سبعة عشر سنة هي المدة التي استغرقت حتى يدرك والداي أنه عندما يتعلق الأمر بالمدرسة فلا فائدة مني، رغم أن جدتي أدركت ذلك قبلهم بكثير، لكن كيف لعديم فائدة أن يولد كإبن لطبيبين كانا دائماً في المركز الأول في حياتهما؟
أخي الأكبر عبقري، و الأصغر متفوق، و أنا لا أعلم ماذا أفعل بين هذه العائلة، ليس و كأني لا أبذل جهدي لا أنا حقاً أمضي العديد من الساعات أمام الكتب و أنا أحب الدراسة أيضاً، لكن لا أعلم لماذا لا يمكنني النجاح في الامتحانات!
هل هي لعنة من نوعٍ ما؟ لا فكرة لدي.
و بسبب تفوقي الدراسي(والعكس هو الصحيح) قُرِّرَ أن أذهب لمنزل الجدة في الريف، لا أعلم ما الهدف من ذلك، لكن عليك تقبل الواقع حتى و إن لم ترغب به.
حزم الحقائب لم يكن مرهقاً، لكن النظارات الخائبة كانت تجعلني أنكمش على نفسي متجنباً النظر في أعينهم.
"ستكون بخير" أمي قالت بصوت جاف، لا أعلم إن كانت تعنيها حتى.
"و لماذا لا يكون؟ هو ذاهبٌ إلى الريف و ليس إلى حرب" أخي الأكبر سخر، لطالما كانت شخصيته قوية و مزعجة.
"أجل، سأكون على ما يرام، لا تقلقوا رجاءً" قلتها بابتسامة بلهاء على وجهي لا يمكنني تجنب ذلك منذ أن أصبحت عادة غبية مزعجة حتى بنظري.
حملت حقيبتي و خرجت من الباب، متجهاً للسيارة، التفت أنظر لوجوههم الجامدة من التعبير و أنا ابتسم مثل الأبله الذي أنا عليه قبل أن أركب السيارة و أغادر هذا المكان.
لا تقبيل ولا أحضان هذا تقليد في العائلة، نفضل وضع مسافات بيننا، لطالما تساءلت إن كان هذا الوضع طبيعي و ما زلت لست متأكداً حتى اليوم إن كان أحدنا طبيعي من الأساس.
كانت السيارة تتحرك بينما يقوم صديق جدتي بالقيادة، أتأمل من النافذة السيارات التي نتخطاها.
الجو هادئ، أتنفس بعمق أحاول تجنب التفكير في كل شيءٍ مررت به طوال هذه السنين، عائلتي، التنمر في المدرسة، الخيبات المتلاحقة، التوبيخات التي لا تنتهي، التجاهل، و سبعة عشر سنة بدون حتى صديق، و هنا أدركت أنا فاشل في كل ناحية و زاوية في حياتي، و مجدداً، هل هي لعنة ما؟
كان الطريق طويلاً، و الجو هادئ و لطيف يعطيني دفعة من التفاؤل و الثقة التي سَتُبَدد في ثواني، لدي شخصية ضعيفة و جسدٌ هزيل الشيء الذي أنا متأكدٌ منه أني لا أظهر لأحد مشاعري السلبية هل هو أمرٌ جيد أو سيء؟ لا أعلم على وجه اليقين، لكن هذا ما تمكنت من اتقانه بشكل محترف في سنين حياتي، الابتسامة البلهاء خاصتي تعني اني لست بخير مع الأمر، لكن لا يوجد خيار سوى المرور عبره.
ثلاث ساعات متواصلة من القيادة، جعلت مفاصلي تتيبس و لن أتحدث عن معاناة أسفل ظهري.
"لقد وصلنا، فلتخرج" قال صديق جدتي بطريقة جافة، ابتسمت له ابتسامتي البلهاء و نزلت ساحباً معي حقيبتي، اخذت نفساً عميقاً شاعراً بلطافة الهواء المحيط، اخذت نظرة للمكان اللذي أنا فيه، مساحة أرض واسعة مع منزل ريفي متوسط الحجم و هناك إسطبل في الجانب الآخر، و سور خشبي مهترئ على محيط الأرض، هل هناك فائدة منه؟
سحبت حقيبتي متجهاً للمنزل الرجل خلفي غادر منذ نزولي كأنه فرحٌ من تخلصه مني على قارعة الطريق، صعدت الدرجات واصلاً لمقدمة الباب أطرقه، انتظرت ثواني و لكن لا يوجد مجيب، طرقت مجدداً و مجدداً لكن لا فائدة، تركت الحقيبة على الجانب و جلست مستنداً على الباب أطرقه كل فترة،لعل و عسى أن تكون هناك استجابة، جدي و جدتي لا يعانون من مشاكل في السمع أو هذا ما اعتقده؟
الشمس بدأت بالغروب و أنا تقريباً غفوت مكاني عندما سمعت قهقهات جداي من بعيد، إذاً هما لم يكونا في المنزل منذ البداية!
_______________
مرحباً جميعاً، كيف هي أحوالكم.
اتمنى ان تعجبكم قصتي و تتابعوها حتى النهاية.
سأكون سعيدةً للغاية اذا دعمتموني و أخبروني في التعليقات إن كان هناك أي أخطاء إملائية أو إذا أعجبكم عملي.
حظاً سعيداً للجميع.
أنت تقرأ
In cage
Werewolfلم اعتقد يوم بأني قد أغوص في الظلام. الحب من النظرة الأولى مجرد خرافة في القصص هذا ما اعتقدت، لكن عيناك التي كنت أبحث عنها و أنا خلف القطبان كانت السبب في أني حتى لو بقيت هنا لمليون سنة لن أمانع.