ما بين الثرى

«جارة فاتنة»

༺2༻

(هيليوس/ Ἥλιος)
نلت قسطاً من النوم ونهضت مجدداً لتكرار يومى المعتاد، شربت قهوتى ارتديت ملابس بسيطة بنطال قماشى اسود ليس بواسع ولكنه ليس ضيقاً أيضا فوقه قميص باللون البيج وفوقه معطفى الأبيض
خرجت من منزلى لأرى جارتى التى لم تكن سوى تلك المرأة من البارحة خارجة من الباب برفقتها معطف أبيض هى الأخرى
- صباح الخير
التفتت إلى بملامح نائمة
- صباح النور
- لم لست متفاجئة مثلى؟
- رأيتك تصعد البارحة
- هكذا إذن..
نزلنا معاً بدون كلمة إضافية، وجدت هى سيارتها معطلة
- فى أى مشفى أنت؟
- مشفى'فريدين' تريدين توصيلة؟
- أجل رجاءاً
صعدنا معاً  متجهين نحو المشفى بينما اتصلت هى بشركة ما لسحب سيارتها

بعد نزولنا من السيارة اتجه كل منا إلى قسمه الخاص
'إنها فى قسم جراحة المخ الأعصاب'

(سينثيا/KYNTHIA)

أستيقظ اليوم مجدداً بعد أن حفظت ثنايا المشفى لأستعد للذهاب مجدداً
عند خروجى قابلت الرجل الفضولى ولكنه على غرار ما رأيته منه لم يكن فضوليا بشأنى اليوم ألقى بنظره إلى معطفى الذى حاوطته بيدى اليسرى وأعاد النظر إلى طريق الخروج مجدداً
لم يبدو بخير اليوم وكأنه كان فى مارثون طوال الليل
مشينا معاً بكلمات قليلة مقتضبة خلت من الفضول..

علمت أن يومى لن يكون هادئاً هكذا فقد وجدت سيارتى معطلة الآن فاضطررت للركوب معه إلى المشفى التى صادف أن تكون نفس المشفى التى أعمل بها
جالسان والصمت ثالثنا دون أن ننظر لبعضنا حتى

ألقيت عينياى عليه وجدته ذاهباً إلى قسم جراحة القلب والأوعية الدموية 

دخلت إلى مكتبى واضعة معطفى الأبيض على أكتاف كرسي  بينما أنظر إلى أبحاث وبضع فيديوهات لجراحة استئصال ورم من الشق الأيمن من المخ
لم أكد أفتح أبحاثى وإذا بممرضة طلب طبيب إلى غرفة العمليات فاضطررت إلى الذهاب على وجه السرعة
وجدت هناك الرجل الفضولى الذى لم أكد أتركه منذ الصباح
ألبستنى نتاليا وممرضة أخرى ثيابى وذهبت لرؤية ما أستطيع فعله هنا..

(هيليوس/ Ἥλιος)
لم أكد أنظر إلى أبحاثى حتى أتى نداء لغرفة العمليات اليوم مجدداً
عملية مرهقة بحق.. المريض يعانى نزيفاً فى المخ بينما دخلت شظيات الزجاج إلى الأوعية الدموية مارة بالأذين الأيمن لتصبح حالة مستعصية
وبالطبع احتجنا إلى بروفيسور للمساعدة

أشرت للممرضة باستدعاء برفيسور من قسم المخ لتسرع هى إلى الهاتف
- مرحبا هنا الممرضة نتاليا نحتاج لطبيب جراح فى غرفة العمليات رقم 9 على وجه السرعة المريض يعانى من نزيف بالمخ بالإضافة إلى صدمة ف الأذين الأيمن
لم تمر بضع دقائق حتى دخلت جارتى التى لم أتركها سوى منذ دقائق معدودة
عمل كل منا فى جزئه الخاص بينما يتابع طبيب أخر مؤشراته الحيوية للتأكد من عدم وجود علة أخرى..
أنهيت أنا جزئى لأرى جارتى قد أخرجت أوراماً صغيرةً لم يلحظها أحد فى الأشعة بينما نظرت إلى أخر ورم والذى كان شديد القرب للذاكرة فأبت استئصاله دون إذن المريض
على أية حال تم إغلاق كلا الجرحين بسلاسة وها نحن ذا أنا وهى جالسان لمتابعة حالة المريض بعدما أنهينا العملية.