الفصل التاسع عشر: العثور على إلينور

624 71 97
                                    

جوان

عندما وجدت النباتات المفترسة تحاصر القرية ظننت أنني لن أتمكن من دخول قريتي القديمة مجددًا، ولكن أنا الآن أسير وسط النباتات للدخول للقرية مع ليلى وبعض محاربين قطيعها الذين خرجوا من بطن النباتات  تلك النباتات التي كانت متحركة من قبل مشلولةالحركة الآن.

تمكنت ليلى من التحكم في النباتات لما كنت أفكر في الحصول على أداة حادة لتمزيق هذه النباتات وإخراج المحاربين من جوفها إذا بالنباتات على حين غرة يفتحون جوفهم ويلفذون بالمحاربين للخارج، كان محاربون قطيع ضي القمر مبخوتين فتم إنقاذهم سريعًا لم يتم هضمهم بداخل جوف النباتات بل الأمر لم يتعدى بعض الجروح السطحية على الجلد مع تمزق خفيف للملابس.


لأبد أن ليلى تمتلك جين ساحرة ربما أحد والديها كان ساحرًا والآخر مستذئب أو ربما أحد أجددها، من غير المتصور أن تكون هذه قدرات ذئب، عندما سألتها قالت أن ذئبها أسطوري كأسطورة الملوك السبعة ولكننا جميعًا نعلم أن الملوك السبعة قصص يحكيها الذئاب لأطفالهم.

- هل السحرة يتعلمون السحر أم يمتلكونه كموهبة؟
سألت موجهًا حديثي لليلى لترمقني بنظرة ساخرة وهي تقول:
-

أنت حقًا أمرك عجيب تُفضل التصديق بوجود السحرة عن التصديق بحقيقة الملوك السبعة..

تغاضيت عن إجابتها وسيرنا حتى وصلنا لأول منزل متهالك على حدود القرية ليسأل أحد المحاربين:
- هل علينا التفتيش داخل المنازل؟

أجبته على الفور:
- بالطبع قد نجد ما يفيد فلنتفرق داخل المنازل..
كان المحاربين يتجولون ببصرهم بيني وبين ليلى دون أن يتحرك أحد لدخول المنازل لأسأل:
- ما الأمر ..
لتقول ليلى وهى تثني ذراعيها أمامها:
- وما دخلك أنت بأي حق تلقي بالأوامر على قطيعي..
أجبتها في امتعاض:
- وهل لديقي اقتراح أفضل يا سيدة القطيع..

التفتت للمحاربين لتردف وهي تشير إلى أحد المنازل البعيدة:
- نصفكم سوف يدخل هذا المنزل أشعر بوجود شخصين بداخله وأنا سوف أتحرك مع الباقية لأخر القرية أعتقد أن هناك أشخاص أيضًا..

ثم التفت لي مجددًا وقالت:
- وأنت فلتعود لمنزلك..
أردفت وأنا أتحرك للمنزل الذي أشارت له:
- لعلكِ نسيتِ أنا أملك هذه القرية وهذا المنزل كان منزلي..

كنت اقترب من المنزل الذي قضيت أول خمسة عشر عام من حياتي به وأنا شارد في ذكريات أبي وأمي، المرأة التي تخلت عني وعن أبي من أجل شخص غريب، رغم غبضي منها وكرهي لها لكنني طالما أملت أن أجدها يومًا لأسئلها لماذا ألم أكن ابن بار لتتخلى عني، ألم يكن أبي الزوج المثالي لقد اغرقنا أبي بحنانه طوال حياته.

لكن أمالي بالعثور على أمي يومًا قد تحطمت عندما أخبرني نيلسون أن رجاله قد عثروا عليها بعد أن توفيت مع عشيقها وعائلته في حريق منزلهم ليجلب لي جسد متفحم وأقنعني نيلسون أنها لا تستحق الدفن بجوار أبي لأفوض له أمر دفنها بمقابر البشر، كان ذلك منذ سنوات كثيرة ولكنني عدت الآن إلى هذه الذكريات.

ما لبثت أن أخطو على أول درج من أدراج منزلي القديم حتي توقفت عندما وجدت رجل يخرج من باب المنزل وهو يحمل بيده وعاء على الأرجح فارغ نظر إلي الرجل بصدمة ثم تحدث بصوت متهدرج وملامح الصدمة مازالت على وجهه:
- أنت..أنت جوان..

سألته وأنا أكمل صعود الدرج:
- ومن أنت؟
صاح الرجل بغضب عندما وجدني أصعد إليه وهو يقول:
- أخرج من هنا هذا منزلي..
لأجيبه:
- لا أتذكر أنني قمت ببيع المنزل لك..
عاد الرجل فورًا إلى المنزل ثم قام بدفع الباب بقوة في محاولة لإغلاقه ولكنني سرعًا ما صددته بيدي اليمني، الرجل خلف الباب كان يمتلك رائحة البشر وكان عجوزًا مهما حاول دفع الباب بقوة لن يتمكن من التغلب على مستذئب فما بالك بألفا الذئاب، نظرت في عينه التي تطالعني من خلف الباب برعب ثم أردفت:
- أنت تعلم أنه لا داعي لكل هذا التصرفات..

فكرت أنه حتى لو لم يخبرني من هو فمؤكد ليلى سوف تعلم فهى علمت بالفعل أن هناك أشخاص بداخل هذا المنزل، ثم كيف عرفت ذلك هل هى ساحرة ماهرة إلى هذا الحد لقد قالت أن هناك شخصين داخل المنزل هذا يعني أن البشري ليس هنا وحده، قمت بدفع الباب بخفة ليسقط البشري خلفه على الأرض وينفتح الباب
لا أحتاج إلى استخدام الكثير من القوة مع هذا الضعيف دلفت إلى المنزل وأنا أحدثه:
- لا أشعر بالراحة تجاه تصرفاتك..

تجولت ببصري في جميع أركان الردهة أقتربت من إحدي جوانب الحائط حيث تلك الرسمة التي قمت بحفرها عندما كنت في العاشرة مازالت باقية كنت أنا في المنتصف ووالدي على يساري بينما أمي على يميني والكثير من القلوب تحيط بنا ذلك اليوم عندما اكتشفت أمي ما فعلته بالحائط لم توبخني بل نظرت لي بنظرة مليئة بالعاطفة والحنان.

وضعت يدي على عيني في محاولة لتجفيف دموعي قبل أن تظهر ثم التففت في اتجاه باب المنزل حيث كان البشري على وشك الفرار لكن المحاربين الذين دخلوا خلفي أوقفوه.

نظرت إلى باب إحدى الغرف وهو يُفتح من الداخل ثم تخرج منه إمرأة وهو تنظر إلي المحاربين الذين يمسكون بالبشري في تعجب ثم سألت البشري:
- فيروت من هؤلاء؟

ثم توقف بصرها على وجهي وهي تتأملني في حيرة لأبادلها التأمل لاحظت كم أنها تبدو جميلة رغم نحفها المبالغ فيه والذي يجعلها تبدو كشخص مصاب بإنعدام الشهية أو ربما نشاط الغدة الدرقية تشبه حتي مرضى السرطان في شحوب وجههم ثم نظرت إلى كاحلها حيث تقيدها سلسلة من الفضة مما يعني أنها مستذئبة حتى أن رائحتها تشبه المستذئبين على وجه الدقة هي تشبه إلينور ليس الرائحة فقط بل أيضًا الوجه تبدو كنسخة من إلينور لكن هذه النسخة مسنة نحيفة وشاحبة، قاطع تحديقنا في بعض البشري وهو يقول:
- هذا ابنك أرجوكِ توسطي لي لكي يعفو عني..

عندما سمعت الإمرأة ذلك أردفت بصوت مرتعش:
- جوان بني.. أنت لم تتغير كثيرًا مازلت طفل..

ثم ركضت في اتجاهي لكن السلسة التي تلتف حول كاحلها أعاقت حركتها لتسقط على الأرض بينما كان يفصل بيني وبينها نصف متر أمرت المحاربين بنبرة هادئة:
- الجميع للخارج..
لم يخرج أحد لأصيح بهم:
- فلتخرجوا حالًا وإلا قمت بتقطيعكم إلى إربًا..

ليفر الجميع للخارج وينغلق الباب خلفهم بينما أنا وقفت أحدق في الإمرأة التي أمامي ببرود أما هي فأردفت بينما تنظر لي بنظرة مليئة بالعاطفة والحنان:
- بني أقترب أريد أن أحتضنك..

عندما وجدّتني أقف في مكاني لا أتحرك سألتني:
- ما بك ألم تشتاق لي؟

ثم نظرت إلى باب المنزل وهي تسأل:
- وأين فابيو ألم يأتي معك؟

يتبع....

حرب الرفقاء (ليلى والذئب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن