...

6 2 0
                                    

_______

فُؤاد شابٌ يافعً ترتسمُ على وجههِ أُمنياتٌ خَطتها أُمه عليهِ
وأُمنياتٌ اُخرى رسَمها الوَطنُ على جبهتهِ
شابٌ مِن'غَزة' الجَريحه في وَطن كبيرٍ
يؤلفُ جرحًا فاغرًا منذُ عِقود منَ الزَمن....
.....

دَخل فؤادً البيتِ وهو مُطرق الرأسِ، وشارِد الذهنِ.
قابلَتهُ أُمهُ وقلبِها خَافق، وفرَائصها ترتعدُ.
....

وأُم فؤاد فِي العَقدِ الْخامس مِن عمرها
حاربتُها نائِباتَ الليالِي بلا هَوادة ولَم يبقَ لها سِوى فؤادٍ، فَهو أَملها ورجاؤها، ولو لاَ وُجودهُ بقربها لَفضلت المُوتَ على الحياةِ.

فَأَبُوها وأَخوهِا سقَطا شهيدَي الواجبّ، وزَوجْها خَر صريعًا مُنذ ثلاثين سنةً برصاص الأَعداء، وهو يُدافع عن حُريةَ شعبهِ واستقْلالِ بلادهِ

لَقد أحرز شرفَ الأَستشهاد وتركَ لها فُؤادًا طفلًا صغيرًا، فكَان لها نِعم العزاءُ، وربتْهُ وعَلمَتهُ ثمَ شبَ  وكبر، وأصبحَ مِلء السمعِ والبصرِ وكانتْ ملَامحُ والدهِ وصفاتِه.

وعِندما دَخل عليها قَرأت فِي وجّهه مَايجُول فِي خَاطرِه، أَنه يخفي اشياءً خطيرةً أَرادتْ إن تعرفَها لتخفف عنه، وسَألته ما به؟.

وقف امامها وجهًا لوجه وقالَ لها " اُماه ان‌َّ البلاد في خطرٍ والعَدو يحشدُ جيوشَهَ على حِدودنا وأَنا كما تَعلمِين أَكمَلتُ تدرِيبي العَسكري، وبأمكاني أَنّ أَكون جنديًا فِي بلادي، لأقوم بٓواجبِي، ولايتيسَر ذلِكَ إلا بموافقتكِ ولا بُدَ ان احصُل عليها...فَما تقولينَ؟ "

وتَضيقُ الدنيا فِي عيني اُمُّ فُؤاد فَتجلس على مَقعد قريب عنها؛ لترىٰ سِلسلة ذهَبية ذاب أربع حَلقاتٍ، في ثَلاثٍ منها صور أَبيها وأَخيها وزوجها أَما الحَلقة الرابعةَ فَخالِيةً

وَتهزها الرؤيا فَتقفُ مَذعورةً وتتشَبَثُ بِفؤادٍ وتضُمهُ إِلى صدّرِها وَتُخاطبهُ قائلة: "وَلدي فلذةَ كَبدّي ارحَم ضَعْفي!... دَعْ عَنكَ الجِندية!، اخدم وَطنكَ فِي ميادينٍ أُخرى.... ابقَ لِي! "

ويقّطعُ فؤاد حَديث امهُ قائلًا: "اماه اُريدُ ان اخْدِم العِلم، أُريد انّ افديهُ إِذا حَقَ الفداءُ، انا لكِ قبل ان اكُونَ لنَفسي، وانا لوَطَني قَبلَ ان اكونَ لكِ، انَ البِلاد فِي خَطرٌ وسأدفعُ ذلكَ الخَطَرَ ولو كَلفنِي دمِي.."

.....

وينْشبُ القِتالْ وتَستمرُ المعارك وفؤاد فِي الخطِ الأَمامي .. يُحارب ويُجاهدُ أَسدًا، وينوه بِشجاعتهُ كبار القَادة ويكّبرونَ بِطولتهَ.
وتنشرُ الصُحفَ كُل ذلك، وتقرأَ أُم فؤادٍ أخبارِ ولدها البَطل.

وأُم فؤاد بِنتُ البطولاتِ وعَشيرتها، فَتتخلص من خَوفها عليهِ وَتنسىٰ الخطرَ المُحدق بهِ، وتتوسل الله انّ ينصر جيشَ بِلادها ويُعيد وحيدها إليها.

....

وتنتهي الحَربُ وينهزِمُ العَدو وتَحتفل البِلاد بعيد النَصْر، كُل ذلكَ واُم فؤادٍ تنتظر وحِيدها، أَو خَبرًا مِنه يعلمهَا فِيهُ عن موعدِ عَودتهُ لتتم فَرحتها ويكتمْل عِيدها.

لمْ يُطل أَنتظارِها فَقد سمِعت حركةً فِي الخارج وأَطلت من النافِذة، فرأَت قائدًا كَبيرًا يحمِلُ بيدهِ علبه ذَهبيه، إِنها عِلبة وسام حربٍ

فَترسم أَمامِها السِلسلةَ الذَهبية ذاتِ الحلقاتِ الأَربعِ، وتَرى فِي الحَلقة الرابِعة صورة إِبنها فؤادٍ.
فَتصرخُ وتَقع على الأَرضِ...
....

the end.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 09, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الْجُودِ بِالنَّفسِ . Where stories live. Discover now