-07-

1.1K 101 31
                                    

-الامير جيمين-

مع مرور الأيام و الفصول و الاشهر
مضى ستة اشهر على مكوثنا هنا
تحسن حالي لكن ليس جيدا
بل تخليت عن خوفي بصعوبة

لأجل انتقامي منه و هذا افضل من السابق
لن ابقى اتهرب و اخاف بمجرد رؤيته مع انني افعل

كلما رأيت وجهه اتذكر ذلك اليوم السيء المشؤم
الذي اكرهه، و اكره نفسي و اشعر بالأشمأزاز منها

الآن انا امتلك رهبة من لمس الناس لي
افكر ان اي احد يقترب مني
سيفعل بي كما فعل هو.. لذلك اتجنب اي احد اراه امامي..

في اوقات ضعفي حاولت الانتحار عدة مرات
بطرق مختلفة، و لكن في كل مرة ينتهي بي الأمر
على قيد الحياة بمعجزة انجو

هل سأبقى مقيدا بالحياة ؟ هناك مقولة تقول..
انت تستحق اكثر من ان تعيش الحياة
اي تعني ان الموت يستحق اكثر

لا احد يعلم عن الليالي التي اقاسيها
كيف ان النوم لم يزور جفناي
و لا الدموع تركت عيناني

المتسبب بهذا هو شخصا واحداً
و ارغب بأن اكون احد كوابيسه حتى في اليقظة .

-جيمين.-

"ماذا تفعل هنا؟"

بسرعة اقتربت الاميرة يانيا تسأل بحدة
الذي يقف امام باب حجرة الامير جيمين راغبا برؤيته

"اريد التحدث مع سمو الامير جيمين
ايتها الاميرة يانيا"

"من الافضل لك ان تبتعد عنه يونغي
و صدقا ان رأيت وجهه حزين اكثر من ذلك
لن تلقى خيرا و لو كان الحكم بيدي
لكان الان دمائك سائحا بين اروقة القصر بأكمله"

تحدثت بقوة صوتها و كم رغبت ان تقسو بالحديث اكثر
و لكنها كبحت نفسها كي لا يحدث مشاكل

هي ارادت ان تقسو بأفعالها و ليس بحديثها و لكن ليس بمقدورها ان تفعل شيء هي فقط اميرة و لا يحق لها التصرف كما شائت دون اذن من الملك او الملكة

"هدئي من روعكِ
لعلكِ تفهمي ما اتيتُ من اجله"

الامير يونغي مرر لسانه على باطن جوفه
رافعا حاجبه و غير معجبا بكلامها
رغم ان الحق لديها لكنه تمالك اعصابه
ففي النهاية هو المخطأ الوحيد

"الاكاذيب و الخدع لا اكثر..
فـ فعلتك لا تبرر بأي مبرر كان
و قد كانت دون سبب انتم لم تعرفان بعضكم
من قبل فأي شيء اتيت لتبريره"

نظرة غتضبة القاها الامير يونغي ليسير
من امامها دافعا كتفها يكمل طريقه بوجه بارد
بمشاعر نادمة و مؤنبة

لقد كان كلاهما مخطأ بشكلا ما فخروج الامير جيمين
دون حراس خاطئ..

في الفترة الاخيرة اعتاد على الخروج بمفرده
و هذا لم يعجب الملكة إطلاقا
لكنها لشدة انشغالها بأمور الشعب
و الحكم لم تعطي اهتمام كبير لأبنائها

الامير الثاني يونغي كان ثمل يحتسي الشراب
و هالة الحزن تحيط به بتلكة اللحظة
لم يكن يعي ما حوله

من كثر تجرعه للشراب منظر والدته الملكة
الراحلة لم يكف عن زيارة ذاكرته
في حينها القهر و الحزن كانا يتجمعان به

لقد افتعل خطأ و هذا ليس مبررا ايضا
لكن الذي حدث حدث ففي النهاية هو المخطأ

جلس على اريكته السوداء المخملية
ذات الطراز الرفيع الملكي بعد مغادرته
من امام الاميرة يانيا

الآن الذي تبين له انها هي من تعلم فقط
تصرفاتها هي تكون العدوانية عكس شقيقها
لوراث الامير و والدته الملكة

افكاره تنهش عقله و ايسره لم يهدأ

لربما ستكون حياته اكثر تعاسة من الآن
و صاعدا بل هي اصبحت كذلك

منذ بدأ نمو مشاعر الاعجاب بالأمير جيمين
اي منذ خمسة اشهر.. لم يستطع تقبلها في البداية

حاربها بشدة و لكن مع كل محاولة
و قاومة مشاعره تزداد و تتضخم اكثر
و بل اصبح قلبه يخفق بعنف عند رؤيته للأشقر

هذا ما يمسى بالحب المستحيل
و بل اكثر من مستحيل فكيف ان يسمح لقلبه
بحب شخصا لن و لم يبادله الحب مطلقا

طرقات خفيفة على باب حجرة الامير يونغي
الطرقات انشلته من افكاره ليعتدل بجلسته
يسمح للطارق بالدخول

انتفض جسده بقوة مستغربا ليقف تلقائيا
كحرف الالف عند رؤيته للأمير جيمين بحجرته
بأبتسامة هادئة تبدو مريبة

تجاهل كل شيء ابتسامة الأمير جيمين
و مجيئه الغريب اليه

بعد ان كان يرفض حتى المرور من جانبه
تجاهل تساؤلاته و نسي نفسه تماما فور رؤيته
للأصغر امام عينيه

قلبه لم يهدأ اختلت نبضاته بعنف
و قوة بمشاعر جميلة داهمته حينها

"ا اهلاً اتريد شيء "

بتعثلم انبر الامير يونغي للذي مازال واقفا
امام الباب يتنقل بأنظاره انحاء الحجرة
التي يدخلها لأول مرة منذ مجيئه...
بالطبع اول مرة

صلابته بالفعل تلاشت امام اعين الاشقر الزيتية
الذي يقف قرب باب الحجرة مجبراً

"نعم اريد"

'انا مقبل على بداية و ستنجح
هذا ما اراه بل ستنجح حتما
لن اراوغ بالكلام و لن اتظاهر ليس طبيعتي هذه
لن يهزمني الخوف و لن تخيفني الهزائم'

كلامه الذي همس به بعقله كان يشجع نفسه به
و هو مقتنعا من نجاح خطته

"لقد سمعتك تتحدث مع شقيقتي
و لم افهم حديثكما مالذي كنت تريده منها"


اقولكم من هنا يبدأ الحماس 👽

لِقاء قُرب ألنَهر .𝐘𝐌 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن