(٧)

2.1K 123 8
                                    

#روحي_تعاني٤
#لتطيب_نفسي
(٧)
أطبقت يدي على فمي أكتم شهقتي وجحظت عيناي حين انتبه حاتم والتقطها، قال بضحك:
-نزلي السبت عشان تاخديها.

تحول عقلي لورقة بيضاء خالية من الأبجديه، وتسمرت مكاني أُطالع الأفق بشدوه، فكرر جملته مع إضافة إسمي، لم أحرك ساكنًا أيضًا، مما دفعه لقول:
-إيه يا إيمان إنتِ لسه نايمه ولا ايه!

ضحك فتلعثمت، ونطقت:
-آآ... أ... ثواني.

فعلت ما طلب، ووصلت الهدية ليدي مرة أخرى، فدخلت من الشرفة مهرولة إلي فراشي مباشرة، وقلبي يتواثب، بينما ظللت أقبض على الهدية بيدي المرتعشة، وأفكر فيما حدث، وأتسائا أكانت إشارة؟!

أخذ عقلي ينسج أحلامًا وردية مع حاتم تخيلت أننا بحفل زفافنا، وفي نهاية الحلم تظهر أسماء وهي ترشقني بنظراتٍ حادة وخلفها شروق تمرر يدها على عنقها في إشارة لذ*بحي ففتحت عيني وهززت رأسي بعنـ ـف لأطرد تلك الأفكار من جعبتي، رددتُ بهمس:
-يا خسارة يا حاتم عليك غُبار.
صلوا على خير الأنام♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
مرت أيام وليالي ساجيات، خلالها أقنعني عقلي ألا أفكر به مطلقًا وألا أتابعة خلسة أبدًا كي لا أُرهق روحي...

كنت أصادفه نهارًا في أيام تدريبي يدفع سيارة والدي قبل أن نركبها سويًا، فأغص بصري وطرفي عنه، ويظل هو يتحدث مع والدي وأخي الذي يرافقنا لمدرسته وأنا أتابع الطريق عبر النافذة بينما أُلقي سمعي لا إراديًا وأحفظ كل كلمة يتفوه بها حاتم، حتى نصل لوجهتنا فيوصيه والدي عليّ لكنني لا أعقب وأتجه للمستشفى بعدما أستأذن والدي وأُهمش حاتم ليقتنع أنه لا فائدة مني فيتركني وشأني، لكن متى سأقتنع أنا!

وفي هذا اليوم ركبنا السيارة ودار محركها مباشرة، لم تحتج للدفع ككل يوم...

وأثناء الطريق كان أبي مبتهجًا، فقال أخي بمرح:
-سوسو راضيه علينا النهارده ولا ايه! الحمد لله محتاجتش زق ربنا يهديها ويثبتها.

وبمجرد أن أنهى جملته ارتجت بنا السيارة عدة مرات ثم توقفت، قبل مدرسة أخي ببضعة أمتار، فضحكنا إلا أبي الذي تجهم وتنهد بحسرة وخاطب أخي:
-عينك حاميه...

ارتجل أخي من السيارة وركض نحو مدرسته بعدما شيعنا بقوله:
-في حفظ الله يا حبايبي... فيه ميكانيكي جنب المدرسه هبعتهولكم.

-طيب انزلوا انتوا خدوا تاكسي عشان متتأخروس على الشغل وأنا هتصرف.
قالها والدي وارتجلنا جميعًا من السيارة ودفعها والدي وحاتم حتى مكان الورشة، ورغم إصرار حاتم أن ينتظر مع والدي لكنه رفض قطعيًا، وركبنا سيارة أجرة حتى المستشفى في صمت تام...

كنت مضطربة أفكر كيف سأدفع أجرة السيارة أقبض على الأموال بيدي وأتخيل نفسي أدفع للسائق وكيف سيكون رد فعل حاتم! ونفذت دون تردد فأخذ حاتم المال من يدي وأعطاه للسائق فتعجبت فعلته! لم يعترض أبدًا...

(لتطيب نفسي) الحكاية الرابعه من سلسلة روحي تعانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن