المشهد 26

6.7K 253 4
                                    

..التمعت بعيني ابراهيم نظرة اعجاب واضحة وهو يتفحص ملامحها بتمعن.. فاقترب اكثر منها وحاوط خصرها وذراعيها المتكتفة خلف ظهرها بذراعيه القوية ..ثم مال برأسه واغمض عينيه منتشيا وهو يغمس وجهه بشعرها وهمس بصوت مسموع من بين قبلاته ..
.."..انثى ..احلى انثى ..انثى مجنناني ومطلعة عيني .."..
..ظهر الارتباك والتوتر بوضوح فوق صفحة وجهها..وارتج جسدها الذي شعر ولاول مرة بمن يحتله ويعبث بملامحه وكأنه يبحث عن شيء ما بين ارجائه..رمشت بعينيها عدة مرات حتى اغمضتها وهي تحاول هباءا وبقوة واهية فك اسر جسدها من بين ذراعيه..لتجده يتمادى عندما رفع يده يزيح شعرها حتى يستطيع ملامسة رقبتها بشفتيه..كادت ان تنهار قواها وتخونها ارادتها ففتحت عينيها عن اخرها  لترى انعكاس مايحدث بالمرآة..انتفضت من بين ذراعيه واستدارت لتواجهه ..فاستجمعت بشق الانفس الباقي من قواها الهاربة لتصيح بصوت مبحوح متلعثم وهي تلوح امام وجهه بذراعها..
.."..انت ..انت...بتعمل ايه .."..
..ارتسمت فوق شفتي ابراهيم ابتسامة ماكرة وقال بصوت قوي وهو فاتحا ذراعيه..
.."..في ايه ياإيمان...هكون بعمل ايه يعني .. الانثى مراتي وبحضنها.."..
..وعندما تقدم ناحيتها رفعت اصبعها أمام وجهه وهي تصيح بصوت مرتجف..
.."..اياك تقرب خطوة واحدة انا بقولك اهو ..انت فاكرني ايه..وكمان هي صرخة واحدة وهتلاقي نفسك متعلق على باب الحارة "..
..هز ابراهيم رأسه بتعجب وهو يقول..
.."..هاكون فاكرك ايه مثلا...وكمان هتقوليي ايه لأهل الحارة لو صرختي..الحقوني ..جوزي عايز يبوسني بعد مااتحرشت بيه..بدل المرة مرتين"..
..اتسعت عينيها وهتفت بقوة وهي تشير لنفسها بصدمة ..
.."..انا اتحرشت بيك انت وكمان مرتين..عيب على فكرة..عيب لما تبقى باشا طويل وعريض كدة وتكدب ..عيب اوي.."..
..هز رأسه بالنفي وقال وابتسامة ماكرة تداعب شفتيه..
.."..انا مش كذاب ..اول مرة ياستي وانا شايلك فاتعلقتي برقبتي زي الطفل الصغير وقولتيلي......"..
..مال اليها وهو ينطق بكلمته الاخيرة ..فأمسكت ايمان بمقدمة جلبابها وقالت بتلعثم وهي تحاول ان تحافظ على ثباتها عبثا..
.."..ها..هكون قلت ايه يعني..اي كلام فارغ...."..
..اقترب اكثر منها وهمس أمام وجهها وعينيها المتسعة..
.."..قلتيلي ..ريحتك حلوة اوي ياهيما ..ماتجيب بوسة ..واهو تاني مرة دلوقتي بتوريني اد ايه انك انثى .. يبقى مين اللي بيتحرش بمين ياهانم.."..
..اصابتها نوبة من السعال عندما حاولت ان تنفي تلك التهم عنها ولكنها ظلت تسعل حتى ادمعت عينيها فحاوطها ابراهيم الذي شعر بالقلق عليها واخذ يربت فوق ظهرها بهوادة وقال ..
.."..اهدي ياايمان اهدي..يابنتي انتي مراتي.."..
..توقفت عن سعالها بشق الانفس وتراجعت للوراء وهي تضع يدها فوق صدرها وتقول بجدية ..
.."..ااااه...ماهي دي بقى الكلمة اللي بيضحكوا بيها الشباب المحسوكة على البنات الهبلة عشان يوقعوهم ...قال يابت انتي مراتي قال...لا ياباشا فوق واصحى ..مش كل الطير ..انا الاسطى ايمان احمد .."..
..صدحت ضحكات ابراهيم عاليا ..وضرب كفيه ببعضهما وهو يقول مؤكدا لها ..
