..
في إحدى المُقابلات، سألَت المذيعةُ المُلحِّنَ زياد رحباني "ليه بتكتب أغاني الحب بعد ما تفشل العلاقة ليه مش وأنت سعيد وولهان؟"
فأجابها" ما بكون فاضي، بيكون عندي شخص العيشة معه أحسن من الكتابة يعني هاي العلاقة أحسن من الأغنيّة"
فبعد أن تنتهي العلاقةُ وينتهي الفرحُ وتعودُ الآلامُ لتنهالَ على النفسِ تعودُ كذلك الرغبةُ في الكتابةِ والقدرةُ على الإبداع.
..
لا فرقَ لأي لوحاتِ فان جوخ تنظر، سترى دائمًا ألمًا مُتجسدًا في الألوانِ والخطوط، فلقد عاشَ حياتَهُ مريضًا وفقيرًا حتّى منحَتْهُ معاناتُهُ تلك الهبةَ العظيمة.
..
ولو أنَّ قيسًا قد ظفرَ بليلاه لما نظمَ من الشعرِ ما نظم، فما دفعَهُ لقولِ الشعرِ سوى ألمِ الفراقِ وحرارةِ الشوقِ وهجرانِ المحبوب.
..
وهكذا طبيعةُ النّفسِ الإنسانيّةِ، فمتى سمعتَ عن كاتبٍ أمسَكَ قلمًا وأخذَ يكتبُ لأنّهُ شعرَ بالفرح؟ أو فنّانٍ تناولَ فرشاتَهُ لأنّ آلامَهُ قد تلاشَت؟، إنّنا -بني البشر- نكونُ خفيفين جدًّا في لحظاتِ الفرحِ لدرجةٍ تجعلُنا عاجزين عن إنتاجِ أي فنٍّ أو كتابةِ أي نصٍّ مُستَحِقٍّ للقراءةِ والإعجاب،
إنَّ الحزنَ والألمَ يمنحاننا الثقلَ والعمقَ اللازمين لإبداعِ شيءٍ جديد،
..
انظرْ لكلِّ روايةٍ أو قصيدةٍ أو لوحةٍ أو كتابٍ تركَ أثرًا في نفسِك، ستجدُ الألمَ في طيّاتِ الصفحاتِ وهوامشِها وبين السطورِ والأبيات،
لذا فنحن -بني الإنسان- مدينون للحزنِ بكثيرٍ من الأدبِ والفنِّ والثوراتِ والحضاراتِ التي ما كانَت لتحيا لولاه.#مروة_عبيد
#Marwa_Ebeid
أنت تقرأ
عَشْوائيّاتُ قَلَمٍ✍️
Random"حتّى وإن أجدتَ الكتابةَ، لا ضمانَ لكَ أن تجدَ قارئًا يفهمُ حروفَكَ المُضطربةَ، إنّني غريبٌ في هذا العالمِ بغضِّ النظرِ عن كلِّ نصوصي وندائاتي، لا أحدَ هنا سوى القلم، حتّى أنا لم أعدْ حاضرًا..." هنا مقالاتٌ وخاطراتٌ وعجائبُ كثيرةٌ