New orders.

1.7K 93 8
                                    

صعد جِيوفَاني الدرجات ما إن انتهى الطبيب راين من فحص ابنته فحصاً شاملاً اولياً ..

وقابلهُ امام الباب حين خرج

_سيد جيوفَاني !

قالها بإبتهاج كعادته ومسح رأسه بمنديله وكأنه خاضَ الكثير

_اذاً كيف حالها يا سيد راين؟

_الانسه الصغيره بخير تماماً! الحمد لله

_الا يحتاج الامرُ ان ننّقلها للمشفى اذاً؟

_لا! هي بخير تماماً مجرد تعب مما خاضته وستتحسن وصفتُ لها بعض الفيتامينات والمسكنات ستحتاجها لتنام براحة لفتره من الوقت

_هذا جيد ، اشكر لك خدمتكّ

_لا بأس ، سأجد طريقي للخروج

ونزل الدرجات بعد ان اخذ حقيبته وقاوم نفسه بشده لكي لا يلتفتّ الى جيوفَاني رُوبيرو لآخر مره لكنهُ إلتفت بالفعل ورحل

فتح الباب ودخل وكانت إبنتهُ ترقد فوق سريرها

بنيتها بدت انحف مما كانت عليه اخر مره وتبادلا نظرات موجَزة

_هل انتِ بخير يا كَارولينا؟

_مرحباً يا ابي، اجل أنا بخير

وشدتّ اكمام قميصها وكأنه سيخترقُ بعينيه القُماشه ويرى كدماتها واحستّ بالتصلب ولم تعرف لماذا بدا الجو غير مريح

_كَارولينا الا تتذكرين اي شيء؟

وجلس على الكرسي ولم يحني ظهره وبقيَ شامخاً وكأنهُ توجد بينها وبينه الف مسافه ولن تستطيع الوصول اليه مهما حاولت الركض والصعُود ..

_لا اتذكرُ اي شيء، لا اعرفُ مالذي كنتُ افعله في ذلك المكان

وهي حائره وعقدت حاجبيها تحاوِلُ التذكر مجدداً

_هل سيتمُ حبّسي مره اخرى؟

سألته ونظرت ناحيته ..

من يجلس امامها الان لا يبدو والدها وكأنهما اشخاص غُرباء ينفذون المهام لبعضهم البعض ..

عليها ان تكون محترمه قدر الإمكان والا تخطئ بتعابيرها او بكلامها معه والا سيجعله هذا غاضباً ومستاءاً منها وهي لا تحبُ ان يكون هكذا بسببها

_ولمَ تقولين ذلك؟

وتفحصها

_لا اعرف .. سمعتهم يتحدثون مع لويس تلك الليله.. ذلك الشرطي كان غاضباً مني وسألني إن كنتُ انا من فعلتُ ذلك

_وهل فعلتي هذا يا كَارولينا؟

_لا! انا لا اتذكرُ لكنني لا اشعر انني قد افعل شيئاً كهذا!

_مالذي كنتِ تفعلينه لوحدكِ في ذلك المكان المعزول اذاً؟

هل يحقق معها الان؟

_انا لا اتذكر! لا اعرف

واحستّ بالإستياء لانها تخالفّ توقعاته تجَاهها ولا تجيبهُ كما يريدُ منها وشتمت ذاكرتها ونفسها

_حالياً الأوضاع كلها متوتره والخبرُ انتشر في الارجاء ،اهل الضحايا غاضبون ويطالبون بالتفاصيل والصحافه ايضاً تجوبُ في الارجاء تقصياً عن اي معلومه ،لذا سأكون دقيقاً في كلامي

وهي التفتت ناحيته بتركيز ويديها مقبوضتان

_لن تخرجي هذه الفتره من المنزل ، لن تتواصلي مع اي احد لان اي كلمه هي محسوبه عليكِ ،مازالت الشرطه لم تذكر اي تفاصيل عن وجودكِ هناك حتى يتأكدوا من المعلومات التي لديهم لكن ذلك لا يعني انه لن يتم تسريب اسمكِ يا كارولينا .. كين وضعني نصب عينيه الان .. اي شيء تريدينه اخبري جيم به او لويسيان سأجعلهُ يكون قريباً هذه الفتره حتى اتقصى عن الامر بنفسي ..

اومأت برأسها ولم تعترض ، انها مستاءه من نفسها لأن والدها بدا خائب الامل منها وكأنها عديمة فائدة لا ضير من التخلص منها .. هذا بغيض حقاً ..

_هل كلامي واضح يا كَارولينا؟ لن تقابلي اي احد! وهذا يشمل ذلك الشاب واصدقائه ايضاً .. هذا سيكون تحذيري الاخير..

_حاضِره.

وشدت قبضتها وعادت تغرزُ اظافرها بكف يدها ..

عن اي اصدقاء يتحدث؟

نهض وهذا جعلها تنتبه له وفكت قبضتها قليلاً

_لا داعي لأن تخرجي من غرفتكِ سيحضرونَ الخدم وجباتكِ لكِ هنا حتى تتحسني.

واغلق الباب

وهذا كل شيء ..

لا مشاعر ولا عناق ولا طمأنة ؟

هل كانت ترفع سقف توقعاتها تجاهه زيادة عن اللازم؟

لطالما كان والدها هكذا .. يعامل كل شيء وكأنهُ ملفات وعمل و يجب إتقانه وعدم اغفال اي اخطاء ، لذا لماذا هي متأثره الان؟

الم تعّتَد على الامر بحلولِ كل هذه السنين؟

نظرت ليديها ورمشت عدة مرات علها تتذكر اي شيء ..

انها محتاره .. عن اي شاب كان والدها يتحدث؟

هل كانت لديها علاقه ما؟

وكيف لم تشعر بالأمر او تحسَ به؟

بشكل لا إرادي مدت يدها ناحية الطاوله لكنها إستوعبتّ انها منذ البدايه لم تتفقد هاتفها وفعلت هذا التصرف كرد فعل لا ارادي لانها إعتادت ان تتصفح به

لكن اين هاتفها بعد كل هذه الفوضى التي حصلت؟

نهضت من السرير وراحت تبحث في الأدراج وتحت الوسائد وتقلبهم بغيض وحتى تحت السرير والاريكة

هل لديها تطلعات عاليه حين فكرت انه قد يكون موجوداً في غرفتها بعدما كانت مفقودة ليوم ونصف؟

ربما وقع منها او سرقه احدٌ ما!

_تباً !

شتمتّ بعصبيه.

صغيرتي كاروليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن