٣٤ | المجنون الأيرلندي |

6.9K 900 843
                                    



يا للهول! يا للهول! ما الذي يفعله هنا؟ هل امتلك حبيبة ثرية من هذه الشقق الفاخرة حتى ينتقم مني؟

لا يمكنني الملاحظة بدقة من هذه المسافة، ولا أدري لو كانت سيارته فعلا أو تشبهها فقط، ولكن أحدهم نزل ومن ثم اتجه للجهة الأخرى يفتحها.. هل هي امرأة؟ سحقا هي امرأة!

لا، لا ليست امرأة.. هو يحمل شيئا بين يديه، رما إن تحرك رأسه للأعلى حتى انزلقت للأسفل مختبأةً وأتنفس بسرعة شديدة.

إنها الثالث والنصف صباحا وأنا هنا شبه واعية، تحت تأثير مواد مهلوسة وغير قادرة على النوم.. ما مدى احتمالية أن ما رأيته مجرد تخيلات يائسة؟ أخذت نفسا عميقا وتجاهلت قلبي الذي يكاد يقفز عبر حلقي للخارج ثم ألقيت نظرة للخارج أتأكد من أن تلك السيارة ذات نفس اللون!

يا إلهي! يا إلهي.. كيف؟ ركضت للداخل وبدأت بالدوران مثل الذبابة الطنانة الخضراء المزعجة..

ما الذي سأفعله؟ ما الذي سأفعله؟

نظرت نحو الباب مثل المجنون، وتلك الفكرة المبعثرة التي اقتحمت عقلي المجنون لم تكن بالشيء الذي قد أقترفه في صحوتي، لربما أقترفه؟ ولكن.. ولكن. تحركت نحو الباب وضغطت على زر إطفاء جهاز الإنذار، بعدها أدرت قفله بحذرٍ حتى لا يصدر صوتا عاليا يتسلل إلى غرفة آرثر المغلقة.

بعدها، أدرتُ مقبض الباب وفتحته بزاوية معتبرة، وقهقهت بجنونٍ أتخيل رد فعل ديلان عندما يجده مفتوحًا.. بكل تأكيد سيفزع، ويدخل ويتفقد. يا إلهي، هو سيبتلع الطعم ومن الجيد أن الإنارة الخافتة الليلة هذه لن تفضح شيئا وتترك الجو غامضا ومريباً.

لكن ماذا لو لم يكن ديلان؟ ماذا لو كان قاتلا متسلسلا يرتدي قناعا أبيضاً وسيحشرُ فأسا وسط رأسكِ ويتأكد من وجود مخ لضحية بهذا الغباء؟ صاحت هواجسي داخلي ولكني بررت لها بكل برودٍ: على الأقل سيخلصني من هذه الحياة لأنني مُفلسة، الموت بطريقة درامية تحرك الإعلام أفضل من الموت جوعا في زقاق مع الجرذان، آمور.

وقفت خلف الباب أضحك بهستيرية مكتومة، والدموع تملأ عيناي من كثرة الحماس أو لربما الخوف.. دقات قلبي تتصاعد للأعلى وعرقي ينزل ضد فستاني، متذكرة أنني لم أنزع أشيائي ولم أغسل مكياجي، لابد أنني أبدو مثل مهرجّ أفلام الرعب وسوف أصيب القاتل المتسلل بسكتة قلبية..

هل يُمكن أن يموت ديلو رُعبا لو رآني هكذا؟

اهتزاز الباب جعلني أشهق وابتلع تلك الشهقة داخلي مع صدور ضحكة متوترة خافتة مني.

عضيت شفتايّ لحظة مسك المقبض واندفاع الباب للأمام نحوي، وعندما حجب القليل من بصري أملت جسدي لليسار أُطل لأرى يدا تتسلل نحو قفل الإنارة وتضغط عليه وسرعان ما دخل أحدهم للداخل وعلى وجهه نظرة مستغربة ومركزة.

كاراميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن