خلوتها تلك ، لكن زملائها في العمل كانوا موقنين بأنها تدبر أمرا ما للإنتقام من مخدوميها الذين بالغت في رعاية إبنهم فكان جزائها الطرد والإهانة .
أخيرا تركت المربية حجرتها حين حان موعد رحيلها في نهاية الشهر ، لكن قبل أن تغادر المنزل نهائيا ، صعدت العجوز السوداء ببطء نحو غرفة جين وقدمت له دمية مصنوعة من القماش والقطن ، أخبرته بأنها صنعتها خصيصا له وأسمتها روبرت تيمنا بإسمه الأول ، وطلبت منه أن يحتفظ بها كذكرى منها ، ثم ودعته ورحلت.سرعان ما أصبح جين متعلقا بدميته الجديدة ، ألبسها ثياب البحارة وصارت لا تفارقه حتى خلال نومه ، أخذ يمضي معظم وقته باللعب معها وآصبح يحادثها ويتكلم معها، وقد بدا الأمر عاديا بالنسبة لطفل في عمره، لكن والديه وخدم المنزل بدءوا يسمعون صوتا آخر معه في الغرفة ، ظنوا في البداية بأن جين يقوم بتغيير صوته لكي يتحدث بالنيابة عن الدمية روبرت، وهو أمر طبيعي يقوم به الأطفال حين يتكلمون مع أنفسهم، لكن الصوت الآخر كان أخشن من أن يكون صوت طفل، أحيانا كان يعلو ليتحول إلى صراخ فيهرع الوالدين إلى غرفة جين ليجداه مكوما في زاوية الغرفة بينما الدمية روبرت جالس على الكرسي وهو يحدق إليه، كانوا يسألون جين عن سبب صراخه فيشير إلى الدمية ويقول بغضب : "إنه روبرت ، هو من بدء العراك أولا!".
بمرور الأيام بدأت تحدث أمور غريبة في المنزل، أخذت الصحون تتطاير من فوق الموائد وتتحطم من تلقاء نفسها، الأبواب تقفل من الداخل من دون سبب، الكتب تقع عن الرفوف وتتناثر على الأرضية كأن يدا غامضة امتدت إليها وعبثت بها ، ثم أخذت ألعاب جين تتحطم وتتكسر وصارت دماه وعرائسه تتعرض للتمزيق وتتبعثر أوصالها حول المنزل ، والدا جين كانا يظنان بأن إبنهما هو من يقوم بهذه الأمور، كانا يلومانه ويعنفانه فيشير بإصبعه نحو الدمية ويجيبهما مستنكرا : "إنه روبرت! .. هو من فعل ذلك ولست أنا".
والدا جين لم يصدقا بأن الدمية هي من تفعل ذلك، لكن العديد من الخدم فعلوا، أمنوا بأن المربية العجوز قد صبت فعلا إحدى لعناتها السوداء على الدمية للانتقام من العائلة، وأقسم بعضهم بأنهم شاهدوا الدمية روبرت وهو يركض ليلا بين الغرف، وحين حاولوا الإمساك به بدء يتسلق الجدران ويسير بالمقلوب على السقف وهو يضحك ويسخر منهم، صاروا يرتعبون منه ويتحاشون قدر الإمكان الدخول إلى غرفة العاب جين، خصوصا في الليل.
المشاهدات الغريبة لم تقتصر على خدم المنزل، فالجيران أيضا صاروا يتحدثون عن مشاهدتهم للدمية روبرت وهو يتمشى داخل المنزل ويتنقل من شباك إلى آخر حين تكون العائلة في الخارج.
الأمور وصلت ذروتها في أحدى الليالي حين هرع والدا جين إلى غرفته بعدما سمعاه يصرخ وينتحب، عثروا عليه غارقا تحت أثاث الغرفة الذي بطريقة ما تكوم جميعه فوق السرير، جين كان يصرخ مرعوبا : "إنه روبرت .. يريد إيذائي" ، عند هذا طفح كيل والدي جين، حاولا تمزيق وحرق الدمية، لكن الخدم حذروهم من فعل ذلك لئلا تعم اللعنة المنزل كله، لذلك قام والد جين بحبس الدمية في حجرة صغيرة في علية المنزل، أقفل الباب عليها ومنع الجميع من الاقتراب من تلك الحجرة.
ومرت الأيام والسنوات مسرعة، فمات والدا جين وأصبح هو رساما ومؤلفا يشار إليه بالبنان ، تزوج من فتاة جميلة تدعى آني ، وخلال العقود الطويلة التي قضياها معا في المنزل ظل باب حجرة العلية مقفلا ونسي الجميع أمر الدمية روبرت ، لم تقع أي حوادث غريبة باستثناء شكوى بعض الجيران من وجود شخص يحدق أليهم من خلف زجاج العلية القديم والمغبر، كانا يسألان الزوجين حول ما أذا كان هناك شخص ما في العلية، لكن الزوجان اعتادا النفي ، كانا يعلمان بأنه روبرت ، لكنهما تجاهلا الأمر.
أنت تقرأ
قصه روبرت الدميه القاتلة ( واقعيه ) .
Horrorقصة الدمية روبرت ؛ تبدأ في جزيرة كي ويست في فلوريدا ، عام 1904 ، في منزل فخم يعود لعائلة فنان ومؤلف يدعى روبرت يوجيني أوتو ، أو جين كما اعتادوا على مناداته في صغره ، والذي كان طفلا وحيدا لوالدين ثريين ، أعتادا الترفيه عن نفسهما بالسفر ، وخلال سفرات...