JUNGKOOK

25

كنتَ السهم و أنا أول المصابين ، بسقم حُبِّك الفتان اللعين ، و لكنك اعتدت على رمياتي ، و تلاشيتَ وجهتكَ السكينة .

أبغضُ قلبي على حباً دام لسنوات ، و لا أملك من الويل سِوى الآهات ، أُرهِقت روحي ، و انطفأت شعلتي ، تثاقب قلبي الوغين ، و إندثرت دموعي تستكين ، و لا زلت تدّعي بأنك حزين ، و أركض نحوك بعونٍ رهين .

إندلعت النار بداخل جوفي ، و تبخرت دموعي لتتساقط جمرات الموت من ثنايا عيناي ، و ابتسامتي قد غطّت عليها شعلات اللهيب ، و الموت خاطفٌ رهيب .

الموت هو الحل الوحيد ، حِمامُ الموت تأخذنا نحو نهرٍ طويل ، تُمحى مياهه بظلامٍ رهين ، و النار تتخذه مسكناً متثاقلاً ، تصبُّ به آهاتنا العاجزة ، دموعنا البالية ، مشاعرنا السخيفة ، أرواحنا الميتة...

نحنُ هنا ، نسيرُ نحو الموت بإصرار ، و لا نأخذ من أنفسنا القرار ، بل نتجرع الأسى بإنكسار ، و نتخطى الآلام بإنحسار ، بقاع الموت نشارف على الانتصار .

دماءُ الحُب المغدور تتناثر من بين ثنايا قلبي ، و روحي الضائعة وسط الصحراء قد رفعت الراية البيضاء لإعلان نهاية هذه الحرب ، و هنا سأقول وداعاً للحُب .

و وداعاً هنا تعني النهاية ، لن أفضِّل لقاءك مجدداً ، لعلّ و عسى أن نلملم شتات أنفسنا قبل أن تحملنا رياح الموت التي تهبُّ نحو الأرواح الضائعة و القلوب النازفة .

لم تعد الشمس تشرق بالحُب ، باتت إشراقتها مليئة بالأسى و المجون ، و مع كلِّ إشراقة شمسٍ نحتضر أرواحنا البالية على حافة الإنهيار ، و تستمرُّ بإنتظار الليل حتى تستكين ، فالليل راغبٌ مزين ، يجذب عقلك نحو آلام السنين ، و لكنه أفضل من نهارٍ حزين .

● ● ●

" دعيني أقبِّلكِ للمرة الأخيرة ، و ألقِ عليكِ أحرَّ التهاني المزيفة و التي لا أقصد بها سِوى اللعنات لكِ و له ، أتمنى لكِ زواجاً سعيداً "

عيناها الغارقة بدموعها أبت أن تسقطها حتى لثم شفتيها يقبلها بنهم ، أجل إنها قُبلة الوداع ، و ها قد إندثرت دموعها ، و احتلّت الرجفة سائر جسدها ، ابتعد عنها يناظرها بفراغ ، عيناه اللامعة أصبحت مظلمة فجأةً ، و الطمأنينة القابعة بداخلها تلاشت شيئاً فشيئاً .

ألقى عليها نظرةً أخيرة قبل أن يرحل عنها و يترك هذا القلب لينزف مجدداً بعد إحيائه ، فتح الباب ليدفعه هيسونغ و يهرع نحوها يتفقدها بذعر ، فاكتفى هو بالرحيل دون الالتفات هذه المرة .

لم تعد وُجهته الآمنة ، لم تعد وُجهةً إليه بالأصل ، لقد أصبح الطريق نحوها مليئاً بالألغام و الأشواك ، و لن يستطيع العبور من بين ثنايا هذا الحقد و الكره ، هو فقط تائه بلا وُجهة ، بلا هدف ، و بلا حياة .