فصل 24- المغادرة - Departure

17 2 5
                                    

.... وقف عند بابه .. حائرا.. لا يعلم كيف أحضرته قدماه إلى هنا لقد كان فقط يفكر به، و لا متى و كيف طرق الباب، ماذا سيقول الآن؟ 

عقله فارغ . و لكن قلبه يفيض بنبضات تصرخ باِسمه بلا نهاية.. و بينما يتنفس بصوت هش كأنه سيغمى عليه من ركض قلبه فجأة و أسرع مما توقع فتح سامر الباب و اندهش من وجود يامن..

رفع  يامن عينيه بفتور كأنه سيغمى عليه، نحو العينين العسليتين اللتين تذيبان قلبه ببريقهما الدافئ. و دهشة سامر و صمته و شروده في تأمل حالته .. و فكر يامن متأملا وسامته بذهول:

"ليتك لي."

و بينما كان يامن يتنفس بشدة و ارتجاف و كأنه كان يركض. فجأة ما كان من يامن إلا أن يرتمي على صدر سامر مستسلما لرغبة قلبه. مغمدا نبض قلبه في حضنه.

فما كان من سامر إلا أن يلف صندوق قلبه بين يديه فورا و بدفء و احتواء حتى ارتفعت قدما يامن الحافيتن عن الأرض .. بعيدا عن أعين الجميع . بمفردهما .. بعد أن تباعدا بسبب وجود الآخرين لمدة قصيرة لكنها طويلة على قلب كل منهما فبدت كأنها سنوات .

تراجع سامر بخطواته للوراء و هو يعانق خصر يامن المتعلق بعنقه حتى أغلق الباب عن الممر المضاء بمصابيح دافئة الألوان،.. و في الداخل كان لايزال يلفه بشكل قوي و غارق تماما بأنفه في شم رائحة شعره الغنية بعطر الفانيلا. لم  يكن يدرك أنه  صار لديه بالفعل إدمانا على لمس و اِحتضان هذه الكرة الصغيرة اللطيفة ، غمّده مليا في صدره بحب و تملك كما كان يفعل له في قمة التل ، كما لو أنهما هناك الآن في كوكب بعيد ليس فيه غيرهما.. 

وأخذ منه نفسا عميقا منعشا روحه.. ثم فتح عينيه .

حيث انتهى الحلم الرومنسي الجميل برؤية أنهما في القصر الآن و في غرفته. و لا يزال هناك بشر في هذا الكوكب.

فأنزله برفق تدريجيا . و ترك خصره بينما ينظر يامن لتعاليم وجهه بريب فقد بدا و كأنه يتحاشى النظر إليه، ثم يفكر في شيء ما.


- ما الأمر ؟ تساءل يامن بغرابة برأس مائل .

كان لا يزال يشعر بقوة بضغط ذراعي سامر حول خصره الذي تركه قبل أن يشبعه و يطفئ لوعة شوقه.

لكن  سامر أدخل أصابعه في شعره مدحرجا عينيه في القاعة و من ثم دحرج عينيه بعيدا عن عيني يامن الذي شعر أن سامر متوتر بالفعل .

- لا شيء. أنا كما ترى، أقوم بترتيب غرفتي. 

فاستغرب يامن من جوابه و نظر إلى الغرفة حيث شاهد حقيبة يبدو أنه كان يوظب فيها بعض الأمتعة فأردف سامر بعد أن لمح معاني نظرات صغيره : 

- أنا ذاهب في مهمة كما تعلم .

- مم... ألم يجده غيرك يرسله ؟ أنا متوتر .. أمسك يامن بيد سامر قائلا و هو يشبك أصابعهما بينما لا يزال سامر قليل التجاوب فقال يامن مردفا بتساؤل :

بزوغ الفجر الرومنسي‖Romantic Breaking-Dawnحيث تعيش القصص. اكتشف الآن