كانت الأجواء في المنزل متوترةٌ للغاية ويبدو على والديها الغضب ، نادها والدها قائلًا: تعالي واجلسي هنا يا ديما
فذهبت وجلست كما طلب منها ، وبدأ يحدق فيها بنفاد صبر ثم تحدث قائلًا: إلى متى؟ إلى متى تنوين البقاء هكذا عالقةً في دوامةٍ لا تعنيكِ وتخافين من مصيرٍ لا يخصكِ؟ إلى متى تنوين العيش على الذكرى التي لم تحدث لكِ من الأساس؟ هل تظنين أن هذا يُدعى وفاء؟ هذا ما هو إلا محض غباء!
اصبح وجهها مكفهرًا وبدى على ملامحها الانزعاج الشديد وقالت في صوتٍ خافتٍ ومبحوح: عمر ليس رجلًا جيدًا بما فيه الكفاية
فقام والدها بالصراخ مجيبًا: وسابقيه جميعهم لم يكونوا جيدين؟ ألا تظنين أنكِ انتِ التي لستِ جيدةً بما فيه الكفاية؟ نحن نحاول أن نجعل منكِ انسانةً تعيش بشكلٍ طبيعي وانتِ تستمرين في التفكير بطريقة لا نفع منها وتتصرفين بطريقةٍ أقل نفعًا كذلك
فقامت بالصراخ هي أيضًا قائلة: وأنتم تستمرون بالضغط عليَّ في كل شيءٍ افعله وإن لم افعله اصبح عاقةً وسيئة ، ديما لا تدخلي هذا التخصص ، ديما اعملي اعملي اعملي ولكنكِ في النهاية لن تجدي عمل ديما لن تفلحي ديما تزوجي تزوجي تزوجي ، أنا مللت واكتفيت من كل هذا أنتم تريدون جعل مصيري كمصير منة فحسب .رد عبد الرحمن في صراخ: تلك الفتاة مجددًا ومجددًا أنتِ ماذا؟ لا تنسين لا تعقلين لا تفهمين؟! ، أنتِ لستِ هي ولن تكوني كذلك
أجابت هي الأخرى وهي على وشك البكاء: ومن يضمن لي ذلك؟ أنا حقًا لست مستعدة ولا اريد الزواج ألا يمكنكم فهمي والاستماع إليَّ ولو قليلًا؟
فقال هو: نحن خائفون عليك وكما أننا اكثر علمًا منكِ بمصلحتكِ ، أنتِ لا تفقهين شيئًا اننا نكبركِ بما يزيد عن العشرين عام هل ستفقهين أكثر منا؟ أنتِ هل أنتِ تستطيعين قلي بيضةٍ حتى اسكتِ تمامًا ايته الفيلسوفة
كانت تستمع إلى الحديث ولا يوجد لديها خيبةُ أملٍ او ما شابه ، فلقد اعتادت على مثل هذا الكلام منذ لم تعد طفلة وقررت عدم الرد أو ابداء أي رد فعل على كلامه الاخير ، ذهبت والدتها وقامت بتهدئة والدها ثم قالت: أنا لا أفهم كيف لا زلتي لا تريدين الزواج نحن نأخذ كل مالكِ ونترك لكِ جزءً بسيطًا عن عمد ولكنكِ لا زلتي مصرةً على عدم الزواج! نحن خائفون عليكِ يا ابنتي ونتعمد فعل هذا لكي تعودين إلى عقلكِ انظري إلى من هم في سنكِ
قاطعت ديما كلامها بإخراج عدة بطاقاتٍ من حقيبتها قد أعطاها اياها روبرت وهي تقول: هل تريدون الذهاب إلى حفلةٍ في نهاية الاسبوع؟ المدير شخصيًا قال ان احضركم .فتدخلت رؤى في محاولة منها هي الأخرى لتغيير سياق الحديث قائلة: حفلة أي حفلة؟ اريد الذهاب
فردت ديما: انها حفلة ميلاد الشخص الذي كنت مسؤولةً عنه من قبل
فقال عبد الرحمن: المنتحر؟
فردت ديما: أجل هو السيد ميلارد
فأجاب: أنتِ يليق بكِ شخص مثله مريضٌ نفسي ليتوافق مع أمراضكِ النفسية أنتِ الأخرى
فأجابت نهال: اهدأ يا عبد الرحمن دعنا نرى ما إذا كنا سنذهب إلى هذه الحفلة ام لا
فقالت ديما: انها ستكون بالقصر وسيكون هناك الكثير من الطعام والمشروبات والحلوى وما شابه والكثير من الناس أيضًا
فنظر عبد الرحمن إلى نهال وقال: انها فكرة لا بأس بها
وقالت رؤى في حماس: اريد الذهاب وتناول الطعام كله
فقالت نهال: تتصرفين وكأننا لا نطعمكِ يا فتاة
فردت رؤى: حسنًا اطعميني انا جائعة
فأجابت نهال: لا لقد تناولتي منذ اربع ساعات
فعبست رؤى واعطت لأمها نظرةٍ بطرف عينيها .
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantastikفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...