زمن الملوك والرعاع
البارت الواحد و العشرون
الضمير#مملكة الشمال
جلست حوراء فى جناحها تشعر بالتوتر بعد ما صارحت سيدها بالحقيقه وانها كذبت عليه .. كانت تتسأل هل سيتركها هل تستطيع العيش بدونه ، لقد تعلقت به كما لم تتعلق بأحد من قبل ، عرفت ان هناك وجه اخر للحياه لم تكن تعرفه ، اصبحت تشعر ان مكانها تحت اقدامه وان حياتها لا قيمه لها بدونه ، اصبحت تشعر انها كل شئ عندما تكون لا شئ امامه ، اصبحت متعلقه به كتعلق الجنين بأمه ، لو قرر فراقها فسيكون فراجه اصعب من يوم فارقت الرعاع .
لكنه متفهم وقد يسامحها .. لم يكن امامها سوى ذلك كانت تتحدى الموت ، لم يكن بإمكانها الا الكذب حتى تنجو ، لم تكن تكذب عليه بل تكذب حتى تبقى على قيد الحياهوعلى الجانب الاخر كان جواد فى جناحه يفكر كان فى حاله من الصدمه .. لم يكن يتوقع ما اعترفت به حوراء ، ولا يعرف ماذا يفعل ، لم يعد بإمكانه الاستغناء عنها فوجودها ملئ عليه حياته واصبح لحياته معنى بها ، ولكن هل وجودها معه واخفائه لسرها هو خيانه لوطنه ،هل لو خير بين وطنه وبينها سيختارها ، لم يكن ليخون وطنه يوما
انتشل جواد من افكاره صوت طرق على البابجواد : ادخل
حوراء : انا سيدى
جواد : اهلا يا ريما ولا اقول حوراء
حوراء : نزلت حوراء على ركبتيها عند قدم جواد .. قول الى تحبه سيدى
جواد : عاوزه ايه يا حوراء
حوراء : عاوزه اعتذرلك سيدى .. عاوزه اقولك ان كان غصب عنى .. عاوزه اقولك ان مكنش قدامى خيار تانى
جواد : وايه الى خلاكى تعترفى دلوقت
حوراء : انا لما دخلت بيت حضرتك كنت عارفه ان وجودى معاك امان لأنى عرفت شهامتك وكرمك ومبادئك وانك على استعداد تضحى بحياتك عشان تنقذ غيرك .. بس لما بقيت فى بيتك بقى فى شئ اقوى من كل الى فولته ، حبيتك وخضعت ليه شوفتك سيدى وشوفت نفسى خادمتك وعند اقدامك عشان كده مكنش ينفع استمر فى الكدب ، عشان كده كان لازم اصارحك
جواد : ومتصوره ايه ممكن يكون قرارى
حوراء : اياً كان قرارك انا هنفذه سيدى
جواد : انا بتمنى تفضلى معايا طول العمر بقيت حاسس انى مقدرش استغنى عنك ، لكن انا مقدرش اخون قومى ،وانتى كنتى من الد اعداء المملكه ايدك ملطخه بدماء اهل مملكتى
حوراء : بس انا كنت بدافع عن مصلحة قومى وصدقنى يا سيدى من يوم ما عرفتك وانا نادمه على كل شئ حصل ، بس يمكن كل ده حصل عشان ابقى معاك
جواد : انا فى اختيار صعب انتى مش محطوطه فيه يا حوراء ، اختيار بينك وبين وطنى هل استمع الى قلبى ام الى ضميرى هل افكر فى نفسى ام افكر فى شعبى هل اضحى بمن احب من اجل وطنى ام اختار الصمت واقتل ضميرى
حوراء : قالت وهى تبكى ، اياً كان قرارك يا سيدى فإنا طوع امرك ورهن اشارتك
جواد :عاوزك تعرفى انى اتمنى ان تعيشى معى حتى النهايه وانا لكى فى قلبى مكانه محدش وصلها قبلك .. لكن يا حوراء انا رجل ضميره ينتصر على قلبه ، انا هسلمك للمملكه
حوراء : بكت حوراء وهى تقول تحت امرك سيدى
******************************
#مملكة الجنوب
أنت تقرأ
زمن الملوك والرعاع
Tiểu Thuyết Chungفي زمنٍ طويت فيه صفحات التاريخ، حيث لم يبقَ من الحضارات سوى رماد، كان البشر ألدّ أعداء أنفسهم. أنهكتهم الصراعات حتى صارت الأرض ملطخة بذكريات الفناء والخسارة. الطبيعة، الصامتة منذ أمد بعيد، قررت أخيراً أن يكون لها كلمة، فهاجت وارتعدت، وأرسلت غضبها كع...