دائره الخطأ (قيد التعديل

منذ سبعه أعوام "البارت الرابع"

بدأ كل شيء صغيرًا بالنسبة له، فتح عينيه متفقدًا الغرفة، ولأول مرة رآها؛ إذ كانت الأيام الماضية عبارة عن ظلام دامس بسبب الرابطة السوداء التي أحكمت على عينيه منذ أيام لا يعرف عددها بعد محاولات عديدة، نجح أخيرًا في فك رباط يديه، فوقف مترنحًا، وأول ما فعله هو التوجه نحو الشباك محاولًا الفرار، لكنه وجد المحاولة بلا جدوى بسبب الأقفال الثقيلة، جلس يفكر، عقله يبحث عن مخرج فجأة، تذكر شيئًا مهمًا: تلك السكينة الصغيرة التي كان قد خبأها قبل أيام.

رغم الحروق التي كانت تعوق حركته في قدميه، تمكن من الزحف نحو السكينة وخبأها مجددًا في ملابسه بعناية كي لا يكتشفها أحد بدأ يضرب الباب بكل قوته، ممسكًا بذرات الأمل التي لا تزال عالقة في صدره فجأة، فتح الباب ودخل عليه الآخر، يراه وقد أصبح حرًا.

قال الآخر بنبرة مستهزئة:
- مش ناوي تجيبها لبر؟ تفتكر يعني هتنجح بالهبل ده؟

ثم ركله بقوة للخلف، ليعيد ربطه من جديد توالت الركلات على معدته، حتى انفجرت الدماء من فمه، لكنه لم يستسلم ببطء، أخرج السكينة الصغيرة، محاولًا أن يغرسها في يد الآخر.

بصوت حاقد، ممتلئ بقوة لم يعرفها من قبل، قال:

-أنا هخرج من هنا... حتى لو على جثتك.

كان الألم يعصف به، لكنه بقي مصممًا على الخروج من تلك الغرفة المظلمة الآخر لم يهدأ، بل وجه له صفعة قوية أسقطته أرضًا، بعد محاولته للنهوض مجددًا، نجح في غرز السكين أسفل معدة الآخر، الذي سقط بدوره أرضًا.

كان يشعر بالارتباك، لا يعرف ما يجب عليه فعله. سحب السكينة من بطن الآخر، وبدأ يفر هاربًا... ولكن فجأة توقف، وعيناه توسعتا في ذهول. لقد وجدها هناك، آخر شيء توقعه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحلة البحث عن النفس تستغرق وقتًا طويلًا، قد تستغرق العمر بأكمله، إنها رحلة تأخذ منك روحك، ونفسك، وكل ما يحيط بك، من علاقات وحتى إيمانك تستنزفك بشكل غير متوقع.

بعد تفكير طويل، قرر "محمد" أن يأخذ هاتفه ليتحدث مع أصدقائه في لحظة تردد، قرر أن يتصل بهم جميعًا في مكالمة جماعية، ليتجنب تكرار حديثه مرارًا.

بدأت المكالمة بعد لحظات قليلة، لكن سرعان ما انطلقت الشتائم من البعض بسبب غيابه المتواصل لمدة أسبوع بينما الآخرون كانوا يسألون عن صحته بقلق.

تحدث" محمد "بنبرة هادئة تعكس إرهاقه الشديد:

-إهدوا شوية علشان أعرف أتكلم.