عش يوماً بلا هم تعش يوماً خالداً.
{...... بسم الله.....}
_ابنتي علياء، لماذا تقفين امام الباب هكذا؟
كانت هذه مباركة التي قالت باستغراب من وقوف علياء مستندة على جدار البيت وهي تحني رأسها ناظرة للهاتف.
تنفست علياء الصعداء ما ان رأتها وقالت محركة يديه بتهوين:
_لاشيء ! فقط نسيت المفاتيح في غرفتي.واضافت مبتسمة بتماسك:
_لي اكثر من ساعة وانا اطرق ولا احد يرد !جذبت مباركة المفتاح من الحقيبة وسألت وهي تدخله في قفل الباب :
_الم يفتح لك ابراهيم؟ونادت بصوت عال وهي تدخل و وراءها علياء العبوسة الوجه:
_إبراهيييم !رفعت علياء وجهها ناظرة له بتحفز وعكس ما توقع فقد كان واقفا بالقرب من بيتها يلاعب القطة التي وضعها في المكان الفارغ ما بين الحائط و السقف حيث تضع مباركة بعض مواد التنظيف.
ازاح ابراهيم سماعات الاذن التي كان يضعها وقال بمرح وهو يحتضن القطة المرعوبة من السقوط من ذلك الارتفاع:
_يا مرحب بلالة داري !وضعت مباركة الكيس المليء بالخضراوات التي اقتنها من السويقة في المطبخ وقالت بصوت مستنكر:
_البنت تدق الباب من الصباح، الم تسمعها يا ابراهيم؟_كنت اضع سماعات الهاتف !
اجاب ابراهيم بكل برود وهو يرمي القطة عاليا ثم يتقطتها مجددا وكأنه يلاعب طفلا رضيع،رمقته علياء بنظرتها المغتاظة وسألت بتهور:
_فعلتها عمدا صحيح؟التفت ابراهيم ناظرا لها بحاحب مرفوع ساخر وسأل ضاحكا:
_وهل انا طفل مثلك؟_فعلتها لانني خرجت رغم اعتراضك
انا اعرف هذا.نظر لها ابراهيم مرددا كلماتها باستهحان:
_اعترض ! وهل انا والدك لاعترض ! مهمتي هي نقل توصيات امك لك واخبارها باي تجاوز لهذه التوصيات وقد اتصلت بها واخبرتها بخروجك اليوم وسواء عاقبتك او لا فهذا شأنها وحدها.شدت علياء على اسنانها بغيظ من نبرته الهادئة تلك التي تثير فيها الاستفزاز والحنق كلما سمعتها منه وقالت بامتعاض:
_هل وكلتك أمي حارسا شخصيا علي؟_ليس الى هذه الدرجة.
شعرت علياء بالرغبة بضربه تتجد داخل نفسها، كانت بالعادة ما ان يغضبها اي شيء حتى لو كان جمادا تضربه وترميه بعنف كحال الاطفال عندما يغضبون، لكنها لن تستطيع فعل هذا به، وفكرت بحقد في شيء ما يمكنها فعله لتضايقه وتنرفزه كما يفعل معها دائما
ما هو اكثر ما يحبه؟
وفي لحظة تذكرت نهيلة التي اخبرتها ذلك اليوم انه حريص جدا على ثيابه ولايسمح لاحد بلمسها غير والدته،
فالقت نظرة مختلسة حولها و وجدت بالفعل صف من الثياب الرجالية المعلقة في السلك المؤدي للحمام، كانت الثياب نظيفة وشبه جافة وهنا ركزت عينها على الهدف وتظاهرت بالتوجه بكل سلام وامان الى الحمام وبحركة خفية امسكت باثنين من الثياب المنشورة وتظاهرت بالسقوط على عتبة الحمام، لكن في اخر لحظة وقبل ان ترمى على الارض بالفعل وجدت يدين تمسكها وتوقفها بحزم لكن الملابس كانت قد وقعت وتبللت بالمياء المتسخة..
أنت تقرأ
مِنْ هَوَاگَ لاَ مَفَرْ
Romanceرغم انه فتح باب بيته لها ولأمها، وسترهما من الشارع الا انها ظلت تنظر بازدراء لهم ولبيتهم وأكلهم وعاداتهم وتقارن كل هذا بفخامة ورقي ما تعيشه بفيلا والدها الفخمة ! كانت في عيني ابراهيم مثال للفتاة الثرية مدللة والدها والقنبلة الذرية الجالبة للمشاكل و...