شكوك

22 2 1
                                    

جمدت تلك الكلمات الدماء في في عروقنا، وكان أول شيء تذكرته في تلك اللحظة، كلمته عندما قال بالأمس "أنا التالي"، نزلنا جميعنا للبهو وقد أكل الرعب أرواحنا، كان كل أحد فينا يرمق الآخر بملامح الشك، صرخت السيدة كارين:" ماذا يعني هذا ؟ ألم تقولوا أن آندي هو القاتل؟ لماذا هو مقتول الآن؟ لماذا؟ وماذا يعني هذا؟ هل ننتظر دورنا الآن؟ " تلونت وجوه الجميع بألوان غامقة فما قالته السيدة كارين هو الشيء الذي كنا نخشاه، قالت أمي:" ربما هي عملية إنتحار، ربما ربما بعد أن أحس بالذنب إنتحر، أقصد أقصد أليس هو مجنونًا من الأساس، هذا ما سيفعله شخص مجنون على الأغلب، أليس كذلك أليس كذلك هارفي " كانت ملامح السيد هارفي توضح أنَّ الأمر ليس كذلك، ثم قال زيك:" أولًا آندي كان مربوطًا في كريسيه طوال الليل وكانت يداه مربوطتين خلفه، لكن السكين كان مغروزًا في رقبته، إنه لمن المستحيل أن يكون قد انتحر"، بدت ملامح اليأس والخوف ظاهرة على الجميع، ثم أكمل:" إنَّ وقت الوفاة تقريبًا في حدود الساعة الثالثة صباحًا، أي في الوقت الذي كنا فيه نائمين جميعًا -ماعدى القاتل- ..... كذلك إنَّ الشخص الذي كان يحتفظ بالمفتاح هو ..." ،"أخبرتكم" قاطعه فورد، "إن عائلة بولان كانت تحتفظ بالمفتاح كما أنهم قد أغلقوا شقتهم بالمفتاح هذا يعني أنه لا أحد من الممكن أن يكون قد اقتحم الشقة وسرق المفتاح، لقد اتضح القاتل، إنكِ يا سيدة بولان تمتلكين دافعًا للقتل فأنت تكرهين الجميع هنا، وكذلك لقد كنت بالأمس تحاولين لفت الأنظار عنك عن طريق رمي الشكوك علي "

بدت على السيدة والسيد بولان ملامح الدهشة والرعب ولكونهما متفاجئين لم يستطيعا أن ينطقا بأي كلمة

حاول زيك الدفاع عنهما قائلًا :" من المستحيل أن يقوم السيد والسيدة بولان بعمل كهذا، على الأغلب هناك شيء ما "

"وماهو هذا الشيء؟" قال أوليفر، أيّده غريك ثم قال:" مَن مِن الممكن أن يدخل منزل عائلة بولان رغم كون الباب مفتوحًا، هل هو شخص غيرهما يملك مفتاح الشقة" التفت غريك للزوجان بولان ثم أكمل:" هل يملك أحدٌ غيركما مفتاح منزلكما ؟" ، أومأ الزوجان بالرفض ثم سأل " هل لكل واحد منكما نسخة " هزا رأسهما أي نعم ، " حسنًا إذا هل تأكدتما من وجود كلتا النسختين "، لمعت عينا السيد بولان ثم قال :" لا لم نرى نسخة فانيسا -السيدة بولان- اليوم، إنها موضوعة في مكانها المعتاد عند المدخل، إن لم تكن قد سرقت "

إتجه غريك وفورد والسيد بولان لشقة هذا الأخير للتأكد من وجود المفاتيح، كان السيد بولان يبتسم إبتسامة أمل ولكن الصدمة التي حلت بهم عندما وجدوا نسختي المفتاح داخل البيت، بددت إبتسامته .

بقينا كلنا في حالة من التعجب فاحتمال أن يكون السيد والسيدة بولان هما القاتلان هو احتمال ضئيل جدًا لكن كل الأدلة تشير إليهما وفجأء فكرت بشيء أردت أن أنطق به لكنني ترددت خوفًا من أن أكون قد أخطأت فيكسر هذا من خاطر عائلة بولان ويزعزع ثقتهم بي، إنتظرت حتى الوقت المناسب ودعوت السيد هارفي لاكلمه على انفراد :" سيد هارفي ماذا لو كان السيد والسيدة بولان في الحقيقة مساعدين فقط للقاتل الحقيقي، أو ربما أحدهما قام بالتعاون مع القاتل، لا أدري ربما لدافع مشترك أو بسبب المال" بدا السيد هارفي مقتنعًا بكلامي ثم قال:" منطقي، لكنني لا أزال أستبعدهما، لا أدري لدي إحساس أنهما ليسا القاتلين، على كل حال علينا إستجواب الجميع بخصوص القضية الأولى والحالية "

سفاح عمارة 501حيث تعيش القصص. اكتشف الآن