..كاد ان يحطم عنقها امام هذا الشرطي بعد تلك الورطة بذهابهما للقسم ..فالتزم الصمت تماما طوال الطريق وهو يتبع سيارة الشرطة التي تسير أمامه.. كانت تجلس بجانبه تفرك بكلتا يديها عندما نظرت اليه فوجدت اوداجه ترتعش وصوت اصطكاك اسنانه يصل الى مسامعها ..سعلت بصوت خافت وهي تضع قبضة يدها أمام فاهها وحاولت النطق بأول كلمة ..التفت مسرعا بوجهه ذو الملامح القاسية وصرخ بوجهها ..
.."..اقسم بالله لو سمعت كلمة منك ..لهتشوفي مني اللي عمرك ماشوفتيه في حياتك كلها ..انا على شعرة واحدة من ارتكاب جريمة قتل ..فحفاظا على حياتك تخرسي لغاية مااخلص من الورطة اللي دبسدتينا فيها دي ..فاااهمة.."..
..انكمشت بكرسيها واشاحت بوجهها سريعا ناحية النافذة تتابع الطريق بصمت.. كانت تريد الدفاع عن نفسها ولكنها شعرت بالعجز تماما فلم تستطع ان تنطق ولو بكلمة واحدة وأنصاعت لأمره تماما ..
..في قسم الشرطة وأمام غرفة الضابط طلب منهما امين الشرطة ان ينتظرا داخل الغرفة لحين قدوم الضابط المكلف بالعمل هذه الفترة ...أما السائق فظل بالخارج يجلس ارضا بممر رواق القسم...
..وبعد برهة من الوقت والصمت يخيم بأجواء الغرفة كان ابراهيم يجلس على الاريكة الجلدية بمكتب الضابط خافضا راسه ومائلا بجذعه للامام مستندا بمرفقيه فوق فخذيه ويضرب قبضة يده براحة يده الاخرى ..رفع رأسه عاليا وقال وهو ينظر للفراغ امامه بصوت خافت ولكنه مسموع..
.."..الله يخربيت اليوم اللي شوفتك وعرفتك فيه.."..
..انتبهت ايمان الجالسة بجانبه بعد أن اثرت الصمت هي الاخرى فالتفتت اليه تقول من بين اسنانها بعد ان فاض بها الكيل ..
.."..انا الحق عليا اني مخليتش الراجل النصاب دا يعمل عليك مصلحة.."..شعرت بالغيظ واستطردت هتافها بجانب وجهه..
.."..وكمان متبقاش انت السبب وفي الاخر تلزقها فيا.."..
..اتسعت عينيه والتفت اليه وقال بصوت مستنكرا وهو يشير لنفسه..
.."..انا ..أنا السبب في اللي احنا فيه ..انا اللي قلت للظابط انا عايز اعمل محضر ويالا بينا ع القسم.."..
..تكتفت واستندت بظهرها فوق ظهر الاريكة وقالت بأريحية ..
.."..لا...بس لو كنت اتخانقت مع الراجل النصاب دا ومسكته ضربته واديته كام لوكمية في وشه ..كانت الناس هتتلم وتسلك بينكو ..وكانت هترسى في الاخر على ان كل واحد فيكم يركب عربيته وشكرا.. خصوصا ان هو اللي غلطان ..بس هو شافك واحد هادي ومتأني قال فرصة اطلع من وراه بقرشين حلوين.."..
..ضرب كفيه ببعضهما وهب واقفا ليقف امامها يضحك ويقول ساخرا..
.."..انتي فاكراني ايه..مين دا اللي يتخانق في الشارع والناس تتلم عليه.."..
..وقفت بقبالته لا تحيد بعينيها عن عينيه وقالت ..
.."..يكون في علمك..الراجل النصاب دا اتبلى علينا..ولولا اني اتكلمت قدام الظابط وجيبت سيرة الكاميرات كان زماننا مبرطشين جوة التخشيبة.."..
..تخصر ومال بوجهه امامها يقول بعد ان تقطب جبينه..
.."..مبرشطين.."..
..مالت شفتيها جانبا وقالت ساخرة ..
.."..حضرتك بليد اوي في اللغة..بص ياباشا لازم تكون مستعد لأي حوار يحصلك فجأة..يعني وقت الاحترام تكون محترم ..ووقت البلطجة تكون بلطجي ..يعني من الاخر كدة لازم تكون الباشا المحترم البلطجي ..عشان تعرف تعيش في الدنيا دي من غير ما حد يعلم عليك..".. أشارت باصبعها لجانب رأسها ثم قالت .."..فاهمني ولا توهت مني.."..
..ضرب بأصبعه جبهتها وقال بصوت هادئ حاد..
.."..انتي اللي لازم تفهمي ياهانم ان حسابك معايا هيكون عسير بعد المهازل اللي حصلت انهاردة في اول يوم ليكي في الشركة..وحسك عينك ياايمان تفتحي بوقك قدام الظابط لما ييجي..فاااهمة.."..
..صرخ بكلمته الاخيرة بوجهها بعد أن اقترب منها وهو ينظر لها نظرات قاتلة ..
..ارتجت اضلاع صدرها من الخوف ولكنها حاولت ان تخفي ذاك الشعور فقالت بصوت هادئ وهي تلوح له بيدها..
.."..انا مالي ..انت حر ..انا عملت اللي عليا .."..
..التفتا الاثنان عندما فتح الضابط باب مكتبه ..فأتسعت عيني ايمان وفغر فاهها عندما دقق الضابط بالنظر اليها محدقا بها حتى قال وهو يشير لها بأصبعه..
.."..انتي ..انتي تااااني.."..
..تخطت ايمان زوجها الذي كان يناظرهما بتعجب وقالت بصوت عال وهي تلوح بيدها..
.."..عم الشباب..حضرة الظابط شاهر بيه ...ليك وحشة والله ياباشا.."..
..اقترب منها بتوجس وهو ينظر اليها من اسفلها لأعلاها..ثم قال..
.."..اسطى ايمان...انتي اللي جابك هنا ..ضربتي مين المرادي.. و ايه التغيير المريب دا.."..
..ابتسمت ايمان وقالت ..
.."..لا حضرتك دا موضوع كبير ..بس شكل حضرتك اترقيت وجيت هنا ..مبروك ياباشا . عقبال ماتبقى معيد يارب..".
..ضحك الضابط بصوت عال وقبل ان يجبها وجد من يمسك بمرفقها بقوة ويدفعها وراءه ويمد له يده للمصافحة وهو يقول بصوت جامد كملامح وجهه..
.."..ابراهيم سالم رجل اعمل وصاحب البلاغ..وايمان هانم تبقى مراتي.."..
..نظر الضابط ليد ابراهيم فقام بمصافحته وهو يقول بتعجب واضح ..
.."..اهلا.."..ثم نظر لايمان ليجدها تهز راسها بالايجاب وابتسامة باهتة تزين شفتيها ..
..استطرد ابراهيم قوله مسرعا ..
.."..انا متنازل عن البلاغ..وياريت حضرتك تسمحلنا نمشي.."..
..تخطاه الضابط واتجه لمكتبه وقال بعد جلوسه فوق كرسيه..
.."..اتفضل ياابراهيم بيه استريح ..زميلي قال ان التقرير اللي فيه تفريغ كاميرات الشارع اللي حصل فيه الحادثة على وصول..وساعتها هنعرف مين اللي غلطان .."..
..نظر ابراهيم شزرا لايمان التي جلست بقبالته ثم نظر للضابط وقال بصوت قوي ..
.."..أيا كان مين الغلطان.. انا مستعد للتسوية الودية بدون محاضر .."..
..سمعا طرقا على الباب ليدخل عسكري ادى تحيته ثم اعطى مغلفا ورقيا للضابط ..
..فتح الضابط المغلف واخرج منه ورقة بيضاء واخذ يقرأ ما فيها ثم رفع عينيه لينظر لابراهيم وقال...
.."..التقرير بيقول ان سواق العربية النص نقل هو اللي غلطان وهو اللي كسر عليك ..يعني تقدر تعمل محضر....... ".. توقف الضابط عن حديثه عندما صاحت ايمان بحماس بوجه زوجها ..
.."..شوفت ..مش قلتلك انه كداب وكان عايز ينصب عليك.."..
..نظر ابراهيم لها نظرة مخيفة جعلها تتراجع بظهرها للوراء وتتوقف عن الاسترسال بكلماتها ..التفت للضابط وقال ..
.."..زي ما قلت لحضرتك ..انا متنازل عن اي بلاغ وبعتذر لتضييع وقتكم .."..
..هب ابراهيم واقفا واستطرد قوله ..
.."..تسمحيلنا نمشي.."..
..وقفت ايمان وهي تنظر للضابط الذي قال وهو يشير بيده ناحية الباب باستسلام لرغبة ابراهيم القوية ..
.."..اتفضلوا .."..
..امسك ابراهيم بذراع زوجته ليدفع بها ولكن بهوادة لتتقدمه ..وعندما خرجا من الباب وقف السائق وهو ينظر لهما بخوف ويذدرد ريقه بصعوبة ..اقترب منه ابراهيم ووضع بيده ورقة مالية واكمل طريقه وبيده زوجته التي كادت ان تهتف ولكن قبضة ابراهيم التي شدت على ذراعها جعلتها تصمت مرغمة..
..عاود الصمت يخيم كسحابة فوق رؤوسهما مرة ثانية ولكنها انقشعت بكاملها عندما قال ابراهيم بصوت اجش..
.."..تعرفي الظابط دا منين.."..
..تعجبت من سؤاله ولكنها اجابته بعفوية قائلة دون النظر اليه..
.."..كان ظابط قسم المنطقة بتاعتنا..وكان هو اللي بيقفل المحاضر اللي كنت بعملها في العيال الصايعة اللي جوة وبرة الحارة.."..
..رفع حاجبيه وهز رأسه وهو يقول ساخرا..
..".. ماشاء الله ..دا انتي خبرة بقى ..وزبونة دايمة في الاقسام.."
..فهمت مغزى كلماته اللاذعة فردت بثقة..
.."..والله تقدر تروح وتسأل وتقرا المحاضر اللي اتعملت ..هتلاقيني صاحبة حق في كل مرة .."..
..ردد بنفس السخرية التي تشوب نبرة صوته..
.."..طبعا طبعا .."..
.. زفرت بضيق ثم تكتفت بذراعيها أمام صدرها ونظرت للطريق من خلال نافذتها دون ان تجيب ..اغمضت عينيها لما آل اليها الحال كمتهمة او كانسان معرض للسخرية...مر بعض الوقت لتجد نفسها أمام باب الفيلا عندما توقف ابراهيم بسيارته وقال بصوت اجش آمرا اياها ..
.."..انزلي.."..
..كتمت انفاسها وهي تنظر اليه لتجده يضع هاتفه ومفاتيحه بجيب سترته ويخرج من السيارة التي اغلق بابها بقوة..اتجه ناحيتها وفتح الباب وامسك بمعصمها ليخرجها من السيارة وهو يقول بصوت غاضب ..
.."..مش قلت انزلي..دي كمان مابتسمعيش فيها الكلام.."..
..لا تعرف لما اصابها الخرس فجأة حتى عندما ضغط بقوة فوق معصمها فلم تصدر حتى انين لألمها ..سحبها وراءه لتجد نفسها بغرفة جدها الجالس بسريره وعمتها تجلس بقبالته تساعده في تناول طعامه..ابعد الجد يد ابنته الممسكة بالملعقة وقال بعد ان تجهم وجهه من منظرهما سويا..
.."..في ايه ياابراهيم ..مالك دخلت كدة من غير استئذان وجارر مراتك وراك.."..
..دفع ابراهيم بايمان لتقف امام سرير جدها وصاح بصوت حاد..
.."..امانتك اللي امنتني عليها اهي ياجدي ..بسلمهالك تاني لاني بعلن قصادك وقصاد عمتي اني فشلت ..فشلت اخليها اد المسئولية ..لان ومن اول يوم ليها في الشغل معايا حصلتلي مصايب مكنتش اتخيل انها تحصلي.. ..دا غير طبعا اللي حصل في الشركة ومع المدرسين ....مافيش مدرس قعد معاها ربع ساعة على بعضها ..كل مقابلة انتهت بمهزلة..ولا اللي حصل قدام الموظفين واللي اكيد عمي دلوقتي على علم بيه وطبعا هيستغله في القضية ..دا غير ان الهانم كانت السبب في اني لاول مرة في حياتي اتخانق في الشارع وفي الاخر تختم بمصيبة اكبر واروح القسم .."..
..كان يغدو بارجاء الغرفة يمينا ويسارا ينظر للأرض ويزفر بضيق وغضب والكل يحدق بها ..ماعدا تلك التي تقف وتفرك بكلتا يديها وتهرب من اعين عمتها وجدها لشعورها امامهما فجأة بالخزي مما فعلت والتي لم تكن تعلم حينها انها قلبت الدنيا حولهم رأسا على عقب...كانت تريد الدفاع عن نفسها ولكن قطع عنها ذلك صوت زوجها العال وهو يقول..
.."..من دلوقتي ماليش دعوة بحفيدتك ..حفيدتك اللي هتكون السبب في اننا نخسر كل حاجة.."..
..انهى حديثه وخرج مسرعا من الغرفة لتتبعه عمته وهي تناديه بصوت عال.."..ابراهيم ..استنى بس.."..
..التفتت ايمان تنظر للباب الذي فتح على مصراعيه ثم نظرت لجدها الجالس بفراشه ينظر لها مبتسما ورفع ذراعيه وكأنه يناديها لتنغمس بينهما ..رمشت عدة مرات لتجد دمعاتها تجري فوق وجنتيها وشفتيها تلتوي جانبا بابتسامة باهتة ..جرت ناحية جدها الذي احتضنها بقوة ويقول ..
.."..حبيبة جدك .."..
..ولاول مرة تجد نفسها تبكي بحرقة ومن بين شهقاتها تقول وهي ترفع راسها تنظر لجدها ..
.."..انا مكانش قصدي انيل الدنيا كدة .."..
..اخذ جدها يربت بيديه فوق ظهرها وهو يقول ..
.."..انا عارف وفاهم انه مكانش قصدك..متزعليش من ابراهيم..هو لسة شاب والشباب معندهمش صبر لحاجة ..شوية وهيهدى وييجي يصالحك كمان..".
..كانت تستند برأسها فوق صدر جدها ..فهزت رأسها بقوة وقالت ..
.."..لا ياجدي مش عايزة حد يصالحني ..هو في حاله وانا في حالي .."..رفعت راسها وقالت وهي تشير بأصبعها للباب ..
.."..على فكرة بقى هو اللي مفتري ..وانا اصلا معملتش حاجة ..المدرس اللي اسمه استاذ مستر نبيل مراته كانت تعبانة وخلاص كلها يومين وتولد والراجل مسكين مسئولياته كتير وانا ساعدته ...والنحنوح التاني بتاع الانجليزي عربيته كانت عطلانة قمت ساعدته وصلحتهاله ..عملت ايه انا بقى غلط دلوقتي ..هما في الكتب مش بيقولوا ..المدرس مدرسة اذا اتعاملت معاها كويس كانك عملت الواجب مع مدارس كتير فهو هيرد الواجب دا بواجب أحسن منه..وبكدة يبقى عداك العيب وأزح.."..
..ضم الجد حاجبيه وضاقت عينيه فيما سمعه وهو ينظر لها بتساؤل دون ان ينطق ..فاعتدلت ايمان بجلستها فوق الفراش وهي تقول ..
.."..ايه مالك ياجدي ..هو انا اللي قلته فيه حاجة غلط لموأخذة.."..
..رفع الجد حاجبيه ومط شفتيه ثم قال وهو يهز راسه..
.."..والله ياحبيبة جدك ..انا اللي اعرفه وفاكره ..انهم قالوا في الكتب ..ان الأم هي اللي مدرسة اذا اعددتها اعدت شعب طيب الاعراق..لكن المدرس قالوا عنه حاجة تانية خالص.."..
..انتبهت حواس ايمان واقتربت من جدها وهي تتسائل ..
.."..قالوا عنه ايه ياجدي .."..
..امسك الجد بكف حفيدته وربت فوقه وقال ..
.."..قالوا عنه حاجات كتير ..زي ان العلماء ورثة الانبياء..وقالوا كمان عنه ..قف للمعلم وفه التبجيلا ..كاد المعلم ان يكون رسولا.."..
..هزت ايمان راسها من اعلى لأسفل وهي تتمعن بداخلها بتلك الكلمات ثم قالت..
.."..عليه الصلاة والسلام.."..
..صاحت بوجه جدها لتستطرد قولها بثقة..
.."..شوفت ياجدي ..يبقى انا مغلطتش لما ساعدتهم وعملت الواجب معاهم..صح .."..
..ضحك الجد وهو يردد مجيبا وداعما لها..
.."..صح ياحبيبة جدك.."..
..ارتسمت على وجهها ابتسامة رضا وقالت هامسة له..
.."..عارف ياجدي حتى لو بعد الشر خسرنا القضية وبقينا ع الحديدة ..ساعتها ولا يهمك ياحبيبي..هخدك معايا بيتي وهخدمك ومش هخليك محتاج حاجة ..دا غير اهل الحارة كمان ..اجدع ناس.. مش هيسيبونا ابدا..دا غير كمان هتاكل احلى اكل من ايد خالتي تهاني..متشيلش هم حاجة ابدا..انا في ضهرك ياجدي.."..ضمها جدها مرة اخرى بحضنه وهو يردد.."..بنت ابوكي بصحيح ياحبيبة جدك.."..
..واثناء ذلك كان ابراهيم بغرفته يجمع بعضا من حاجياته والقليل من ملابسه بحقيبة سفر صغيرة ..لتقف عمته امام الفراش قبل ان يغلق الحقيبة وقالت ..
.."..مكنتش اعرف ان نفسك قصير وبتستسلم بسرعة كدة..اللي اعرفه عنك وخصوصا لاني انا اللي مربياك ..انك راجل وأد المسئولية.."..
..رمى ابراهيم بقطعة ملابسه ارضا وقال بصوت غاضب ..
.."..مش مع ايمان ياعمتي ..دي مستحيل تتغير ..انا هسافر كام يوم اريح فيهم اعصابي ..وبعدين نشوف هنعمل ايه مع الاستاذ كمال في القضية.."..
..عقدت زهرة ذراعيها أمام صدرها وقالت بجدية ..
.."..مافيش سفر ياابراهيم ..انت ناقص تقولي انك هطلق مراتك.."..
..اجابها مسرعا دون ان يدرك تلك التي تقف بجانب الباب والتي توقفت لتسمع مايدور بالداخل عنها لانها السبب فيما يحدث..
.."..طبعا ياعمتي هطلقها.."..