في صباح اليوم التالي إستيقظت "ميرال" أولاً والحماس يغمرها ، إرتدت تلك الثياب الرسمية التي أحضرتها لها "أمينة" ثم وقفت تمشط شعرها الأسود بطريقة لائقة ، وأخيرًا أخرجت حذائها ذو الكعب العالي والذي أحضرته باللون الأحمر رغم أن ثيابها سوداء ، لقد أخبرت "أمينة" أنها هكذا ستظهر بدور المرأة القوية الواثقة ، لكن في الواقع لقد أعجبها شكله فقط..
دارت حول نفسها أمام المرآة تلقي نظرة أخيرة علي شكلها لتظهر ملامح راضية علي وجهها ، وقفت أمام غرفة عمر تطرق بابها لتوقظه قائلة بنبرة ناعمة:
"عمر..أنت صاحي؟."
سمعت همهمة خفيفة تأتي من الداخل فعاودت النطق:
"أصحي يلا عشان منتأخرش ، قاسم قال إن لازم نوصل قبل الساعة 9..عمر أنت سامعني..؟"
فُتح الباب وظهر هو من خلفه بهيئة مبعثرة لكن وسيم في الوقت نفسه..يرتدي شورت قصير يصل لركبته وسترة بيضاء خفيفة وخصلات شعره الناعمة مبعثرة علي عينية النصف مغلقة ، إستند علي الباب غير واعٍ تمامًا بمن يقف أمامهه..
"مين بيخبط.."
قال بتثاقل وأعين مغلقة فحاولت هي كتم ضحكاتها علي هيئته الطفولية تلك لكن لم تستطيع وإنفجرت في الضحك مما جعله يستوعب انه ليس داخل حلم فدخل بسرعة وأغلق الباب خلفة في وجهها..
طرقت هي مجددًا لتجذب إنتباهه لحديثها وليس بغية أن يفتح لها قائلة:
"صباح الخير يا عمر ، انا خلصت وهستناك في الصالون متتأخرش ماشي!"
رد عليها "عمر" قائلاً:
"تمام خمس دقائق بس مش هتأخر"
إنتهي هو من إرتداء بدلته الجديد والتي إشتراها مؤخرًا لأجل أن يذهب بها مقابلة عمل وصفف شعره للخلف ثم أمسك زجاجة عطره وقام برشها علي راحة يده مرتان وبعدها مسح خلف أذنه..
خرج لها يعدل من أكمام قمصه أسفل كم البدلة فنطقت هي بإنبهار:
"شكلك قمر خالص.."
إبتسم لها بحرج ثم قال بدوره:
"أنتِ كمان شكلك أحلي من القمر.."
لم يدرك أن بكلمته العفوية تلك أصاب سهام قلبها في مقتل..شردت في ملامحه..هذه أول مرة تري تفاصيل وجهه بوضوح هكذا ، فمن قبل كانت تتحاشي النظر داخل عينيه مباشرة..
كسر الصمت هو بحديثه قائلاً:
"أنا هروح أحضر فطار عشان ناكل قبل ما نمشي"
إعترضت "ميرال" قائلة:
"لسه هتحضر فطار..الساعة داخلة علي 8 وكده هنتأخر"
عقب "عمر" علي حديثها قائلاً:
"متقلقيش أنا هاخد عربية طارق نروح بيها ، وبعدين هشتريلي عربية تكون معانا بعد كده ، أنا كنت مأجل موضوع العربية ده لحد ما اشتغل بس أظن ده انسب وقت ليها."