22

1K 93 80
                                    

رُبّما حان الوقت لأسقط ، و آخذُ عبراتي المبعثرة بين أرجاء المارين ، ألملم شتاتها و أذهب في نومٍ عميق ، نوم لا يوقظه إلا السكون..

سكونٌ دائم هنا بقلبي الذي ينزف مترجياً إياك بالرحيل ، و لكنك تستمرّ بالتقدم نحو خِصاله الممزقة ، و ها أنت ذا تبعثر كيانها بكلِّ هزور ، و تدّعي الحُب بقلبٍ مغدور .

ويحك معالم وجهك اللامعة تفضح سِرُّك ، عندما أخبرتك بأنني استمريت بالركض ، عارضتني قائلاً و أنا كذلك ! أين هي معالم التعب التي داهمتك ؟ أنا لا أرى بكَ سِوى الإشراق ، و أنت بذات نفسك من أخبرني عن انطفائي .

أخبرتكَ عن أحلامي ، فاعترضت مجدداً تقول بأنك تحظى بأبشع الكوابيس مراراً ، و لا أرى ذهنك متأثراً ، و أنت بذاتك من قال بأنني أصبحتُ مجنونة .

أخبرتكَ عن أوجاعي ، فمزّقت قميصك تُريني خربشات الزمن التي رسمت فوق خافقك ، و لكنني لا أرى سِوى آثار الكره التي حضيت بها منّي ، و أنت الذي اتهمتني بعدم امتلاكي قلباً ليحبُّك من جديد .

مالكَ تستلذ بإيلامي ؟ و هل أصبح الوجع لعبةٌ للتنافس بيننا ؟ من مِنّا الذي تألم من هذا الحب أكثر ؟ تستمرُّ ببعثرة روحي الخامدة ، و لكنها لا تستجيب ، لا زلتُ أبحث عنها أطلب السماح منها ، و لكنها تائهة كلياً ، و ها هي ذا تركض بعيداً عنّي بفضلك .

لقد تثاقلت عليّ الهموم ، و لم أعد أستطع الصُّمود أكثر ، روحي الخامدة لا يمكنها التحمل أكثر ، و قلبي المحطم لم يعد باستطاعته التبذير بمشاعره أكثر ، لِذا لطفاً ابحث عن روحٍ أخرى لتحمل همومك ، فَلَم أعد أتمالك همومي..

مسحَ دموعه التي تمرّدت على وجنتيه بعشوائية ، و ها هو ذا يقتربُ منها بصمت ، ثبّت رأسه على خافقها الذي يضرب بجانب أذنيه بانتظام ، ابتسامة جانبية اعتلت ثغره ، قبل أن يردف هامساً " لقد كانت هذه اللحظة أكبر أمنياتي ، أضع رأسي فوق فؤادكِ المغدور ، و أبدأ بإلقاء تعاويذي عليه بكلّ سرور ، و لكنني عاجزٌ عن البوح يا لاريا

ليتكِ تفتحين مجرتيكِ الجميلتين ، و تحويني بين أضلعك الدافئة ، فلا شيء سيعالج روحي سِوى احتوائِكِ لي ، أشتاق إليكِ حد النخاع ، و لكن ما باليد حيلة ، أبحثُ عنكِ بمنتصف الغروب ، و أنتِ تتمايلين على قلبي من الجنوب ، و عندما أقتربُ منكِ أكثر تهربين نحو عالمٍ منثور ، يتساقط منه جمرٌ و قهور

JUNGKOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن