نهاية المسير

20 2 2
                                    

بِين جُدران الغُرفّة المُظلمة تسَلل بَعض مِن ضوء الشَمس الي أشرَقت مِن وَقت قَصير وصنّع بَعض الإنارّة لِعُتمة المَكان

وتبَين مَظهر الفتاة المُوتِر 
جالسّة علىٰ مَكتبهّا وفاتحّة الكَمبيوتر تبحَث عَن شّيء مُحدَد

"ها جليلة شكد معدلج؟"

بَعد دخوّل الأُم المُفاجّىء ومِن غَير إذن وبكُل تَعدي على الخُصوصّية سِألت بِلَكنّة مُزعجّة عَن مُعدَل إبنَتهّا الي إنتهَت مِن آخّر سَنة دِراسّية بالثانّوية...

"بعدني ما طلعته"

"دفضيها عاد"

"وانتي شحارگج،شطلع اطلع بالنهاية معدلي مو معدلج لتدخلين"

"شهاللغوة؟احجي عدل لج"

"كلش زين داحجي،ويلا طلعي وسدي الباب لتغثيني"

"سفيان،تعال شوف بتك شلون تحجي،عفناها يومين تديح بالشوارع طال لسانها"

طَفح كَيل المعنّية وكامَت دِفعَت أُمها خارِج غُرفتها وقَفلت الباب الضَخم الي يعزِلها بشَكل تام عَن أهلها ومَشاكِلهُم وإزعاجهُم الدائِم الها

ورجعَت لحاسّوبها الي ما عُرفت شلون تفتَح الرابط  أصّلاً وضَلّت تحاوّل وياه
وفجأة اجتها رِسالة علىٰ التليكرام بيها صورة...

صورة درجاتّها ومُعدلها
رجَف جسمّها مِن لاحظَت مُحتَوى الصورة
ورُغم ثقَتها العالّية بنَفسها اجاها سَيل افكار مُتشائمة خلاهّا ترجف لأول مرة ويِقشَعر جسمها
أخاف ما جبت معدل
أخاف درجاتي قليلة
فجأة تذكرت امتحان الاحياء
ما جاوبت زين ذاك الفرع
أخاف درجتي نازلة بيه وخربت المعدل
العربي م راجعت الحل بسلا ناسية سؤال
عقلها تشتت بشكل هستيري واظِلَمت رؤيتها
وحاوّلت تبعد الأفكار وقَربت راسّها من الحاسوب وايدّها علٰى الماوس
كَبُرت الصورة لِلحَد الي تكدر بيه تقرأ المكتوب بوضوح

ترتيل سفيان محمد
المعدل 100.87

سالّت دُموعها بحَرارّة كادّت  تحرّق نُعومّة بَشرتّها
سكن جسمها وحاوّطت نفسها وهدأت روحها
طبقت اجفانّها وسمحَت لكُل طاقّه أنها تنزِل ويا دموعّها
بس ماطَولَت على هذا الحَال
گامّت وغسلَت وجِهها وخَطت الكُحل علىٰ حِدود عُيونها
ورسمَت اللاينر شَديد السَواد علىٰ طَرف عُيونها
ورُبطَت شعّرها كُله ولبسَت فُستانها الازرَق الطَويل
وفتحَت باب غُرفتها ونزلَت
صوت كَعبّها هَز كُل مَن كان بذاك المَنزل
وصَرامة عُيونها خلت كل مَن لاقاهِن يِنحني
الكل يشوف بيها قوتهّا
جَليلة
ماسَمّاها الأستاذ عيسى جَليلة بدون سبب
من أول يوم دراسي الها وهيَ ذات شأن وجَلالة عظيمّة واليوم خِتمت مَسيرتّها الدِراسية بمُعدل مِثالي يليق بأوّل يوم دراسّي الها
معدل يليق بعَظمة مَسيرتها

مُعتِم جَليلة Where stories live. Discover now