6 : || المتجر المهجور. ||

977 102 91
                                    

.:: الفصل السادس ::.

المتجر المهجور 🌃

..
..

وصل تداسي إلى حيث المبنى ... و حالما رآه عن قرب شعر بالخوف الشديد و قرر التراجع و العودة لمنزله ... لكن فضوله الشديد نحو ذلك المبنى منعه من العودة إلى منزله ... فقال في نفسه مشجعا : لقد قطعت كل هذه المسافة لأرى ما بداخل المبنى و لن أتراجع عن ذلك !!

أخذ نفسا عميقا ليستجمع به قوته ثم دخل المحل و قال بصوت عالٍ و نتردد قليلا : المعذرة ... هل من أحد بالداخل ؟!

عم الهدوء في الأرجاء و لم يسمع سوى صدى صوته الذي أخذ يجيبه عن سؤاله ... فضحك بخفة و قال بسخرية : ما هذه الحماقة بالتأكيد لا يوجد أحد بداخل متجر مهجور كهذا !! ... علي العودة لمنزلي فحسب فهذا أفضل حل !

ثم أخذ ينقل بصره لأرجاء المتجر ليجده متسخا تماما و غير منظم ... و قد بدى عليه أنه كان متجرا لبيع الفخار و التحف ... و بينما كان يحدق بالمتجر من الداخل بدأ يسمع أصوات خطوات لأقدام تسير داخل المتجر ... و كأنها أصوات صعود الأقدام للسلم.

تجمد تداسي مكانه من الخوف و قد قرر العودة لمنزله حالا ... و قبل ذهابه سمع صوت فتح الباب من إحدى الجهات ببطئ.

التفت بسرعة نحو مصدر الصوت ليجد أمامه رجل كبير في السن يمسك في يده عصا خشبية تساعده على السير و قد بدى رث المظهر كما هو حال ذلك المتجر ... فقال الرجل المسن لتداسي بجدية : ما الذي تريده يا بني ؟!

ظن تداسي في بادئ الأمر أن ذلك الرجل شبح أو طيف ... إلا أنه أبعد تلك الأفكار عن رأسه فما تلك الأشياء إلا خرافات اخترعها الإنسان و لا أساس لها من الصحة كما يعتقد دائما ... ثم قال له بتردد و خوف : لا شيء يا سيدي ... آسف على الإزعاج !!

بينما قال الرجل المسن له : تود معرفة ما قد يبيعه متجر مهجور كهذا ... أ ليس كذلك ؟

أجابه تداسي باستغراب : أ هذا المتجر المهجور ... يبيع السلع ؟!

أومأ الرجل برأسه إيجابا فيما قال تداسي بفضول : أريد رؤية ما يباع هنا !!

نظر الرجل إليه باستغراب و دهشة فقد ظن أنه سيهرب مسرعا عندما يخبره عن أمر كهذا ... ارتخت ملامحه ليبتسم بلطف و قال بصوته الذي يدل على كبر سنه : لا بأس ... إذا أردت معرفة ما يوجد داخل المتجر ... فاتبعني.

تردد تداسي في قبول عرضه ... فكيف له أن يثق بشخص مريب كهذا ... خصيصا و أنه فتى ثري و كثير من الناس يستغلون كونه كذلك باختطافه و طلب المال من والديه.

رواية || تحدي الصعاب VIP حيث تعيش القصص. اكتشف الآن