شعور الكره سيء للغاية..لا يكتفي فقط بأكل روحك ، بل يحرقها تمامًا حتي تتحول لرماد تاركة خلفها الجفاء..
توترت الأجواء كثيرًا وعلت وتيرة تنفس "طارق" حتي اصبح كالثور الهائج ليغلق "جاسر" عينيه بإرهاق قائلاً:
"أنت بتعمل ايه هنا!"
رفع "طارق" حاجبه بإستنكار ونمت بسمة جانية علي شفتيه ليردف
"هاخد إذنك عشان أدخل بيتي؟ ، في الأساس أنت اللي بتعمل ايه هنا! أنت مش كنت مشيت وخلصنا منك ، راجع تاني ليه ها!! لسه هتاخد إيه تاني مني.."
إنتهي "جاسر" من تضميد جرحه ، ليرفع بعد ذلك أصبعه أمام فمه قائلاً بضيق وتعب ظاهر بوضوح علي وجهه:
"طارق وطي صوتك عشان أمي متصحاش وتلاقينا بنتخانق ، روح شوفلك حد بات عنده النهاردة وحل عني عشان مش ناقصك"
قال ثم مشي بخطوات ثقيلة نحو الفراش يلتقط سترته يرتديها لكن "طارق" أمسك يده بعنف مانعًا أياه من ان يخطو خطوة أخري قائلاً بغضب وصوت جهوري:
"لا مش ماشي ، ومش موطي صوتي ووريني هتعمل ايه!"
ضغط "جاسر" علي أسنانه حتي كادت تنكسر يحاول منع نفسه من تهشيم وجه ذاك الذي لا يوفر فرصه لإثارة إستفزازه ، نفض "جاسر" يده من بين يدين "طارق" ثم لكمه في وجهه بعنف حتي سالت الدماء من فمه وسقط أرضًا من شدة الضربة لينحني "جاسر" مشيرًا بإصبعه أمام وجهه قائلاً بتهديد:
"إياك ثم إياك تعلي صوتك عليا تاني ، المرة دي هكتفي بالضربة دي ، بس المرة الجاية اللي هتتحداني فيها مش هسيب فيك عضمه سليمة"
أنهي حديثه ثم إرتدي سترته وأخذ معطفه ومفاتيح سيارته والهاتف من علي الطاولة ليقرر الرحيل عن المنزل كله..
لقد كان صوت شجارهما مرتفع لكنه لم يظن أنه قد يصل لسكان الطابع العلوي ، بل والسفلي أيضًا ، فتح باب الغرفة ليجد والديه يقفان أمام باب الغرفة ووالدته منهارة من البكاء ووالده ينظر له بخيبة أمل كبيرة ، ليخفض رأسه ويتخطاهما ليجد كذلك أمام باب الشقة حافل بالتجمعات..
نظر لهم "جاسر" بغضب ثم أردف:
"في حاجة أنتوا كمان!"
لم يجب أحدهم ليومئ لهم بمعني أحسنتم ويرحل بعد ذلك ، تقدم "ادهم" أولاً للداخل وتبعه الأخرون حتي دخلوا غرفة "طارق" بصمت لكن "ادهم" توقف يحدث والديه قائلاً:
"متقلقوش من حاجة أحنا هنعقل طارق ومش هنسمح باللي حصل ده يتكرر تاني."
بكت والدة "طارق" بقهر ثم أردفت:
"هتعرف تخليهم يحبوا بعض تاني يا ادهم؟ هتعرف تزيح الكره اللي بينهم؟ مش هتعرف وهما مش راجعين ألا لما يحرقوا قلبي علي واحد فيهم.."