وقف الجميع في صمت بعد تلك الجملة التي قالتها ديما ولكن كان سبب الصمت هو الصفعة التي تلقاها ميلارد والتي كان مصدومًا منها هو ودانيا ، ففجأة عادت ديما إلى الصفع من جديد بعد أن كانت اعتزلته! ثم أن ميلارد لم يعد كما كان من قبل الفتى الضعيف التائه المجنون ، وقبل أن يفتح ميلارد فمه تحدثت ديما من جديد ولكن كان صوتها غير عالٍ هذه المرة وهي تتكلم بسرعةٍ قائلة: المقارنات والمزيد منها هذا فقط ما أتلقاه من الجميع ، أنتَ تعلم أن تلك الفتاة دائمًا ما تتسبب بالمصائب لي ومع ذلك اخترت أن تُصاحبها وأن تقارنني بها بل وتغضب من الجميع من أجلها بينما كنت في الصباح ودودًا لطيفًا ، هل لديك انفصام اخبرني؟
ثم التفتت إلى دانيا وهي تصرخ قائلة: هل لديه انفصام يا دانيا؟ هل أنا أتعامل مع أكثر من شخصٍ في جسدٍ واحد؟ ، مشاعرك التي ترى أنني مذنبةٍ لإخبارهم بها هي ليست سرًا يجب عليك كتمانه ، بل هي أمرٌ مهم يجب عليك إخراجه لحله قبل أن تتزايد وتتفاقم وينقلب الأمر عليك! ،
أنا لم أمسك ميكرفونًا وأمشي بالشركة وأنا أقول أعلمتم كيف يشعر ميلارد؟ وأُفشي كل أسرارك ومشاعرك! لقد جلبت الطبيبة لتساعدك ميلارد ،
توقفت عن الكلام وبدأت تأخذ أنفاسها بقوة بعد أن تكلمت كل هذا الكلام بسرعةٍ كبيرة وميلارد يستمع إلى كل هذا في صمتٍ وهو يحدق بها فحسب ،
ومن ثم صاحت هي من جديد قائلة: أنتَ اجلس الآن مع طبيبتك وجد حلًا لما يضايقك أو أيًا كان ، أما أنا فلن أجلس لدقيقةٍ واحدةٍ في هذا المكتب اليوم ، يكفيني ما حدث لليوم ولا أُطيق رؤية وجهك أبدًا .أخذت حقيبتها وقالت وهي تمشي مغادرة: سأتحدث معكِ ليلًا دانيا
ثم ذهبت إلى مكتب روبرت لتطلب منه الاذن بالرحيل مبكرًا اليوم واخذ اجازةٍ من العمل بالغد ، كان يبدو عليها الغضب والضيق وعدم رغبتها في أن يتحدث معها أحد فقال لها روبرت: يمكنكِ الانصراف ديما ولكن بخصوص الإجازة بالغد فسأتصل بكِ في المساء لنتناقش في هذا الأمر
اكتفت بهز رأسها بالموافقة ورحلت من الشركة دون أن تتحدث مع أي أحد ، وعندما عادت إلى المنزل وجدته فارغًا فاستلقت على السرير ونامت ،
وبعد ما انتهت دانيا من جلستها العلاجية مع ميلارد ذهبت إلى مكتب وئام وأخبرتها أن ديما غادرت لأنها كانت متعبة وأنها ستتصل بهما في المساء ومن ثم عادت لعيادتها ،
جلست وئام قلقة على ديما فقد كانت بخير عندما رأتها صباحًا ولكنها فجأة اصبحت متعبة ، وكان فانيتاس جالسًا عندما أتت دانيا ورحلت فقال محدثًا وئام: أتعلمين ربما ديما غادرت بسبب ما حدث في صباح اليوم
فقالت هي: وما الذي حدث في صباح اليوم؟
حكى لها فانيتاس عن ما حدث منذ دخوله إلى مكتب ميلارد وديما وقدوم ميرا وكون ميلارد سيذهب للعشاء معها اليوم .غضبت وئام كثيرًا مما سمعت وقامت من مكانها وهي تجول في المكتب بغضب وصرخت: ميلارد ذلك الكلب الحمار الحقير والحصان الناعس بلا فارس
وفي نفس اللحظة أدركت ما قالته فالتفتت لفانيتاس وجدته يضع يده على فمه وجسده يهتز وهو يحاول كتم ضحكته مما سمع ، وعندما نظر لوجهها الذي يحدق به لم يستطع كتم ضحكته وانفجر ضاحكًا ، فوضعت يديها في خصرها وقالت: أتمنى ألا تضحك هكذا إذا سبني أحدهم أنا أيضًا
فتلاشت ضحكته فورًا وتحولت إلى نظرةٍ مرعبة وهو يقول: لقطعت لسانه فورًا ، أنتِ ستكونين زوجتي ومن يتحدث عنكِ بسوءٍ سيندم أشد الندم
خجلت وئام والتفتت إلى الخلف لتبعد وجهها عن وجه فانيتاس ولكنها تفاجأت بأحدهم يقف خلف الباب ويحدق من القطعة الشفافة الموجودة به ، ودخل ذلك الشخص وعلى وجهه نظرةً ساخطة يحدق بها قليلًا وبفانيتاس قليلًا وقال: أنتَ الآن تجلس هنا تضحك يا فانيتاس وتتركني أنا اتلقى كل الصفع والسب والكره من هؤلاء الفتيات الثلاثة؟!
فقام فانيتاس من مكانه وهو يقول: أي صفعٍ يا فتى وأي كرهٍ وسب؟ ماذا هناك؟!
كان ميلارد يبدو أنه على وشك البكاء وهو يقول: ديما صفعتني و وبختني و وئام تسبني ودانيا كادت أن تقتلني
فصاحت وئام قائلة: وأنتَ مسكين يا الله يا لك من مظلوم إنك عبد الله المسكين المظلوم ونحن الجبابرة الثلاثة أليس كذلك؟
لماذا تتحدث مع تلك الفتاة من البداية؟
فصاح ميلارد هو الأخر: الآن كلكم أصبحتم ديما ونفس كلماتها وأسلوبها؟ أنا سأعود للانتحار من جديد إذا كانت هذه رغبتكم .

أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasíaفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...