يتعافىٰ المرءُ بأهلهِ، فقُل لي ڪيفَ أتعافىٰ منهم!.
-بحبكَ يا"وعد"
_لأ أنت ڪذاب
وسيبتوا ومشيتَ...
_______
-قالي إنه بيحبني!!
_وعملتي أي؟؟
-طبعًا ڪذاب وسيبتوا ومشيتَ
ڪمل ڪتابه:لي ڪذاب يا"وعد"؟
-علشان...علشان أنـا ما أتحبش
_مين قالك ڪده؟؟
-أهلي!!
_هما قالوا رأيهم لڪن أنتِ المهم رأيك في نفسك أي؟؟
سڪتت شويه وڪملت:مـ معرفش مـ ممڪن أڪون طيبه وبتعامل ڪويس مع الناس، مش بأذي حَد وبتمنىٰ السعاده لڪل اللي حواليا، بس..بس أڪيد في حاجات عندي تانيه مش حلوه علشان ...علشان ڪده ما أتحبش!!
-طبيعي ڪل واحد فينا يڪون عنده عيوب ومميزات، وفي ناس مميزاتهم بتغطي على عيوبهم والعڪس؟
حرڪت راسها بموافقه فڪمل:أنتِ شايفه أي هل عيوبكَ أڪتر ولا مميزاتك؟
-معرفش طالما أهلي قالوا أني ما أتحبش يبقى عيوبي أڪتر أڪيد مش هيڪذبوا عليا.
_عندي حل..
أتحرك ناحية مڪتبه وخد ورقه وراح تاني ليها:الورقه دي عايزك تقسميها عيوب ومميزات تڪتبي ڪل حاجه من وجهة نظرك أنتِ مش من وجهة نظر حد، وهستناڪي في مقابلة المره الجايه.
خدَت الورقه ومشيتَ.."ڪيف لهم أن يـأذوا مَن وضعوا فيهِ جزءًا مِن أرواحهمَ!".
_______روحت البيت وروحت أوضتي، المڪان الوحيد اللي بنفرد بي بأفڪاري ومشاڪلي، حطيت شنطتي على جمب وخدت الورقه فضيت المڪتب وشغلت اللمبه، وقعدت ومسڪت القلم:المفروض ڪده أقسم عيوبي ومميزاتي!!
واثقه إن عيوبي هتڪون أڪتر أڪيد!
عـارف لما تاخد خطوه إنك تشوف نفسكَ بعينك وهي مجرده من ڪل تجميل ومافيش فيها شيء سوى ملامحها وندوبها الحقيقيه، شيء مخيف!!
بس نحاول ماجتش على دي يعني...
اتنهدت وخدت نفس عميق وبـدأت بالعيوب..حساسه، عصبيه، بعيطت بسرعه، سهل استفزازي، أنانيه في حبي لأي شيء يخصني وما أحبش حد يجي جنبه إن ڪانوا أشخاص أو أشياء، رغايه مع اللي بحبهم..
امممم مش لاقيه تاني، أو يمڪن مش فاڪره أو مش متصارحه...أوووف بقىٰ..مسڪت الورقه تاني وعملت خانة المميزات
طيبه، بحب الناس والسعاده للي حواليا، بحب أهلي بل وبحب بڪل صدق، معطاءه وڪريمه في مشاعري، هاديه ومجنونه في بعض الأوقـات، بحب الهدوء وبڪره الوحده، متعاونه وفي خدمة الجميع، بسامح وبغفر بسرعه، بنسىٰ أنـا بنسىٰ أي حد أذاني أو تعدىٰ على شيء جوايـا طالما أعتذر، بشوشه ومش ڪئيبه زي ما أهلي وأصحابي بيحڪوا عني، أنـا فيا شيء جميل بل أشياء جميله مش لمساها بأيدي لڪن حساها جوايـا!!
لي أهلي ما حسوش بڪده!!سيبت القلم وقومت خالص، ڪالعاده الليل بينام تحت عيوني، رغم المفروض أني أنـام تحت سما، أنـا أمتىٰ هحس بشعور السلامَ!!
"متى ستعترينَا السڪينه، وتهدأ تلك الحربَ التي أڪلت ڪل جميلٍ ڪان قابعًا فينَا، متىٰ سنستلَذ بشعورِ الأمـانَ وتهدأ بداخلنَا طواحين تلك الأفڪارِ والتساؤلات!!".
_____
-بابا لوسمحت ڪنت عايـزه أخرج النهارده مع "سماء"
ڪمل تقليب في الفون:لأ
-بس يابابا أنـا..
رفع عينه بعصبيه:وأنا قولت لأ يعني لأ ڪلمتي مش بڪررها مرتين وأمشي من قدامي دلوقتي
دخلت ماما على الصوت:في أي؟؟
-خودي بنتك ديه بتجادلني في أي حاجه بقولها طول الوقت، مالهاش دعوه بيا.
بصيت لماما اللي ڪان ردها المعتاد:غبيه معلش ما أنت عارف طريقتها دايما دبش.
بصيت ليهم لثواني وخدت دموعي وأحزاني معايا ومشيت.
_____
-عارف يادڪتور لولا أني بروح الجامعه وڪورسات ماڪنتش هعرف آجي هنا، ده ماودنيش لصحبتي هيوديني لدڪتور بيقول عليه بتاع مجانين!!!
سڪتت شويه:هو أنا مجنونه يادڪتور؟؟
_فين الورقه اللي قولتلك أمليها.
طلعتها من شنطتها وأديتهالوا
لبس النضاره وبدأ يقرأ:حساسه، عصبيه، بعيطت بسرعه، سهل استفزازي، أنانيه في حبي لأي شيء يخصني وما أحبش حد يجي جنبه إن ڪانوا أشخاص أو أشياء، رغايه مع اللي بحبهم، دبش وڪلامي غلط، وماحدش بيحبني علشان ما أتحبش.
وقف عند الجمله الأخيره:معرفتي بشخصيتك ومن خبرتي الجمله ديه لاتنطبق عليڪي!!
بدأت تفرك في إيديها:بس بابا قال ڪده الصبح.
أتنهد بهدوء:مش إحنا قولنا هنڪتب نفسنا من وجهة نظرنا إحنا بس!!
وبعدين فين الجزء التاني المميزات.
جاوبت بڪل ثقه:قطعتها
_وده لي؟؟
-علشان مالقيتش عندي شيء واحد يميزني!
قرب منها لحد ماوصل لمستواها:"وعد"مش هقولك مين قالك ڪده لڪن، لازم نڪمل في سُبل التعافي، وبعدين إنتِ عندك مميزات ڪتيره جدًا إزاي مش شايفها؟؟
-علشان مش موجوده فيا!!
_عارفه حلك أي؟؟
-أي؟؟
_تشوفي نفسك غي عيون حد بيحبك.
-بس مافيش حد بيحبني!!
_لأ فيه وڪتير ڪمان.
-أمممم مش هغامر وأدور لأن مابقاش فاضل عندي حاجه أغامر بيها.
_نحاول، مش أنتِ دايما بتحبي المحاوله.
أترددت وردت بعدها:بس ...بس هسأل مين.
أبتسم وڪمل:اللي ڪذبتي حُبهُ في أول محطه ليه.
ردت بصدمه:"عمر"
_أيوه
-مستحيـل.
_مافيش شيء مستحيل في الڪون ده ڪله، وعلشان ڪده ده الhomeworkبتاع جلسة النهارده، هنسأل الشخص اللي بيحبنا شايفنا إزاي، بسيطه!!
-بس يادڪتور..
_the session is done..
__________
روحت البيت واعتزلت بنفسي في أوضتي ده طبعًا بعد ما أعتذرت لبابا وقولتله إني غلطانه رغم..رغم إني ما أعرفش أي الغلط اللي أنـا أرتڪبتهُ!!
روحت للمڪتب وطلعت النوت بتاعتي والقلم ولقيتني هعيطت فقولت أڪتب أحسن...
"لستُ أدري منذ صغري لما علي الإعتذار على خطأٍ لم أرتڪبهُ قط، لمَا علي إحنـاء رأسي دائمًا، لما علي تطيب خواطر الجميع، رغم أن ڪل من حولي لم يسعوا يومًا لإرضاءِ خاطري، منذ صغري وأنـا أُعامل بطريقةٍ لم أفهمها، لا أذڪُر أنني عِشتُ حياةً ڪباقيةِ الأطفال، ألهو هنا وهناك أُقابل الأحباءِ والأصدقاء، نتسامر نتودد إلى بعضنا البعض، لست أذڪُر أنني قد حظيتُ ببعضِ الإهتمام بعد إدراڪي لتلك الحياه!!
أعيّ ڪل يومٍ حقيقةِ أنني طفلٌ غير مرغوبٍ فيهَ، غير محبوبٌ مين الآخرين، وأعيّ أيضًا أننَي لم أڪُن سويًا نفسيًا، ڪيف لي أن أڪون سويهَ وسطِ ڪل هذا الحطام!!.
اللعنةُ على منَ تزوجوا وانجبوا ولم يهتموا لتلك الهديه التي قد وهبها الله لهم.