(٥)
#لتطيب_نفسي
بقلم آيه شاكرانتبهت لما تفوهتُ به لتوي، وقررتُ التزام الصمت وساعدني عليه ظهور والدتي، وترحيبها بحاتم بحبور، قالت أمي:
-نورت الشارع يا دكتور.
-الله يكرمك يارب.
قالها حاتم بابتسامة، فسألته السيدة بدرية:
-قولت إيه يا دكتور أشوفلك الشقه؟تنحنح حاتم ورماني بنظرةٍ سريعة قبل أن ينطق:
-توكلي على الله يا ست بدريه.
-شقة ايه؟
سألت والدتي، فقال حاتم:
-كنت بقول آجر شقه هنا في الشارع حتى تكون قريبه من شغلي.تهللت أسارير والدتي، وقالت:
-والله إنت ابن حلال الشقه اللي تحتنا خالية أنا هكلملك صاحبها وهوصيه يريحك في السعر.قال حاتم ببهجة:
-خلاص اتفقنا.كنت أُتابع حوارهم، ودون إستئذان دخلتُ للبيت وأنا أغمغم نازقة، بينما ظلت والدتي والسيدة بدرية يتحدثان معه.
سيسكن هنا! ألا يكفيني رؤيته في العمل! ماذا سيفعل قلبي المسكين الآن! وهل هذه خطة ثالثة لجذبي للمصيدة، تبًا!
استغفروا ♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
توالى مرور الأيام وها أنا ذا أقف بشرفتي والإبتسامة تزين وجهي، أختلس النظر إليه وهو يجلس بشرفته اسفل شرفتي، وككل يوم بعد صلاة الفجر جلس يرتل القرآن بخشوع، فدق قلبي بل رق قلبي.أصبحت أراه كثيرًا، تارة في تدريبي وتارة في سكني، غالبًا قف مع والدتي ويتحدث معها ويمازحها، أو يلعب مع أخي ويداعبه، فأتسائل ما العمل الآن؟! لقد ابتعد عن الحربائين شروق وأسماء! فهل سأقبل به زوجًا؟!
وذات يوم بعدما تنفس الصبح، وتنفستُ أنا أيضًا لأتأكد أنني مازلت على قيد الحياة، وقد مُنحت يوم جديد لأذكر الله وأعبده...
مع شقشقة العصافير فتحت جفوني أثر صوته يتحدث مع والدتي يشكو النمل الذي يتجول بكل ركن في شقته، سمعته حين قال:
-الست بدريه بتقول إن الحل عندك... إيه بقا الحل يا ست الكل؟
قالت أمي:
-لأ أنا هاجي بنفسي أتفاهم معاهم... إنت مش هتعرف.
-هتتفاهمي مع مين؟!
-مع النمل... اصبر دقيقه وجيالك يا دكتره.قلَّبتُ مُقلتاي اللتان اتسعتا على أخرهما بصدمة، وقلت:
-يا نهار أزرق! هتروح تقول الرحمه الرحمه أيتها النمله دا مش بعيد يفتكرها عبيـ ـطه.وثبت من فراشي وأنا أصيح:
-مـــــامــــا! الرحمه الرحمه أيتها الأم.كانت عند باب الشقه فجذبتها من ذراعها، وأثر النوم لازال عالقًا بملامحي، كنت أتوسلها بنظراتي ألا تذهب، بينما أقول:
-لازم أفهمك حاجه مهمه جدًا جدًا.
-طيب ماشي لما آجي على ما تغسلي وشك والعُماص اللي في عينك ده.
هززت عنقي نافية، وقلت بلهفة:
-لأ مينفعش، لازم دلوقتي... لازم تعرفي إن النمل اللي كان في الشقه عندنا، مامشيش عشان كلمتيه! دا مشي عشان أنا جبتله دوا.
-لأ مشي عشان أنا كلمته، والدليل إن كل الجيران اللي كلمت النمل عندهم مشي.
قالتها وهي تضغط على كل كلمة بإصرار، ثم نظرتْ ليداي اللتان أقبض بهما على ذراعها وأضافت:
-إوعي بقا سيبي ايدي عشان عندي مشوار.
أنت تقرأ
(لتطيب نفسي) الحكاية الرابعه من سلسلة روحي تعاني
Mystery / Thrillerجلست مكاني أحملق بالفراغ شاردة، فقد ساقت أمي تراب الأرض ليقنعني بهذا الحاتم! خالتي وعمتي وجدتي، وجيراني، وصديقتي، ووالدي وصديقه حتى أصبحت أسير في شارعنا فيوقفني صاحب البقالة بقوله: -إيه يا إيمان لسه محيره أمك ومش موافقه على العريس! يا بنتي دا دكتور...