تمر في لحضات لا تعد تدرك نفسك ، تسأل من أنا؟ ، لا تدري لماذا أنت ولماذا أُخترت أن تكون في هذا المكان ، على رغم سنك إلا أنك متعبٌ وهرمٌ من شدة الأيام ، لا تعلم لماذا تحقيق أحلامك صعبه ،هل هذا أختبارٌ لك أم ابتلاء لك ، وفي جميع الأحوال إنك طفلٌ وما لك ذنبٌ بشيء سوى أنك ولدتَ في مكان لا يقدر طاقاتك ولا يستوعب قدراتك وأحلامك ، مكانٌ هرم عاجز بائس لا يحب التقدم ، عادات وتقاليد تقيدهم ليقيدوك .
هشش... صمتٌ بعيدٌ عن ضجيج الأيام، وعجلة الاوقات، وعنف الافكار ، مالي لا ارى سوى الهدوء ، هل ابتعدت واخيراً عن كل هذه التي لا أعرف بما اوصفها .
وقفت أمام المرأة في لحضة عجزٍ وسألت من أنا؟، فأجابني الصمت أنك المحارب الشجاع الذي تحدى قسوة الأيام وها أنت تبتسم ، فما لك يا هذا تجاوزت كل مُرِ السنين والآن بت واقفاً عاجزاً وتسأل من أنا ، أنه أنت الذي حارب ضجيج الأيام ليعيش ع الأقل يومياً كباقي الأطفال، الذي دعم نفسه بنفسه في سن المراهقه، الذي كبر وكبر فقط من أجل أحلامه، الذي ما زال يسمع كلاماً كاسراً صاداً عن النجاح ، ولكنه مستمر رغم كل شي .
يا مرٱتي اعذريني ولكن هذا المحارب لم يعد له طاقه ليحارب فلم يبقى له شخصا ساندا ً وداعماً له ، يا مرٱتي صدقيني لقد عجزت من الأيام ، تقيدت بسور الذكريات ، وبخوف الأحلام ، ولدت وأنا احارب وبقيت محارباً طول الزمان ، وها أنا أقف أمامك وأسألك من أنا ؟، عجزت عن وصف نفسي ، تمر أحلامي من أمامي وأعجز عن لمسها ، بات الوصول صعباً ، أريد الخروج والتحرر من سجن الأفكار ، تعقدت افكاري وأنا انتظر دفعه للخروج من سجن الأفكار اليائسه ،ومن يصدق بت أهرب من عالمي الذي أعيش به إلى الدراسة ، أصبح تعب الدراسة أهون علي من ضجيج العالم الخارجي ، أعيش في منطقة نائيه وبعيده عن البشر محاطه بخضره من جميع النواحي ، ولكني لا أقدر ع تصفيت ذهني فكلما ابتعدت عن ضجيج البشر اجد نفسي غارقاً في ضجيج افكاري القاتله .
مددت جسدي على الأرض محدقاً بالنجوم في يوم صافٍ وجميل وأعدت السوأل لنفسي مرةً أخرى ، من أنا؟ .
أنا الطباخ حين يجوع جسدي ، أنا الطبيب حين يمرض جسدي ، أنا الأم حين أحتاج إلى حنان ، أنا من دعم نفسي في وقت الشدة والضعف ، وهل لي أن أسأل من أنا بعدما فعلت كل هذا لنفسي ، وكيف طاب لي أن أجرب قتل نفسي ، ماذا دهاني، هل كنت عاجزاً كل هذا العجز رغم وقوفي بجانب نفسي ، هل أخون الثقة التي اعطيتها لنفسي ، تباً لظروفٍ جعلتني أكره نفسي وهل لي غير نفسي ، تباً لاشخاصٍ جعلوني أنسى نفسي وأقول من أنا ، ومن أنا بلا أنا ، وهل كنت أنجزت شيئاً بلا أنا ، أنا كل النور في عتمت ظلامي، أنا كل طموح في الوصول لأحلامي ، وتباً لكل من لا يقدر من أنا.
أين كنت أيها الصديق والقريب في ظلامي أيامي حينما كنت أبكي من شدتي تشتت أفكاري ، لا احد معي سوى نفسي ، وأن سؤلت الآن من الاقرب لقلبي ،فإنني سأُجيب بأنه نفسي ، وعن حبي لنفسي لا استطيع وصفاً ، فإنه بات كل الحب إلى نفسي .