.."..بس انتي فعلا مراتى يااسطى ايمان احمد.."..
..ادركت حقيقة ما قاله بالفعل فلوحت له بيدها وحاولت ان تهرب بعينيها عن عينيه التي لا تحيد عنها فقالت بتلكؤ..
.."..ايوة ما ..ما انا عارفة ..بس جوازنا احنا غير جواز المتجوزين بعد الجواز بجد .."..
..تقطب جبينه وضاق مابين حاجبيه وهو يميل لها بجذعه متسائلا بتعجب..
.."..نعم ..جواز مين ومتجوزين ايه..انا مش فاهم .."..
..تعالى صوتها الحاد وقالت بعد ان فاض بها الكيل..
.."..الخلاصة ياباشا ان قلة الادب اللي حصلت من شوية متتكررش تاني انا بقولك اهو ..وسيبك من حوار يابت انتي مراتي وياجدع انت بعلولتي.."..
..تنهد ابراهيم بيأس وتقدم ناحيتها خطوة واحدة بهدوء فتراجعت بحركة لا ارادية لتصطدم بحافة المنضدة..فأسرع ابراهيم بقوله وهو يشير لها بيده ان تهدأ..
.."..هو احنا مش اتفقنا اننا نتعرف ونقرب من بعض ..علشان نفهم بعض اكتر.."..
..اسرعت هي بدورها لتهرب من محاصرته لها فتخطته لتقف بمنتصف الصالة وهي تتخصر قائلة بعصبية..
.."..وهو التعريف والتقريب مايبقاش الا بالنحنحة والسيكو سيكو.."..
..ضاقت عينيه وقبل ان يتسائل مرة اخرى عن معني كلماتها التي تشبه اللوغاريتمات ..تابعت وهدرت امامه بقوة..
.."..اسمع بقى لما اقولك ياباشا انا اتفقت مع عمتك يوم كتب الكتاب هناك في بلد التراكوة..ان جوازنا من غير قلة ادب ..مات الكلام...أمين.."..
..ارتسم الغيظ فوق ملامح وجهه وقبل أن يخطو ناحيتها سمعا رنين جرس الباب ..فأسرعت ايمان لفتحه لتجد صديقتها عزة تقف متخصرة وقالت بعد مامطت شفتيها ..
.."..تيجي وتباتي ولغاية دلوقتي ماشوفكيش.."..
..امسكتها ايمان من تلابيب عبائتها ودفعتها داخل احضانها بقوة وهي تهتف ..
.."..حبيبتي جيتي في وقتك بالظبط.."..
..دارت حدقتي عزة بتعجب وقالت مستغربة..
.."..هو في ايه..مالك يابت..اوباا ..الباشا منورنا .."..
..نفضت عزة ايمان من بين ذراعيها بقوة واتجهت ناحية ابراهيم الذي كان ينظر شزرا لزوجته التي كانت تهرب بعينيها بعيدا عنه ..
..مدت عزة يدها للمصافحة وقالت ..
.."..اهلا ياباشا انا كنت هروح الشركة بس انهاردة الجمعة زي مانت عارف..فبكرة ان شاء الله اروح ..ولا سيادتك رجعت في كلامك.."..
..صافحها ابراهيم وقال بصوت جاد ..
.."..لا ياانسة عزة انا مابرجعش في كلمتي ..واول ماتسلمي ال C.V بتاعك بكرة هتستلمي شغلك على طول .."..
..تهللت اسارير وجه عزة وقالت بحماس ..
.."..انشالله يخليك ياباشا..تسلم ..حضرتك وايمان معزومين عندنا انهاردة ع الغدا .."..
..نظر ابراهيم لإيمان لكي تعفيه من تلك الدعوة ولكنه اشتاط غيظا عندما هتفت ايمان بقوة..
.."..طبعا ياختي جايين ودي عزومة حد يفوتها ..دا حتى يبقى بطر ع النعمة نتحاسب عليها..خليكي انتي بقى معايا نفطر كلنا مع بعضينا .."..
..اتجهت عزة للباب وهي تقول ..
.."..لا مش هينفع امي بعتاني اجبلها كام حاجة قبل الصلاة والواد بلاطة في الورشة مع طيارة ..سلام ياقمر ..سلام ياباشا.."..
..اقترب ابراهيم من ايمان بعد خروج عزة وقال بصوت غاضب..
.."..ايه اللي خلاكي تقبلي ..احنا كنا شوية وهنمشي.."..
..اتجهت ايمان لكرسيها وجلست فوقه بأريحية وقالت وهي تلوح بيدها ..
.."..لا ياباشا انا جدي قالي مستنيكي ع العشا مش ع الفطااار ..وكمان انا ورايا حاجات كتير هنا عايزة اتمم عليها الاول.."..
..نظرت ايمان لجلباب ابيها المطوي بجانبها فأمسكت به ومدت به اليه قائلة ..
.."..اتفضل خش الحمام واتوضا عشان تلحق الصلاة ..ولا هتفضل قاعدلي في البيت كدة .."..
..انتقل ابراهيم بعينيه بين وجه زوجته الجامد وبين الجلباب ..مال بجذعه ناحيتها وامسك بالجلباب وقال ..
.."..هصلي الجمعة هنا في الحارة.."..
..هبت ايمان لتقف وبعد ان عقدت ذراعيها قالت بغضب ..
.."..ومالها بقى الصلاة في جامع حارتنا.. مش هتتقبل ..ولا الصلاة اللي في جامع البشاوات هي بس المقبولة.."..
..اشتدت قوة قبضته بقماش الجلباب حتى تجعد وهو يقول بعصبية..
.."..انا اقصد اني معرفش حد هنا..مقصدش الافكار السودا اللي في دماغك دي.."..
..لم تجبه والتفتت برأسها التي رفعتها عاليا بعض الشئ للناحية المعاكسة ..اختلست نظرة جانبية لتراه يتوجه ناحية الحمام وهو يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة..لتعاود هي جلوسها تفكر فيما حدث وكيف انها ضعفت امامه هكذا ..
..وبعد برهة من الوقت خرج ابراهيم من الحمام مرتديا الجلباب الابيض ليجد من تقف بالصالة تنتظره..وابتسامة جميلة تزين وجهها ..قالت وهي تنظر له من اسفله لأعلاه..
.."..الجلابية كأنها متفصلة عشانك ..اتاريك في طول ابويا الله يرحمه وانا مش واخدة بالي ...اتفضل بقى خد العشين جنيه دول.."..
..قطب ابراهيم جبينه وهو ينظر الي تلك النقود ثم انتقل بعينيه الى وجهها وتسائل ..
.."..عشرين جنيه .."..
..امسكت ايمان كف يده وغمست بداخله الورقة المالية وهي تقول بصوت هادئ..
.."..بص ياسيدي..انت بعد ماتخلص صلاة تروح تجيب بتلاتة جنيه فول وباتنين جنيه طعمية..وحزمة بصل اخضر وحزمة جرجير ...و...و ايه تاني يابت ياايمان ..اه....بتلاتة جنيه عيش من الكبير المفقع ..وبس ..هات الباقي وتعالى.."..
..فغر فاه ابراهيم وهو ينظر لها ببلاهة ..وبعد لحظات ادرك ما طلبته منه فنفض يده منها وهتف بها بغضب وهو يشير لنفسه ..
.."..انتي عايزاني انا ابراهيم سالم ..اجيب الحاجات العجيبة دي..مستحيل طبعا .."..
..تخصرت ايمان وردت بنبرة صوت غاضبة هي الاخرى ..
.."..وفيها ايه يعني لما تجيب معاك حاجة الفطار وانت راجع زي كل رجالة الحارة ..ولا حضرتك على راسك ريشة..ولا شايف نفسك احسن منهم.."..
..زفر ابراهيم بضيق واغمض عينيه وهو يلتفت برأسه للناحية الاخرى ثم قال بغيظ من بين اسنانه..
.."..ياايمان انا مش شايف نفسي احسن من حد...انا بس معرفش حد هنا ..ولا اعرف الحاجات الغريبة اللي طلبتيها دي.. مقفع وحزمة معرفش ايه دي ..اللي معرفش بتتباع فين اصلا .. ايه رايك ..تعالي معايا وانا هفطرك في كافيه .."..
..تنهدت ثم اقتربت منه وهي تهز رأسها وقالت بهدوء..
.."..فطار الكوفيات دا ماليش فيه لا يشبع ولا يملى الدماغ ... بص ركز معايا..وانت خارج من الجامع هتلاقي تلات اربع الرجالة رايحين مجموعة كدة على بعضيهم ناحية مكان معين ..تروح وراهم بالظبط ..هتلاقي نفسك قدام محل الفول ..في اللحظة دي ياباشا لازم تقلب وتكون زي الواد طيارة ..يعني تحارب عشان تكون في الصف القداماني.."..
..ضاقت عيني ابراهيم وهو يقول بتعجب..
.."..في الصف ال ايه....."..
..ذمت ايمان شفتيها وقالت بنفاذ صبر..
.."..في الصف الاولاني ..فهمت.."..
..اصطكت اسنان ابراهيم ببعضها وهو يقول..
.."..فهمت ..وبعدين .."..
..اشارت بيدها ناحية اليسار وقالت..
.."..بعد ماتجيب الفول والطعمية هتلاقي على شمال المحل الست أم سلامة بتاعة الخضرة ..تجيب منها حزمة البصل والجرجير..وانت راجع بقى على هنا هتلاقي ميييين.."..
..كز ابراهيم بأسنانه وهو يقول بغيظ ..
.."..اللهم طولك ياروح..ميين ياايمان.."..
..صفقت بيدها بقوة فأجفلته وهي تقول..
.."..عم جابر بتاع العيش ..تجيب تلات ارغفة مفقعين ..وتانك جاي على هنا على طول..صعبة دي .."..
..ازدادت حدة انفاس ابراهيم فضرب راحة كف يدها واضعا الورقة المالية بداخلها وهو يقول بصوت اجش حاد..
.."..اتفضلي العشين جنيه بتوعك ..انا معايا فلوس ..ثم ليه متجبيش انتي الحاجات دي .."..
..قامت بثني الورقة المالية وقالت بثقة ..
.."..قانون حارتنا ان مافيش ستات تخرج يوم الجمعة.."..
..تشنجت عضلات فكه مماقالته من هراء ..اراد انريهدر أمام وجهها ولكنه وجدها تدفع به ناحية الباب عندما صدح صوت المؤذن بالجامع تمهيدا لصلاة الجمعة ..فقالت بحزم..
.."..يالا عشان متتأخرش على الصلاة... ومتنساش اللي قلتلك عليه.."..
..صدح صوت هاتف ابراهيم فتوقفا الاثنان عند الباب واجاب ابراهيم عندما وضع الهاتف فوق اذنه..
.."..ايوة يامراد.....لا الغي الاجتماع ..لا انا ولا ايمان جايين ..ومن غيرنا الاجتماع ماينفعش..قول لوالدك مش فاضيين ....ورانا ايه.......ورانا فول ومقفع وجرجير ..سلااام قبل مااكسر التليفون.."..
..ضحكت ايمان بصوت عال فوجدت من ينظر اليها شزرا ..فكتمت ضحكتها فأشارت له بيدها وهي تقول ..
.."..لموأخذة.."..
..وضع ابراهيم هاتفه بجيب جلبابه ثم قال..
.."..لغيت اجتماع مهم عشان خاطرك..اتمنى يكون في شوية تقدير بعد كدة .."..
..مطت ايمان شفتيها وقالت بصوت خافت..
.."..ان شاء الله.."..
..واثناء خروج ابراهيم من الباب لمحت ايمان الشيخ سعيد شيخ الجامع يمر من أمامها ..فتهفت بصوت عال بإسمه ..
..اتجه ناحيتها الشيخ والقى السلام عليهما ..لوحت ايمان بيدها وقالت ..
.."..ازيك ياشيخ سعيد..ياريت تاخد الباشا معاك الجامع لحسن دي اول مرة يصلي بجامع حارتنا.."..
..صافح الشيخ ابراهيم بحرارة وتأبط ذراعه وقال بحميمية..
.."..تعال يابني اتعجز عليك..نورت الحارة.."..
.. واخذ يتحدث معه وهو يسير به ناحية الجامع وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد....اغلقت ايمان الباب وهي تشعر بقلبها يتراقص بين اضلاع صدرها ....    
..أثناء ذلك انزل مراد الهاتف من على اذنه ونظر اليه بتعجب وقال هامسا لنفسه..
.."..ابراهيم اتجنن ..ايمان قضت عليه تماما.."..
..انتفض مراد عندما نكزه ابيه وهو يقول بصوت غاضب..
.."..هنستنى كتير ..كل اعضاء مجلس الادارة موجدين ماعدا البيه ابن عمك هو والبت بتاعته..هما فين.."..
..خاف مراد من مواجهة ابيه..فاتجه ناحية المنضدة الكبيرة والتي تضم حولها كل الاعضاء وقال بصوت قوي..
