لقد بدأ ينتشر في القصر خبر الاستعداد لرحلة صيد على شرف الأميرة، وبدأ الأمراء والنبلاء والأعيان من مختلف الممالك يتوافدون على القصر، شباب أشداء يسيطر الغرور على أغلبهم، لم يكن خفيا على أحد أن رحلة الصيد كانت أقرب لمراسم زيجة مدبرة للأميرة، كانت الخادمات يثرثرن بينهن من مِن الأمراء سيفوز بقلبها، حتى أن رهانا قد بدأ بين الخدم والسياس والحرس، لكن آيزيه لم تكن تشاركهم شيئا من ذلك، انشغل بالها بفي، ولم تعد أصابعها تغادر شفتيها، تقضي صباحاتها تخبر عربي عن في، حتى أنها أسرته عن قبلتها، ليس وكأنه سيخبر أحدهم، لقد خشيت أن تفعل هي ذلك لذا أخبرت حصانا، ما يهم أنها لم تبقي الأمر لنفسها فقط، لقد احتاجت أن يعرف به أحد لكي تصدق أنه حقيقة، ولم يكن خبر زيجة الأميرة يهمها بشيء لكنها تمنت أن تبدأ الرحلة في أقرب فرصة، لعلها فرصتها لرؤية في، كانت بعض الخادمات يثرثرن عن مرافقات الأميرة وكيف بدورهن شغف بعض الأمراء والنبلاء بهن دونا عن الاميرة، وكيف يتسلل البعض الآخرين للتلصص على الأميرة أو مرافقاتها، لكن لم يخطر ببال آيزيه أن تفعل ذلك، لوهلة فكرت ماذا لو رأت نبيلا يعاكس في أو أميرا يتخذها لنفسه، لقد آثرت أن تنتظر... وأخذت الليالي تطول وتمتد، وفي كل ليلة كانت تعود فيها آيزيه لغرفتها لم تهتم أبدا لإنارتها، لقد كانت تخلع ملابسها وتنتظر أن يغمرها صوت في دون جدوى.
بعد أيام طويلة تقرر أخيرا موعد الرحلة، أبلغ السيد ويليام آيزيه أن تجهز عربي، لقد قررت الأميرة أن يكون حصانها للرحلة، على أن ترافقه آيزيه ممتطية أي حصان آخر من أحصنة الأميرة الخاصة، لقد كان السيد ويليام يبلغ آيزيه بالأوامر وهو يحك شاربه الكث أسفل أنفه، كان متأكدا أن آيزيه تخفي معرفتها بشخص مهم داخل القصر وإلا فكيف لها أن تمتطي حصانا خاصا بالأميرة، حتى مرافقات الأميرة يمتطين أحصنة أخرى، وعندما ألح بالسؤال كثيرا على آيزيه أخبرته أنها تعرف مرافقة مقربة للأميرة، وهكذا حل الأمر ولكن السيد ويليام ارتقى بشكه حول المرافقة المقربة التي تستجيب لها الأميرة فتمتثل لقولها، ولم تسايره آيزيه فتركته لشكه وتساؤلاته.
حل أخيرا اليوم الذي ستخرج فيه الرحلة، لقد أعلن المستطلعون أنهم عاينوا موظا أبيضا ضخما بالغابة، لم تعرف آيزيه شكل الموض لكنها علمت أنه نوع من أنواع الأيائل، واستمر السيد ويليام يصفه ويصف شراسته للخادمات اللواتي رحن يشهقن مرة تلو أخرى وهو يروي ما يمكن للموظ أن يعيثه من فساد وخسائر إذا اقترب منه انسان محاولا اصطياده، ((يمكنه أن يلقي عربة كاملة تجرها 4 جياد بطرف قرنيه من على سفح جبل، يمكنه أن يرفعها عاليا ويلقي بها أرضا فتنقسم نصفين))، لم يهم آيزيه أن يرفعها الموظ إلى السماء مادامت ستتمكن من لقاء في، ستركض مباشرة نحو قرونه مادامت ستراها مرة أخرى، تأنقت جيدا، واستطاعت أن تسمع بعض الخادمات يهمسن حولها.
_ كيف لها أن ترافق حصان الأميرة بحصان أميرة؟
_ ليس وكأن الحصان سيخر ساكنا إن غابت عنه يوما، قالت الخادمة الأخرى.
_ إذا استمر الأمر على هذا المنوال فستخال نفسها من حاشية الأميرة قريبا.
لقد أسكتهن مرورها أمامهن، لا أحد يملك الشجاعة للحديث مباشرة، لو أنها ستصير مرافقة للأميرة فعلا كما اقترحت في فسوف يمتن غيظا،فكرت آيزيه وكست ملامحها ابتسامة غامرة، ليس لأنها قد تصير مرافقة للأميرة بل لأنها قد تصير قريبة من في.
اختارت فرسا تدعى آليس، فرس وديعة جدا، ثم جهزت عربي وقادته إلى الساحة حيث ينتظر الجميع هناك جاهزين، أحصنة وعربات وخدم، خيام محزومة وفراشي وكراسي، لقد بدا وكأنهم ينقلون القصر خارجا، بدأ صبر الجميع ينفذ بانتظار أن يفتح الباب الفخم ذو المقابض الذهبية الضخمة وقد أشاحوا بنظرهم بعيدا، فقط آيزيه كان يمكنها أن تتطلع بشغف طوال العمر بانتظار أن تلمحها لحظة واحدة، بدا الأمر كرهان، ارتفعت شمس الصباح في الأفق ولقد أدرك الجميع أن الانطلاق تأخر كثيرا.
