المجهول

368 29 1
                                    

كنت واقفة قدام المدرسة بتاعتي بعد اليوم الدراسي ما خلص، مستنية صاحبتي تخرج لأني مروحتش مدرستي اليوم ده، مع العلم انا في تالتة ثانوي عام بس عمري 21 سنة، بسبب ظروف عائلية مكملتش تعليمي بس بعد وفاة والدي قررت اكمل تعليمي بجانب شغلي وبحاول اوفق بينهم على قد ما اقدر
موبايلي رن برقم private..استغربت جدًا مين اللي هيتصل بيا من رقم زي ده!
رديت..
-الو
مفيش رد..مسمعتش غير صوت هوا جامد، كنت هقفل بس سمعت صوت عميق خلاني اترعبت:
-اول مرة تلبسي اللون ده..طول عمرك مش بتحبي اللون الاحمر!
جسمي اتنفض وبصيت حواليا بسرعة، الشارع فاضي..قلبي كان بيدق بعنف مع همسة صوته وهو بيقول:
-انا واقف قُدامك
حسيت بقلبي هيُخرج من مكانه، جسمي بيترعش من الرعب وانا ببص قُدامي ومش شايفة حد، فراغ..
مفيش حد في الشارع اصلًا، حاولت اتكلم، صوتي خرج مهزوز وضعيف، مرعوبة، حاسة ان في حد موجود بس فعلًا مش شايفاه..
-مش هتشوفيني..على الاقل دلوقتي، بس لازم تبقي عارفة، انا راجع قُريب..
السكة اتقفلت، وقلبي وقع مع جملته الاخيرة، مين ده!! وبيكلمني ليه؟ وازاي شايفني، مقدرتش استنى اكتر من كدة لاقيت نفسي تلقائيًا بجري بأقصى سرعة عندي وفي دقايق كنت وصلت البيت ودخلت اوضتي ونمت تحت البطانية وجسمي بيترعش جامد من الخوف..

تاني يوم الصُبح فطرت مع والدتي ودخلت اوضتي عشان اذاكر، مكنتش عارفة اذاكر حاجة، غصب عني عقلي بيسرح في اللي حصل امبارح، لحد دلوقتي مش قادرة اتلم على اعصابي من الخوف، مش عارفة احدد اذا كان ده حقيقي ولا كان بيتهيألي...
مرت ساعة..عيني بدأت تغفل لأني منمتش امبارح كويس، طول الليل كوابيس وشعور ان في حد معايا في الاوضة كان مسبب لي فزع شديد، نمت على المكتب ومحستش بنفسي الا وفي حد بيحط ايده على شعري وانفاس دافية على رقبتي، اتخضيت وقمت من مكاني بسرعة، حطيت ايدي على شعري وبصيت حواليا ملقتش حد..الموبايل رن تاني، مسكته وانا ايدي بتترعش معرفش ليه! رديت وانا بتلفت حواليا برهبة
-الو
-شعرك لسه حلو زي ماهو..متغيرش

حسيت اني بتنفس بصعوبة، صوتي خرج همس رغم محاولتي اني اخليه قوي:
-انتَ مين!
-هتعرفي في الوقت المناسب
صوته كان عميق اوي، ليه نبرة مميزة، حاسة اني عارفاها، صوته كان بيبعد وبيسيب صوت رياح جامدة، حسيت بحد بيعدي من ورايا، خبط المكتب ف كوباية الماية وقعت، التفت بسرعة وملقتش حاجة غير اثر الماية على الارض:
-بسم الله الرحمن الرحيم..ايه اللي بيحصل ده
فضلت افكر طول الوقت لحد ما نمت من كتر التعب ومحلمتش بأي حاجة..

مر 3 ايام ومحصلش فيهم حاجة لدرجة اني نسيت الموضوع خالص وكنت ارتحت، لحد ما في يوم وانا قاعدة على مكتبي بذاكر سمعت صوت خبط على باب الشباك اللي في اوضتي، قربت من الشباك وبعدت الستارة لاقيت مرسوم عليها بلون ابيض قفص صغير عصفورة بتطير بعيد عنه..رسمة كنت دايما برسمها في الورق عندي..نسيت اقولكم انا بحب ارسم جدا
ابتسمت وافتكرت حاجۃ كدۃ, بس استغربت, لمستها ببطء لاقيتها اختفت، اتخضيت ورجعت خطوتين لورا وانا بسمي الله، رجعت قعدت على المكتب وفتحت الكتاب بتاعي، دقات قلبي كانت هتسمع الجيران من اللي شوفته، كان مكتوب جوا الكتاب بخط مهزوز "راجع..قريب" ونفس الرسمۃ اللي علی الشباك..
2)
قُمت بسرعة خرجت برا الاوضة وجريت اشوف ماما فين وقعدت جانبها، لما شافتني مخضوضة كدة قالت لي:
-مالك يا هديل وشك اصفر كدة ليه!
هزت راسي بشرود ومعرفتش ارد عليها، هرد اقولها ايه! انا نفسي مش فاهمة اي حاجة..
مرت ايام..حاجات غريبة بتحصل، بسمع صوت بيكلمني بالليل وانا نايمة وبيهمس في ودني انه راجع، الصوت بيكون بعيد بس عندي احساس كبير اني عارفاه، جه يوم عيد ميلادي..رجعت من الشغل ودخلت اوضتي لاقيت شنطة هدايا على السرير، فرحت قُلت غريبة اول مرة ماما تفتكر عيد ميلادي وتجبلي هدية، جريت وفتحتها كانت اجندة صغيرة عليها رسومات لكرتوني المفضل، ومعاها الوان واسكتش رسم؛ استغربت اوي، ماما عمرها ما اعترفت بحبي للرسم ازاي هتجبلي الحاجات دي، بصيت جوا الشنطة لاقيت ازازة برفان "رجالي" وورقة، نوع البرفان ده انا عارفاه كويس، بصيت على التسريحة بتاعتي..عليها اكتر من 4 ازايز من نفس النوع, فتحت الورقۃ ولاقيت مكتوب فيها "كل سنۃ وانتِ طيبۃ, انا راجع"

حكايات العالم الآخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن