أَولُ إندِفَاعٍ حَارِق

76 3 45
                                    

"الحَياةُ عَادِلَه"
تِلكَ أَولُ أُسطورَه يَتنَاقلهَا الأجٰدَاد لِلأحفَاد
مُروراً بالآبَاء
يَقُولُونَ أنَها تَأخُذ بِقَدرِ مَا تُعطي
حِينَ تَمنحُكَ السَعادَه، إستَعِدَ لمُواجهَة
العَاصِفَه.
حِينَما تَكُون بِعَين العَاصِفَه
لا تَحزَن
لأنَك وَقتَها تَستَعِد لِفَرحَه عَارِمَه.
.....

الخَامِس عَشر مِن يَناير
لِلعَام الثَالِث و العِشرينَ بَعد الألفَين

يَجلِس بِرُواقِ المَشفىٰ عَلي مقَاعِد الإنتِظار
يَضَع رَأسَه حَالِك السَواد بَين يَداه
تُنَاظِر عَينَاه السَوداءُ حِذَائَه بِشرُود و قَلق
يَعُج رَأسَه بِتِلكَ الفِكرَه
" عَدالَة الكَون."
هَل مَا يَمرُ بِه الأنَ هُو حَقاً العَدل!
هَل سَيحصُل عَلي سعَادتِه!

سَحبتهُ أفكَارِه لِبدَاية كُل شَئ
لليَومِ الأَول لِما هُو بِه الآن
لمَعت عَيناه و ردَد ثَغرُه جُملَه وَاحِدَه:
عِندَما إلتَقينَا لِأَولِ مَرةٍ لَم أعتَقِد أَن تَؤوُل الأُمور لِهَذا المُنحَنىٰ.

و تَذكرَ مِن أَينَ بَدأ الأَمر
بَدأ بِـ" بْخَاخِ فُلفُلٍ."

Flashback

العَام الوَاحِد و العِشرون بَعد الألفَين
الثَامِن مِن يَنايِر
الثَانِيه بَعد مُنتَصفِ اللَيلِ
تَركُض بِسُرعَه و الدُموع تُغلِف عَينَاها
تَحمِل فِي يَديهَا مَضرَب بِيسبُول
دَخلَت زُقاق صَغير
و إتَكأت عَلي الحَائِط تَتنَفس بِسرعه
و شَهقاتِها تَعلُو
مَرت دَقائِق و هِي عَلي نَفسِ الحَال
و فَجأَه قَفزَ أحَدهُم مِن فَوق السُور بِجَانِبها
يَرتَدي بِيجَامةَ نَوم رَمادِيه
و يَحمِل قِط أبيَض
إقتَربَ مِنهَا بِبُطأ يَسألُها بِصَوتٍ عَميق
" هَل أَنتِ بِخَير أنسَتي؟"

فَزعَت هِي و أخرَجت بَخاخُ فُلفُل مِن جَيب
سُترَتِها و قَامت بِرَشِه عَلي عَينَاه
و صَاحت بِعلوِ صَوتِهَا
"إبتَعِد عَني أيُها المُتحرِش اللَعين!"

صَرخَ الرَجُل و شَعر بِحُرقَه شَدِيدَه بِعَينَاه
فأسقَط القِط و رَاح يَفرُكهُمَا
مُرَدِداً" هَل أَنتِ مَجنونَه!، لَقد كُنت أحُاول المُسَاعده."

هَدأ الرَجُل و هِي مَازالت بِمكَانِها
تَحمِل المِضرَب مُتأهِبَه لِأي مُبَاغتَه مِنه
نَظر لَها بِهدُوءٍ
ثُم إتَجهَ لِقطِه الَذي إختَفي خَلف حَاويَة قُمَامَه
حَملَه و إلتَفتَ لَها
مُتَمتِماً تَحت أنَفاسِه و هو يَشتاطُ غَيظاً:
" أنَا الأحمَق لِرَغبَتي بِمُسَاعدتِهَا."
ثُم إلتَفتَ و كَان عَلي وَشكِ الذَهاب
حِينَما إستَمع لِصَافِرَة شُرطَه و أحَدهُم يَصرُخ بِهم
أن يَتوقَفوا مَكانَهُم
إلتَفت بِغرَابه و نَاظرَها ثم نَاظرَ الشُرطِي
حَتي وَجدَها تَلعَن بِصَوتٍ عَالٍ
و تَتجِه نَحوه
تَسحَبُه مِن يَده و تَركُض بِسُرعَه
دُون أيي رَدٍ مِنهَا عَن أسئِلَتِه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 27, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بخاخ فلفلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن