الإعتذار المُمِيــت

45 1 0
                                    

عزيزي القارئ يُحكى أن مثلاً عَبر وقارئهُ أَنكر ولكن كعادتي سأعبِر وعليك انت انكاره ام الخوض فيه وتخيله كواقِعٍ تصورته يحدَث امام عينيك ذات مره او عايشته في حياتك مره او ألف مره احكي لكم عن خيبة الإعتذارات المُميته :
التي تمَثلت في مريضٍ اصابت قدماه الذبول
وسقوطُه أَخلف صداً وصل المدى ولم يبلغ مسامع رفيق عمره !
ولم يَعي رفيقُه مِقدار أَلم ودوي تلك السقطه الا بعد مرور فتره
وما ان علم عنه بدء بالتقرب منه ولكنه رفض الإقرار بمرضه صرخ مراتٍ عديده واستنفر من خدماته المتكرره له بالوقوف لانه شعر بعجزه في كل مره وكل سقطه كانت تدمر آماله
كان يحتاج مساندتًا من نوعٍ آخر
لم يرفض يده لانه يكرهه!
ولا يرغب بمساندته!
ولكنه تاه وتعبَ لشرحه المُتكررلرفيق عمره كيف يسانده على وجهٍ يريحه ويطمئنه
لم يصرخ ولم يصُد ويتذمَر لأمرٍ شخصي!
كان ألمه وحزنه يَستيقض كل يومٍ قَبله ويدمي قَلبه
العجز يهلُك روحه كل مره وروحه تستنجي بشرح ما يحتاج كل مره
تنهار اعصابه وتؤلمه لدرجه انه توهم لفتره، ان يداه المرتجفتان ستخور قواها وتذبل هي الأخرى
كان
مَرعوباً
فَزعاً
مُتشتتاً
يَستجد بكل قسوه
ليلفت نظر رفيقه ظناً مِنه انه سيوقِضه
ويجول في داخله أمل:
لن تَذهب محاولاتي سدى لعله سيفهم هذه المره ..
.
.
حتى توقف هذا النحيب بخذلانٍ اعظم اخرسه وجعاً لا مَللاً
كان يصمتُ وفي داخله نار تَؤجج أَضلُعه وتُدمر كيانه
صمتٌ لا يشوبه هفوات ولا نزوات غضب
استقر بداخه الخوف وسكن وعمر
يستيقض كل ليله ليتذكر كم هو عاجز وسيعم عجزه على جميع اطرافه
.
.
وبعد فتره انتبه رفيق عمره ولم يكن يسأل عنه ليسنده!
فقد كان قد مَل من غضبه واستنفاره المُتكرر وانهال عليه سابقاً لوماً بأنه سريع الغضب وينفجر على توافه لاتكاد تُذكر
وامسى يتجاهل ندائاته واستنجاده ونوبات غَضبِه المتكرره ويمضي قُدماً في حياته وانشغالاته
استيقض اخيراً
ولكن ؟
ليعاتبه على قِل اهتمامه وصمته المتكرر
عن برود ردوده وكلماتِه
وهذا السوال خَلَف بعده نبضاتٍ مُتخبطه
وغضبٍ سحيق يدمِر كل من يواجِهه
وأَلقى عليه وابلاً من القسوه والحِده في المنطوق والتصرف
جرح بها رفيق عمره
ولكن لم يكن كلامه كرهاً!!
ولكن كإستنفار وغضب لجهله وسطحيه فكره السقيم رُغم ان المُسببات شُرحت من قبل مده وكُررت مراتٍ لاتعد ولا تُحصى
ويدوي في رأس المريض تساؤل؟؟
"رغم عجزي الذي اذبل قدمي واحرق جوفي لم امل يوماً من استنجادي وشرحي بشكل مُفصل ودقيق عن ما أمر بِه ولكنه عجز عن فهمي وعجز عن مساندتي
عجز عن استيعابي وفهمي وهو بكامل قدرتِه يلوح لي الآن بإ ستنكاراً لما اصبحت هكذا؟ "

وافترقا..

ودخل المريض ف حاله ذعرٍ بعد فتره
اطرحته فراشه
لم يستجب لجهود اهله ولا اصدقائه ولا طاقم التمريض حوله لانعاشه قلبه طَلب "رفيق قلبه " :(
واتجه إليه مُنهكاً تترامى اطرافه المُتهالكة يتماسك ويسقط كسيراً
على حاله وعلى حال رفيقه
اتاهُ مُلقياً وابلاً من الإعتذاراتِ
والدموع التي تَخدش خَديه من مَرارتها
شارحاً عجزه ومُبرراً لغضبِه
ليستجد به احتياجاً له لا لغيره !
أراد الإستنادَ للحياه والشفاء مُقدماً منه لامن غيره
وقوبل بصدٍ مرير قتله في مَكانه
فقد اعتذر له رفيق عمره عن مساندته وسد احتياجه
قائلاً :
اعتذر انا فَكري يَصب في اتجاهٍ مُحدد لَست انت لذلك انا مُشتتٌ من ناحيتك اعذرني هذا كُل ما لدي .

الإعتذار الممِيت Where stories live. Discover now