ليلة رأس السنة

91 9 4
                                    

ليلة راس السنة

القصة +16

الليلة هي ليلة رأس السنة... لأي عام؟ أيهم حقا!؟  الأعوام كلها تتشابه ونحن من نتغير، لن يشكل معرفتك ليلة رأس أي سنة هي شيئا مختلفا!؟
ما يهم الآن أريد أن أروي لكم قصة قد أظنها ستعجبكم....
منذ ما يقارب الثلاث سنوات في مثل هذا اليوم خرج  سامي من مسكنه في الزمالك لكي يمارس عادته المفضلة وهي السير وحيدا في الليل وبالخصوص في الساعة 8 فهناك هذا المنزل الذي يعزف شخصا ما عبقري علي البيانو داخل غرفته العلوية وقد إعتادة سامي علي الذهاب هناك في معظم الأحيان يقف أمام النافذة المغلقة بأحد الستائر قديمة التراز بنية اللون ويستمع لعزف العازف فكان سامي من محب الموسيقي خصوصا الموسيقي الغربية والكلاسيكية.
وفي هذه الليلة في الساعة السادسة مساءًا خرج سامي من منزله ليسير وحيدا في إحدي شوارع الزمالك ووسط البلد إلي أن تدق الساعة الثامنة ليذهب ويستمع للعزف كالمعتاد ولكن اليوم مميز بالنسبة له فاليوم سيكمل عاما وهو يستمع لهذا العازف وبالفعل دقت الساعة الثامنة وسامي في الإنتظار أمام النافذة بالجهة الآخري للشارع ولكن هناك خطب ما، أنوار الغرفة مظلمة ولا يوجد صوت، هل خرج العازف في موعد أم هو مريض أم ماذا هذه ليست عادته فهو يعزف كل يوم  اثنين وثلاثاء وخميس واليوم هو الثلاثاء!، ظل سامي منتظرا العازف ما يقارب الساعة ولم يأتي كالمعتاد ولكن بدأت السماء بالإعلان عن بداية عام جديد بنزول الأمطار وصفو سمائها من الغيوم ولكن الأمطار كانت غزيرة علي غير المعتاد في القاهرة كأن السماء تخبرنا بأن نترك كل سيءٍ ورائنا وندع الدهر يجرفه ويمحوه مثلما تمحوا قطرات المطر أثر أقدام السائريين.
وقف سامي يحتمي بالبالطو الذي يرتديه ويحاول تجنب التزحلق ويسرع بقدر ما أمكن لكي يصل إلي منزله، وفي نهاية الشارع رأي فتاة ما تحمل شمسية معاها تحميها من قطرات الماء ولكنه لم يتحسس وجهها فكان مخبأ تحت الشمسية.
ثم وقفت بجانبه ونظرت له وهو مبلل بالكامل وابتسمت له ابتسامة رقيقة ثم قالت له: تحب تتمشي معايا تحت الشمسية؟
فهز لها رأسه بالإيجاب ثم ترجلا سويا يُزاحماني بعضهم تحت الشمسية وفي أثناء سيرهم نظر لها نظرة تأمل (كانت في العقد الثالث من عمرها تقريبا ذات شعر طويل ومجعد قليلا لونه أسود،وعينان سودوان يشبهنا عيون المها،تملك ابتسامة تشعرك بالطمآنينة والفضول في نفس الوقت،متوسطة المقام ترتدي بالطو جلد يصل إلي حد ركبتها لونه بني يميل للون الجملي وترتدي في رجليها حذاء طويل القامة(برقبة) بنفس اللون ) ثم تفجأتُ بصوتها يرنن في أُذني: رايح فين كدة؟
فأجابتها: مروح البيت وانتي!؟
فقالت: مش عارفة، ثم ابتسمت ابتسامتها الرقيقة ومن النظرة الاولي لها شعرتُ بأنها تائهه هناك جزء ما مفقود فيها لا تستطيع هي العثور عليه
توقفتُ فتوقفت هي أيضا، ثم أشارت لها علي المنزل الموجود علي يميني وقولت لها: دا بيتي
هي: أنت ساكن هنا؟ 
هو: أه، إنتي هتروحي فين؟
هي: مش عارفة، هركب تاكسي
هو: لو تحبي ممكن تطلعي معايا نشرب قهوة
هي: لا مبحبهاش، بس أنا سقعانة ممكن أطلع ونشرب شاي وتشغل الدفاية شوية؟
هو: أكيد طبعا!
صعدَ الاثنيين الدرج ثم دخلا الشقة ولا يعلم كلاهما ماذا يفعلان ولكنهما يشعران ببعض الأنس والدفئ وان كان هذا مبكرا فلم يمضي ساعتان علي معرفتهما ببعض، جلسا الاثنان يحتسيان الشاي وينظران لبعضهما
هو: أه صحيح إسمك اي؟
هي: اسمي مني أو ياسمين أو مريم مش هيفرق كتير الاسم مجرد صفة زي الشاي دا لونه أسود، أأقولك إندهلي بالإسم اللي تعوزه
هو: امممم خلاص تمم يا دعاء، عجبك الشاي؟
هي: أه جميل تسلم إيدك
مرت لحظة صمت ثم قاطعتها دعاء: تسلم إيدك علي الشاي أنا همشي بقي
هو: هتروحي فين في الوقت دا؟ وراكي ميعاد ولا اي
هي: لا مورييش حاجة، إنت عايزني أقعد؟
هو ببعض الحياء: لو عايزة تباتي لحد بكرا في أوضة تانية هنا
هي بصرامة: إنت عايزني أفضل ولا لأ
هو: أه
هي: تمم بس هنام علي الكنبة هنا
ثم دخل هو إلي غرفته لكي ينام وفي داخله شعور بالرغبة تجاهه ثم سمع صوت بابه يُفتح ونظر لها وهي قدمة نحو السرير ثم قفزت تحت الغطاء مثل الأرنب الذي هرب إلي عشه، ونظرت له وقالت: أنا سقعانة، ثم إقتربت منه
هو: أنا معييش فلوس،اصبري.....ثم ذهب وفتح درج مكتبه وأخذ ما فيه
وقال لها: معايا 50 جنيه بس، إنتي عايزة كام؟
هي: انت عايز تدفع كام؟
هو: خدي إنتي أربعين وسبيلي عشرة
هي: تمم موافقة،  ثم ذهبا إلي غرفته ووقعت الخطيئة ،وفي الصباح أفاقا الاثنان مبتسم كل واحد منهما للأخر ثم قامت هي وارتدت ملابسها وأشعلت سيجار وقالت :  همشي أنا بقي.
كان يعلم أنه لن يراها مرة أخري ولكنه لم يصل إلي مرحلة التعلق بها هو فقط معجب بيها إلي حد الفضول ثم خرج من منزله يمارس حياته الطبيعية...
سامي شاب في الثامنة والعشرين من عمره يعيش وحيدا  في أحد الشقق بالزمالك ، تخرج من كلية الحقوق لكنه يعمل في مصنع  للملابس  ولا يملك أصدقاء سوايا أنا، وهو فتي نحيف القامة لون بشرته يميل للسمار ويملك عينان بنيتان، وشعر قصير أسود

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 22, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ليلة رأس السنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن