تمهيد ..

338 17 4
                                    

فى أحد الأحياء الراقية في القاهرة ..
جلست ( بتول ) أمام زوجها ( معتز ) .. اليوم عيد جوازهما السابع ، تأملت المنزل الخالى من الأطفال و تنهدت بقلة حيلة .. كانت أعظم امنياتها أن تنجب ، و لكن لم يُقدر لها ذلك ابدا ، قالت ( بتول ) بهدوء و هى تضع كوب الشاى امام زوجها : اتفضل يا ( معتز ) ..
تناوله منها على مضض ، ثم قال لها : أنا مش هعمل كده .. انسي انى اطلقك ... صدقيني دي آخر حاجة ممكن افكر فيها .. و ..
قاطعته و قد انهمرت العبرات من عينها بلا توقف : انت كداب .. أنا بشوفك و انت بتلعب مع الأطفال ، انت بيبقى نفسك فى عيل ، بشوف كده فى عينك .. بشوف اللمعة و انت بتجري وراهم .. و تشيل ولاد صحابك شوية .. و تلعب مع ولاد قرايبك شوية .. أنا مبقتش قادرة على العيشة دي ..
قالت جملتها الأخيرة و هى تضرب على المنضدة بغضب ، رد الآخر عليها : و الله مش بيبقى قصدي يا ( بتول ) انتى عارفة أنا بحب الاطفال حتى من قبل ما نتجوز بس مش بيبقى قصدي انى ازعلك ..
ثم تحدث إليها برفق : احنا نعرف بعض من و احنا فى ابتدائى .. ده انتى حب العمر يا ( بتول ) ، ده انتى اغلى حاجة فى حياتي ...
لم يجيد ذلك نفعا معها ، بل اشعل رغبتها أكثر و هى تقول له : عشان كده عايزاك تطلقني .. أنا حاسة انى بظلمك .. انت مش مرتاح معايا يا ( معتز ) صح ؟
صمت و لم يدر بماذا يجيب .. قالت له و شهقاتها تعلو : أنا عشان بحبك هعمل كده .. انت تستاهل حد احسن منى بمليون مرة .. صدقني .. طلقني يا معتز .. لو بتحبني ..
نظر فى عينيه لدقيقة كاملة ثم قال و دموعه قد بدأت فى الظهور : قومي البسي عشان نروح للمأذون ..
نهضت .. و لكن و هى تشعر بأن ظهرها يحمل فوقه أطنان .. أطنان من الخيبة و قلة الحيلة و اليأس ..
____________________________________________

حَتى اَتَاهَا اليَقِينْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن