فصل 5- بعيدا معك... -...AWAY with You

45 4 10
                                    

اِلتفتوا جميعا إلى صراخ يامن و هو يسقط من أعلى الجبل و لكنه اِستطاع التمسك بصخرة ناتئة خدشت بها يديه و لكنه اِستطاع التشبث بها بإحكام . تنفس أصحابه الصعداء .. 

شرع يامن في اِستخدام الحبال الإحتياطية و أثناء ذلك كاد يفقد الزهرة من يده  فأمسكها بأعجوبة و وضعها في جيب قميصه الأيسر قرب قلبه،... 

اِلتفت شادي خلفه و لم يجد سامر.

و في ذلك الحين كان هناك شخص يحاول الوصول لقاطف الزهرة و هو يركض بشراسة ملاحقا الزمن و يسمع نبضات قلبه من خلال تلك الزهرة البنفسجية المقطوفة التي زرعها منذ عديد السنين.. و آتت ثمرتها أخيرا هذا الحين، بحيث لا يمكن وصف سعادته و لهفته الجامحة لاِلتهام قلب الفارس.. النادر، المفعم بالنور و الشباب و طاقة الحياة المتجددة التي تمد التنين بالقوة و السحر...

لحسن حظ يامن كان التسلق من هواياته المفضلة لذلك كان يعرف ما يفعل. فبعد أن أوثق أحزمة الحبل حول خصره و فخذيه، و ثبت العقاف في الصخرة بإحكام ثم أمسك بالمكبح الذي يتحكم بالحبل و تركه ينزلق به فهوى إلى الأسفل بضعة أمتار.. 

توقف قليلا واضعا قدماه على الجبل ، ليعيد الكرة لينزل شيئا فشيئا..، و في قمة ذلك الجبل ، و تحديدا من مكان قلع الزهرة تسلل ضباب أسود بشكل اِلتوائي بطيء و مريب كهيئة الثعبان و بدأ يتفشى على سفح الجبل و يزداد و ينزل تحت القمة إلى حيث يامن الذي كان بصدد النزول  بواسطة الحبل و كان الضباب يفيض فيضانا و يامن لا يدري بعد ما يحدث فوقه حتى أشعرته غريزته بشيء ما فنظر للأعلى فوجد الضباب الأسود يغطي السماء من فوقه و قمة الجبل اُغشيت في سواد دوامته الرهيبة...

...، ذهل يامن مما يرى و شحب لونه مع صوت بداخله ينبؤه أنه قد وقع في فخ، هذا الضباب لا يعجبه، إنه ينتشر في كل الإتجاهات .. و نزولا للأسفل، و كأنه يبحث عن شيء..إنه يتفشى كالوباء !

و بينما هو يحدق برعب، حتى ناداه من تحته منادي.. : "يااااامـــن...."..

فنظر يامن إلى الأسفل فوجد سامر يقف على الجبل بواسطة الحبل المعلق بخصره بإحكام و هو يمسك ببقية الحبل في يده ، و هو يقول له :

- يامن، اِقفز!

و كيف يمكن أن يقفز!، يجب أن ينزل بسلاسة، 

هذه ليست شجرة . الأمر ليس كما كان يتسلق شجرة و يعلق عن النزول عنها و هو صغير..،

هذا جبل !!! 

- ماذا؟؟، هتف يامن مناديا بحيرة..

- سأمسكك، قال سامر مناديا و كانت وضعيته على كامل الإستعداد لإمساكه و لا يحتاج لذراعيه لاستخدامهما للتمسك بالحبل .

- هيا اِقفز!!، حث سامر مرة أخرى...

عصر يامن حبله بشدة بينما يقاوم التردد، فهو سيتخلى عن هذا الحبل المعلق بإحكام ليطير في الهواء،

بزوغ الفجر الرومنسي‖Romantic Breaking-Dawnحيث تعيش القصص. اكتشف الآن