(15) ميلاد حب "ذات"

12 2 0
                                    


الحب يُشفي كل جرح عاصفٍ
فالجذرُ يحمل أثقلَ الأغصانِ
أغصاننا كم قطِّعت وتكسّرت
لكنها عادت بزهرٍ ثاني
فأنا وأنت كبلبلين تآلفا
وتحالفا في السعد والأحزانِ
أنا بيتُ قلبك في الفصول جميعها يا منزلي ووسادتي وأماني
***

في مساء ما عندما كانا في احد المطاعم الهادئة و أضواء الإنارة خافتة كنوع لتهدئة الأعصاب و شيئا من الرمانسية، كانا يتناولا وجبة العشاء، في لحظة صفا قالت له: ( لم أكن أفهم ماذا كان يحدث لي عندما خرج بي ابن عمي في ذلك الصباح اعتقدتُ أنه يلاعبني، حاول أن يختلي بي مرة اخرى ولكنني كنت ملتصقة بأمي و لم يكررها مرة اخرى. و لكن خالي استمر بفعلته حتى صرتُ أ
كره تلك اللعبة، عرفت عندما كبرت قليلا و ازداد وعيّ لم استطع أن أخبر احد، شعرت بالعار و الفضيحة، حملتُ ذلك الألم لوحدي، ولكنه لم يتوقف حتى اضطررت أن.. اضطررت أن...)
همس "أيمن" خافيا غضبه: ( أرجوكِ أكملي لا تتوقفي افرغي ما بداخلك سترتاحين)
أردفت "ذات" و دمعة على طرف عينها: ( في تلك الليلة جاء ليفعل فعلته، ولكنني أوقفته غرزتُ سكينا بين فخذيه.. كانت تلك آخر مرة اراه فيها هرب خارج البلد، أتراه سيعود لينتقم مني؟!! و إذا تزوج هل يستطيع الإنجاب؟!!! اشعر بأني مجرمة، أحس بالذنب يا "أيمن")
ضغط على يدها و قال وقد احمرت عيناه:( انتِ كنت صغيرة و تصرفتي بما اخبرك به عقلك آنذاك، و هو يستحق أكثر من ذلك وانتِ لستِ مخطئة هو الآثم و المجرم لا تفكري فيه و في حياته لقد فعل أعظم إثم بكِ انتِ الضحية ليس هو و سيلقى جزائه حتما اتمنى أن ألتقيه لا أعرف ماذا سأفعل به حتما سأقتله)
مسحت دمعتها و ابتسمت و قالت: ( لم أعهدُك عصبي هكذا!)
رد بملامح جدية: ( عصبي لإجلك لا عليك، كل ما يزعجك يزعجني)
حدقت في عينيه و قالت: ( لم أتوقع أن تفعل معي كل هذا، عندما هاتفتك قبل الخطوبة مهاجمةً لك كنت خائفة أن تفضح أمري، كنت أكره كل الرجال لم أتصور أنك هكذا)
قاطعها وفي عينيه لمعة : ( ماذا تعني بهكذا؟؟!)
اجابت: ( أقصد أنك.. أنك ستتصرف معي بهذه الطريقة)
ابتسم و قال ممازحا: ( أي طريقة تقصدين)
ردت بإستحياء: ( تعرف أنت لماذا ترغمني على الكلام)
مد يده لخدها و قال: ( لا تتهربين مني يا "ذات" فأنا احبك و أكن مشاعرا لك مثلك تماما، اعطي لقلبك فرصة امسحي عنه غبار السنين أخرجيه من عزلته فليس كل الرجال سواسية و كل ما حدث لك في الماضي لم يكن بيدك وليس ذنبك، اعطي لمستقبلك أملاً، و عيشي حياتك لا تشعري بالنقص انتي تستحقين أن يحبك احدا و تحبيه ليس في ذلك حرج)
اجابت: ( ليس الأمر بهذه السهولة و لكنني سأحاول من اجلك و من اجلي. نعم أنا لا أنكر انني احترمك و قد غيرت نظرتي للرجال و جعلتني أقوى و ساندتني و صبرت علي كيف سأرد معروفك هذا)
ضحك قائلا: ( معروف! أنا احبك يا ذكية أي معروف تقصدين ليس بيننا شكر أو احسان) و أضاف غامزاً لها (أما إذا كنتي مُصّرة على رد المعروف كما تقولين هاتفيني كل يوم وأنا في العمل و اسألي عني فأنا اشتاق لصوتك الخافت هذا، تعلمين انني اعود متأخراً هذه الأيام نسبة لضغط العمل)
استحت لكلماته و أومأت بالقبول.

لم أكن أحبك، لكنك أيقظت ما كان في صدري منذ سنين في سبات،
لكنك أنرت في روحي ما كان مظلما
و أحييت ما كان ميتا
و أخذت بيدي لطريقٍ اضعته.
لم أكن لأحبك بهذا القدر
و لكنك بنيت لي بيتا في صدرك
حيث انني لم أعد أجوب شوارع العزلة
بعد أن عرفتك أو أشتهيها.
لم أكن لأحبك، لكنك انت من احببتني فيك

***

ذاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن