الفَصل الثَاني: تدّفُق اعتِباطِي..

110 32 41
                                    


أذكر الله ♥

٠

١٩/٠٦/٢٠٢٣

مُلاحظة : الفصل يحتَوي على مقاطِع منقسمة بين الماضي و الحاضِر..

________________

في المقهَى المعتاد المُظلم و الكئيب ذا الديكور العاجِيّ الهاديء ، الموسيقى ذات الطابع الكلاسيكيّ المُبتذل ..

يُناظِر لها ذو البشرة الحِنطية صاحب الإبتسامة البريئَة ؛ سائلاً عن حالها أعرَب؛

" أخبِريني عنكِ..!"

نظرةً لا مُبالية رافقتها بإشعال سيجارتها البُنية ، مُهملة غير مُراعية لكونِها إمرأة بالِغة ثلاثينِية !

" أنا كَايت بلغتُ الثلاثين ، و أجالِس طِفلاً أخرقاً فضُولِي!.."

وقِحة ، جلوسها غير مُحترم ، مُبتذلة ، تدّعي البرُود و اللاإهتِمام ، لا تَليق بِشخصٍ مُهندّم و عِقلانِي كَديكابرِيو..

نظراته تشرح كُل شَيء ، يشعر بالتقزّز و النّدم على قبولِه بموعدٍ أعمى مُدبّر ، شتّان بينَ ما يُريد المَرء و ما يجِد ، بينَ ما يحلُم و ما يتحَقق..

كَان أول لِقاء بين الإثنَين و إن تقرّبت أكثَر من المشهَد كُنت ستتأكّد أنّه الأخير أيضاً ، لا تجانُس و لا إعجابٍ من الوهلةِ الأولى ، جُل ما ترسّخ ملامِح مُبتذلة من الصّهباء ..

" لو كُنت أعلّم ان الزمّان يفعَل بِي ما فعلتِ أنتِ و لازلتِ فاعِلة! ، لأرخيت حِبالي و تشبُثي ، ليجعلنني الزمان عِبرة لكُل من استنكَر الشُعور.!"

علَى الهاوِية يمشِي مُطأطَأ الرأس ، يتذكّر ملامِح إمرأة عشقَها لعقدٍ من الزّمن ، آنَ أوانِها أن تتغرّب ، أن تتمَلص من نَفسِيّ كئِيب ناكِراً الحُب لا الجَميل ، ناكِراً للملامِح و الشُعور..

أدلَج بخطواتٍ مُتباطِئة ، يُعدّ النُجوم ، يستشعِر ضوء القمر بشعورٍ يألفَه مَضى عليهِ ؛

-" كَانت أحد امنياتي أن نشرب الشاي سوياً."

يُعاد شعور و مواقف ، أمنيات لم تتحَقق ، تتكَرر نفس اللياليِ و النسائِم ، يخطر على قلبِه حنين شّاق لشخص افتَقده ، لِملامِح يُجاهد أن يتذكرها ..

‏-" لا شيء أسوء من أن يُعاد شعور قديم ، جاهدت طويلاً لتجاوزه.."

يُناظِر الدُجَى بعينين هزيلتينِ ، جسم مخذر و عقل لا ينفك عن التفكير ، يصارع من اجل خِلقةٍ واحدة منها..

يتمادى بالكذب ليُصدق فعلياً ان لا شيء يوجعُه ، لكنّه يُقاتل ، يُقاتل من اجل استرجاع ذرةٍ من المسّرة و اطياف ضحِك دونَ ملامِحها..

يمشي الإنسان نحو الخوف الى ان يتهالك ، نحو التفكير المُفرط ، سوء العاقبة ، يمشي بلا هوادة نحو كل شيء يجعله وحيد يبكي في الزاوية المظلمة من غرفته..

كَابغرَاس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن