وقفت ديما أمام غرفة ميلارد وقامت بطرق الباب فقام ميلارد الذي كان قد ارتدى قميصًا باللون الاسود بالفعل بفتح الباب ولكنه لم يكن قد ارتدى جاكيته بعد ، وكان يظن أن من على الباب هو روبرت ولكنه تفاجئ بديما تقف أمامه وكانت تبدو أكثر تألقًا عن المعتاد ، فتحدث باسمًا وهو يقول: اوه مرحبًا ديما كيف حالكِ؟ يبدو أنكِ لم تستطيعي ان تصبري حتى أنزل فصعدتي ينفسكِ لي
نظرت ديما له بقرفٍ وهي تقول: بل صعدت لأن الطفل المدلل ترك الناس وجلس يقرر ماذا يرتدي ، حتى في ألعاب التلبيس لا يتأخر الناس في اختيار الملابس هكذا! وفي النهاية أراك باللون الأسود مجددًا
فرد هو: اللون الأسود هو سيد الألوان فما السيء في ارتدائي له؟
تنهدت الاخرى وقالت له: ظننت أنك غني ولكن يبدو أنك لا تملك سوا تلك البدلة السوداء ، ايه البخيل ألا تنفق من مالك وتشتري لنفسك ملابسًا ترتديها؟ ، انظر إلى فانيتاس وروبرت يبدوان مذهلان وألوان وملابسهما تتناسب معهما
فاتجه الى دولابه وقام بفتحه وقال لها: تعالي انظري من البخيل انظري الى كل هذه الملابس وستعلمين من البخيل
دخلت ديما إلى الغرفة وألقت نظرةً على دولابه فوجدت أن لديه الكثير من الملابس بجميع الألوان وجميعها في مقاساتٍ مختلفة ، فبدأت تبحث بعينيها عن شيءٍ جيدٍ له حتى وقعت عينيها على بدلةً مكونةً من قميصٍ باللون الأزرق الفاتح يعلوه جاكيتًا باللون البنفسجي الداكن واسفله سروالٌ باللون الأسود .أخرجت تلك البدلة ورفعتها أمام ميلارد الذي حدق فيها وعينيه مفتوحتان باتساع ، ومن ثم قال: لا تقولي أنكِ تريدين مني أن ارتدي تلك البدلة
فأجابته: وما المشكلة انها رائعة وألوانها تتناسب معك كما أنها داكنة فقط القميص زاهٍ قليلًا
فرد هو: لا لا أريد ارتداء بدلة الباذنجان هذه سأرتدي جاكيتي الأسود فحسب ، كما أني تأخرت بما فيه الكفاية
نظرت له ديما وصبرها قد بدأ ينفد وقالت: استمع يا هذا ، ستخلع هذا القميص الأسود وترتدي القميص الذي بيدي وفوقه الجاكيت الذي بيدي أيضًا ، وإن لم تفعل فسأحرص على تقطيعك أنت وقميصك الأسود ذاك أتفهم؟!
وخرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها بقوة دون اعطائه فرصةً للرد ، وفتحت الباب مجددًا بعد خروجها بثوانٍ وهي تقول خمس دقائقٍ فحسب وتخرج بما اخبرتك أن ترتديه وإلا سأخرجك للناس قطعًا صغيرة كل قطعةٍ في مكان
واغلقت الباب بقوةٍ مجددًا ، وهو يحدق في فراغها ويقول في نفسه أنه إن لم يفعل ما طلبته ستقطعه فعلًا فالأمر ليس صعبًا عليها .وبعد دقائقٍ معدودة خرج ميلارد وهو يرتدي البدلة التي اختارتها ديما وكانت تبدو مناسبةً تمامًا عليه وتليق ألوانها به ، نظرت له ديما بفخرٍ ثم اخرجت من حقيبتها التي كانت تمسكها بيدها حقيبةً صغيرة يبدو أن بها علبة مربعة الشكل ،
وقالت لميلارد: هل أهداك أحدٌ هدية يوم ميلادك ام لم تحصل على هدايا بعد؟
فرد هو: لا ، ولكن اتوقع أن روبرت وفانيتاس سيعطونني هديتهم بالحفلة
فمدت يدها بالحقيبة الصغيرة له وهي تقول: كل عامٍ وأنتَ بخير
تبسم ميلارد ابتسامةً واسعة وقال: أشكركِ ديما ، لم يكن هناك داعٍ لتتعبي نفسكِ هكذا
فقالت هي ببعض الارتباك: خذ هديتك وافتحها فحسب
اخذ الهدية منها وفتحها واخرج العلبة التي كان يوجد بها خاتمًا من الفضة وساعة يد باللون الأزرق ومزينةً بخطوطٍ سوداء وكما عقاربها باللون الاسود والأرقام باللون الفضي ، انبهر ميلارد من جمال الهدية ونظر إليها وقال: هل أنتِ جادة ، هل هذه الهدية حقًا لي؟
فأجابت هي: لا قد احضرتها لأمي واعطيتها لك لتعطيني رأيك فيها
فقال هو: انها رائعة ولكن لماذا ستهدين أمكِ ساعةً رجالية؟
نظرت له وهي تكاد تخنقه ونظر لها هو ببلاهة ، ثم التفت للتقدم في النزول الى الحفلة وهي تقول له: أسأل نفسك
تبعها هو وقال لها: أيعقل أنكِ خجلة؟
فردت هي: لم اهدي رجلًا غريبًا هديةً في حياتي قط ، كما أنني اشعر بالخجل عند اهداء احدهم هدية ولا ادري لماذا
تبسم مجددًا وقال: اوه ديما اتضح انكِ لديكِ جانبٌ لطيفٌ للغاية
فسارعت في خطواتها وبدأ هو بالضحك حتى وصلوا إلى مكان الحفلة ووقف ميلارد وقام بتحية الناس وبدأ يتلقى المعايدات وما إلى ذلك .

أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasyفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...