وفجأة انفتح الباب وبدل الجميلات اللواتي يتطلع الجميع إليهن، ظهر خادم شاب، اقترب من أحد الأعيان وشوشه، تغيرت ملامحه فجأة، ثم أسرع نحو الأمراء والنبلاء المتجمعين و أخبرهم شيئا جعلهم جميعا يسرعون إلى داخل القصر حيث تقيم العائلة الملكية، بلغ أذن آيزيه أخيرا همسات مفادها أن الملك أصبح مريضا مرضا شديدا، ألزمه الفراش فآثرت الأميرة أن تلغي رحلتها.
وهكذا عاد الجميع إلى أشغالهم، وعادت آيزيه إلى غرفتها بعد أن أعادت الحصانين إلى مربطيهما، جلست طوال اليوم في سريرها تفكر بفي، وساءها حال الملك، فرغم أنها لا تعرف خيرا خاصا قد نالها منه إلا أنها تعلم أنه درع قوي يحمي المملكة وسمعتها، ويرد عنهم أطماع الممالك المجاورة، ويقيم الأمان في المملكة.
عندما انتبهت آيزيه أخيرا للوقت كان قد حل الظلام، وعم السكون، عندما سمعت حركة مكتومة أمام باب غرفتها، قفز قلبها من مكانه وكذلك فعلت هي من سريرها وأسرعت نحو الباب فتحته في الوقت الذي كان القادم من وراءه الباب يحاول أن يفعل ذلك، فسحبت في/Vi نحوها بقوة، وارتمت في/Vi في حضنها، أحاطتها بذراعيها وأرخت رأسها على كتف آيزيه، انتظرت آيزيه أن ترفع رأسها أن تسمح لها برؤية وجهها الذي اشتاقت له كثيرا، أكثر من أي شيء يمكن أن يُشتاق إليه في العالم، ولكن في لم تتحرك، استطاعت آيزيه عندما أنصتت أخيرا، عندما كف قلبها عن الخفقان بقوة أن تسمع بكاء مكتوما، لم يسعها الوقت لتفكر بأي شيء سوى أن تحيط في بذراعها وأن تضع يدها الأخرى على رأس في، شعرها الناعم ورائحتها العبقة، استطاعت آيزيه أن تتحسس فراشات كتفها البارزة، وخاصرتها المحددة كأنما نحتت بدقة لتكون عملا فنيا يزين متحفا ما، تذكرت تمثالا رأته يوما في بيت السيد جونه، تمثال امرأة منحوت بدقة، تمثال ايطاليٌ قال السيد جونه. فجأة شعرت بفي تدفعها إلى الخلف، فسايرتها إلى أن لمست فخذاها حافة السرير، دفعتها في مجددا نحو السرير وسقطت فوقها، حاولت آيزيه أن تنبس بشيء، ولكن أصابع في كانت فجأة فوق شفتيها تمنعانها من الكلام بينما شفتاها تقبلان أسفل أذن آيزيه، انطلق قلبها يدق مجددا، ارتفع تنفسها وتسارع، بينما تعيث في في رقبتها وأعلى صدرها سيلا من القبل، شعرت بأنفاسها الحارة على جلدها، فكرت بأنها متعرقة منذ الصباح، تبا لو أنني عاودت الاستحمام، حاولت التملص ولكن يد في كانت تحكمها إلى السرير، فيما اليد الأخرى راحت تفك أزرار فستانها وتكشف عن جسدها، كيف صارت قوية هكذا فكرت آيزيه مجددا، ولكنها انتفضت فجأة عندما عضت في أذنها، وبينما راحت تستعد للنزول نحو أسفل بطنها.
سمعت ضجة خارج الرواق فجأة، فتوقفت وانسحبت في إلى أحد أركان الغرفة المظلمة، وبينما تلتقط آيزيه أنفاسها انشرع باب غرفتها بقوة، ودلفته خادمة شابة تقول: السيدة تدعوك حالا إلى المطبخ، نحن نقيم جلسة صلوات لأجل الملك.. صمتت الخادمة لبرهة، نظرت باستغراب إلى آيزيه،ثم قالت: لما تلهثين هكذا؟ هل مرضت بدورك؟
لم تدري آيزيه ماذا تفعل لقد كانت نصف عارية بالكاد استطاعت أن تعيد اغلاق فستانها، التقطت أنفاسها ثم طلبت منها أن تسبقها ولكن الخادمة أصرت على انتظار آيزيه خلف الباب، وهكذا تركت آيزيه الغرفة دون أن تكلم في التي تقف في الركن المظلم من الغرفة في صمت مهيب، دون أن تنطفئ نارها، دون أن تحرق آيزيه بها، ودون أن تستشف آيزيه دموعها.
أنت تقرأ
لا ظلال تحت شجرة التفاح
Roman d'amourللبعض منا الحياة رحلة بحث عن الحب، قد نجوب شوارعا و مدنا و بلدانا بحثا عن صوره، في حين أن الحب قد اختارنا منذ زمن و لكن الحياة تبعثرنا عبر شوارعها و مدنها لأننا إن لم نقدر قيمة البحث عن الحب لن نقدر قيمة الوقوع فيه. قصة آيزيه و فيلانيل، قصة حب عاتٍ،...