.."..انا اسف لحضراتكم يا جماعة..ايمان هانم تعبت فجأة ونقلوها للمستشفى وطبعا ابراهيم بيه مقدرش يسيبها ..هما الاتنين بيعتذروا وبيأجلوا الاجتماع لمعاد تاني هنبلغ بيه حضراتكم..."..
..تعالت صوت همهمات وغمغمات بين الاعضاء الا صوت والده الذي امسك بذراع ابنه وسحبه حتى النافذة الواسعة التي تتوسط حائط غرفة الاجتماعات وهدر بجانب اذنه بصوت خافت حاد..
.."..ابن عمك هو والبت الشوارعية بتاعته بيستهزوأ بيا ..وانت بتساعده ..انا هندمكوا ندم عمركوا ..الاجتماع بكرة ولو مجاش ..اقسم بالله هيكون اخر يوم ليه بالشركة.."..
..دفع به ليصطدم بزجاج النافذة واسرع بخروجه بخطوات تدب الارض من تحت قدمه..فزفر مراد بضيق وقال ..
.."..طب وانا مالي انا.."..
..وبعد برهة من الوقت خرج ابراهيم من الجامع وكان بجانبه الشيخ يواصل حديثه معه في امور شتى ..لاحظ الشيخ التفاف رأس ابراهيم يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن شيء..فسأله الشيخ..
.."..في حاجة يابني ..بتدور على حاجة .."..
..تنحنح ابراهيم وقال ..
.."..لا ياشيخ مافيش حاجة .."..
..لوح له الشيخ وهو يقول ..
.."..طب بالاذن انا يابني .."..
..امسك ابراهيم بذراعه وابتسم بحرج وقال بتلكؤ  ..
.."..هو حضرتك رايح فين ..قصدي ..لو هتجيب فطار ..تجيبه منين ..اقصد يعني...."..
..ربت الشيخ فوق ظهر يد ابراهيم وقال وهو مبتسما ببشاشة..
.."..تعال معايا..انا رايح اجيب فطار.."..
..تهللت اسارير ابراهيم وسار معه واطمئن بأن طالما الشيخ معه سوف تكلل مهمته بنجاح ..وقد كان ..فقد يسر له مهمته وكان من ضمن الصف الامامي عند محل الفول..
..صافح ابراهيم الشيخ بحرارة بعد ان ساعده بشراء كل مايلزمه ..وقبل ان يصل لبيت ايمان وجد عند بابها شاب ضخم مفتول العضلات يضرب بيده الجرس لتفتح ايمان الباب لتصرخ بصوت عال بعد ارتسم بصفحة وجهها علامات الدهشة والمفاجأة..
.."..حبيبي يابو صلاح.."..
..ارتمت ايمان بحضن الشاب الذي دار بها وهو يصيح مهللا..
.."..وحشتيني يامانوش.."..
..فغر فاه ابراهيم ووقعت الحقيبة البلاستيكية من يده التي تحمل بداخلها الطعام ارضا ..وجد نفسه يتجه مسرعا ناحيتهما بعد ان ثار بركان غضبه بداخله..وبيد واحدة امسك بذراعها الملتفة حول عنق هذا الضخم ..لتلتفت اليه ايمان براسها ..انزلها بقوة ارضا لتتفاجأ بعد ذلك بزوجها الذي امسك بتلابيب مقدمة قميص الشاب الضخم ليدفع به ناحيته ليضرب انفه بقوة بمقدمة رأسه..وهو يهدر امامه ..
.."..ابعد عنها ياحيوان.."..
..اصدرت ايمان شهقة عالية وكتمت فاهها بعدها وهي تنظر بذهول لصلاح الذي تراجع مترنحا للوارء خطوتين ..
..صرخت ايمان بوجه ابراهيم ..
.."..انت اتجننت ياابراهيم..انت مش عارف هو مين. "..
..ولأول مرة يسمع بها اسمه ارتجت اضلاع صدره وازدادت ضربات قلبه..كان سيطير فرحا لسماع اسمه من بين شفتيها ولكن رؤيتها في حضن غيره اثار جنونه .. فأمسك بكتفيها يهزها بقوة وهو يهدر امامها..
.."..اخرسي ..هيكون مين .."..
..وجد من يمسك بكتفيه ويدور به ليقف بقبالته ويقول بصوت قوي وهو يرفع قبضته عاليا..
.."..انا هعرفك انا ابقى مين............."........

عروستي ميكانيكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن