"الخامس"

335 20 1
                                    


ما كان مؤيد سيء، كان سمكة بنفسجية لامعة تسبح بمياه مُحرمة
كانت خيوط شبكة الصيد تلتف تلتف بطريقة درامية بحتة حتى يكون هو فريستها الوحيدة، وقف بنهاية الممر ومد ايديه المقيدة

فتحهم الحارس ودفعه بهدوء للقاعة الصغير بنهاية الممر، ما كان متوقع ان مريم ممكن تحضر بعد يلي صار ، لكن اكتشف لاحقًا انها مجبرة على حضورها الباهت
اقتربت هالة حتى تحتضنه لكن نديم مسكها من كتفها

:ممنوع ! اشر على اللافتة على واحد من جدران القاعة
جلس وجلسو بالمقاعد المقابلة

اختلفت ملامحه وصارت عيونه اقل وهج، هالشي ترك بداخل هالة آلة تحطيم كبيرة تكسر كل اثاث روحها الفاخر

: اني اسف .. مدت ايدها حضنت ايده تحت انظار نديم ومريم

: اني يلي لازم اعتذر، مو قادرة اسوي اي شي يطلعك من هالمكان

: هذا مكاني، السجن مكان كل الاغبياء

: بطل تنعت نفسك بصفات تقلل من شخصك!

: ليش ابطل! حتى لو كنت مسوي هالجرائم وكان عندي ذرة ذكاء ما كنت محبوس بهالمكان
رفع نظره من هالة لنديم

: ليش ما دورتهم!

هز راسه نديم وكأنه يقول ان كل البحث الدقيق ما وصلنا لاي شي يرحمك من ظلمة هالحفرة
حرك اصابيعه على كتف مريم وهو يدفعها بهدوء، كانت واقفة بشكل يوحي على انها تحت تهديد السلاح ،لكن مؤيد ما كان يحتاج يقين يضرب هذا الايحاء عرض الحائط
كان يعرف ويفهم، ابتسم بعد ما دار بعقله موضوع قديم قرر انه ينساه لكن سخرية الواقع الحالي كانت تغرس بداخله انياب مليانة سم
وقف وقرب منها بعد ما فهم نديم وسحب هالة مكان ابعد عن الطاولة

: انتِ تعرفين انه اني مو العقبة الوحيدة بينج وبينها
رجعت خطوة لورا وشتت نظرها لكنه كمل
: العقبة هي، يلي اعرفه اني وتعرفي انتِ نقطة ببحر بشاعة هالعائلة بس راح اتركج براحتج، و يلي ما ترجعه النصيحة ترجعه التجربة

ابتعد وكمل لغاية الممر ومد ايديه لحتى يرجعون القيود، كانت هالة مستغربة انه ما ودعها لكنها فهمت ان الحديث يلي دار ما كان موفق لدرجة يحط نهاية لهالمقابلة
كان المفترض انها تضل بدون نهاية مثل اي حكاية بطلها جبان ومحظوظ


بوحدة من غرف احد فنادق بغداد كان شكري جالس وبيده سيجارته الاولى ، كان صباحه مُتأخر
صب كاس صغير وبدء مشوار التفكير يلي دائمًا يخلص بنومة مفاجئة
كان ينام بشكل مستمر، يحاول يهرب ويعاند ويكابر على جراحه
كان حرق روحه يلسعه
يترك ندوب وجروح غائرة بقلبه
بدت تساؤلاته الدائمة يلي راح تضل بدون جواب بالاخص بعد موتها
"ليش مو اني يلي حبيتيه؟"
"معقولة وسط كل الاشياء يلي يملكها بزمانه ما قدر يترك قدر بسيط منها بمقدار امراة تحبني اني وبس؟"
انتبه للفوضى حوله وتذكر منعه للخدمة الغرف انهم يدخلون طوال هالاشهر
ما كان يتحمل يشوف البيت من دون خيالها وصوتها وتأثيرها البالغ على قلبه
مستحيل الانسان ينسى الشخص يلي كانت يحاول يتغير بسببه لكن رغم محاولاته للتغير الا انها ابدًا ما كانت كافية حتى تنجح العلاقة

"خان جغان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن