الاحد ٩:١٢ صباحاً:
_هل مازالت كَارولينا لا تتذكر اي شيء يا لويسيان؟
سأله جيوفاني من خلفِ مكتبه
_لا .. حتى الان لا شيء
اجابه وهو متكئ على ظهره بالكرّسي ويديه في حضنه وقد شبك اصابعه ببعضهما
_اذاً استمر بالإشراف عليها واخبرني اي مستجدات .. اريدها ان تتحسن ، إحرصّ ايضاً الا تخرج من المنزل كثيراً هذه الفتره فنحنُ لا نعرف اي ضربة سيتم توجيهها نحونا ليس بعدما انتشر الخبر في الارجاء قد يكونُ لدى اولئك الجرذان اي معلومات عن ابنتي .. لن تقابل اي احد!
_بالطبع.. سأفعلُ ذلك ..
وتفحصه حين اخفضَ عينيه مره أُخرى وشرب من قهوته وراح يدرسه كما يفعلُ مع كل الاشخاص حوله..
لقد استدعاه منذ الصباح وهو يعرفُ ان ما سيتحدث عنه هو ابنته وليس العمل ، ليس اليوم
نظر لويسيان للكوب امامه وبقي يتأمل القهوه السوداء وراح يتفحص تلك الفقاعات الصغيره التي تطفو فوق سطحها وبطريقة ما هذا ذكره بذلك الشاب
الشاب المُنحل كما يراه جيوفاني ..
كرجل وكوالد هو يرى ان تصرفات الشباب كلها مُنحله وان ابنته لا يجب ان تخالطَ هذه الفئه منهم في مرحلتها هذه لانهم قد يعززون لها خصالها السيئه وهذا امر سلّبي
لم يكن لويسيان يهتم يوماً بعلاقات كارولينا ابداً ولكن مؤخراً باتت تتعمد البقاء برفقه هذه الفئة من الشباب الذين يكبرونها سناً ولديهم تلك الشخصيات التحررُية، لم يعرف في البدايه ماهو دافعها وحاول دراسة الامر و يعزي ذلك ، بكونها تريدُ لفت انتباه والدها بأي شكل
لطالما اعتاد والدها ان يكون عملياً في كل شيء ويعتبرُ الامور امامه كالمدخلات والمخرجات فقط . كما هو حال ابنته فهو يعتبرها هكذا ولكنه مؤخراً باتَ يحتارُ بها وبتصرفاتها معه ولا يعرف كيف سيتعامل معها بعد الان
ولكن انظر الى اين قادها هذا ..
لقد عادت لا تتذكر اي شيء واختفت لمدة يومين ..
كَارولينا بالفعل تتعمد جذب الانتباه لها وهذه المره بالغت..
بعد ان انهى كوب قهوته وتحدث بالعمل مع جيوفاني نهض واخذ نفسهُ ومشى ..
خرجت كَارولينا من الحمام بعد ان استحمت وجففت نفسها جيداً وبعد مده ارتدت ملابسها حين كانت تجلس بالماء الدافئ تذكرت بعض الاشياء عن نفسها وهذا جعلها تؤمن ان الماء الدافئ سيساعدها كثيراً منذ الانَ وصاعداً
اخبرها لويسيان بالامس بالكثير من الاشياء وهذا جعلها مرتاحة وتحاول ترتيب نفسها منذ الانَ وصاعداً
جلست على سريرها ونظرتّ لكتبها على الرفوف امامها
اعتادت الاحتفاظ بكتاب او اثنين من كل مرحله دراسيه قامت بإنهاءها
اعتاد والدها ان يقوم بتدريسها منزلياً لذا تذكرت انه كان يأتيها المدرس ويقوم بتلقين الدروس لها
كان الامر كإيجاد قطعه من الاحجيه الكبيره وهذا ذكرها بكلام لويسيان ..
عليها الا تستعجل فكل شيء سيعود لمكانه الطبيعي في وقت ما وها هي باتت تتذكر القليل عن نفسها ..
ستخبره بذلك ان اتى اليوم .. فهذا انجاز بالنسبةِ لها!
وقفت امام رفوف الكتب وراحت تعبث وتنقر بأصابعها غلافاً غلافاً
العديد والعديد من المراحل الدراسيه قضتها هنا وحدها في المنزل
بسبب انها لم تستطع إكمال الدراسه بشكلٍ طبيعي او مختلط .. كان لديها العديد من الصعوبات لذا رأى والدها ان هذا هو اسلم حل لإكمال تعليمها ..
وقفت بإصبعها ناحية احد الكتب ولم تعرف لما بدا مميزاً او مختلفاً
منذ فقدت ذاكرتها اخبرت نفسها انها ستثق بحركات يديها وجسدها و ستثق بهما اكثر من اي شيء اخر لان جسدها لن ينسى
سحبت الكتاب وكأن هناك صوت ملح يخبرها انه عليها ان تفعل ذلك وجلست على السجادة ووضعته على الارض ونظرت له ونظرت
وراحت تتفحص عنوانه وفتحت اول صفحة به .. لماذا؟
نظرت داخله ولم يكن يوجد اي شيء وقلبته على ظهره بسخط وبقيت تتفحصه ..
ان يديها تحاولان إخبارها شيئاً ما ..
فتحته وتفحصته مره اخرى ولكنها لم تجد اي شيء وهذا جعلها مُستاءه
ونهضت وهمّت بإعادته ..
وقفت امام الرفوف ونظرت الى مكانه الخالي بين الكتب وادخلت اصبعيها بين الكتابين امامها وسحبت ورقة صغيره
شعرت داخلياً ان هذا هو ما قصدته من ذلك الكتاب وفتحت الورقه
للوهله الاولى لم تعرف ما القصد من هذه الكتابه ولم تكن متأكده هل هو خطها ام لا ؟
( لا تثقي بأي احد )
اذا كان خطها وهي من كتبت هذا .. لماذا كتبته لنفسها؟
ولماذا تحذر نفسها من عدم إخبار اي احد!!
هل هذا يشملُ لويسيان؟ انها تتحدثُ اليه عن كل شيء !
بدت ملاحظه مختصره وغير واثقه ومتشككة وسببت لها الحيره والعصبيه..
لذا دستها بين الكتب ونهضتّ
أنت تقرأ
صغيرتي كارولينا
Mystery / Thrillerجريمة قتل بشعّة تهز اركان المدينة .. لا احد يعرف من قد يجرؤ على فعلها.. الشرطه تبحث في كل مكان .. والصحافة لا ترحم أحد كيف ستتم تبرئة كَارولينا ابنة جيوفَاني روبيرو اكبر تاجر في المدينه حين يتم العثور عليها وسط هذه المذبحة فاقدة لذاكرتها ومشتبه رئي...