حل المساء بسرعة دون أن تدرك "أمينة" ذلك حتي ، كانت تركض في أرجاء الغرفة تبحث عن أشياء حتي لا تتذكر ما هي ، كل ما يعلو وجهها هو التوتر والفرح كذلك.
وقفت تضع يدها اليسري في خصرها والاخري تحركها أمام وجهها لتجلب لها الهواء بعدما فقدت القدرة علي التنفس كذلك.
هل هكذا يتصرف الإنسان عندما يعلم أن دعائه قد إستجاب وسيجتمع أخيرًا ما الشخص الذي تمناه وأرده قلبه حقًا..
قاطع دوامة المشاعر التي كادت تعصف بها صوت طرقات علي الباب فسمحت لصاحبها بالدخول فكان "قاسم" الذي أردف بتسائل فور ان وجدها تقف هكذا بثيابها المنزلية ولم تجهز بعد:
"إيه يا مينو أنتِ لسه ملبستيش لحد الوقتي! ، أدهم جايب أبوه وأمه وطالعين علي السلم أهو ، ده فرق طابق يعني ، المفروض تكونِ جاهزة من بدري."
تجمعت الدموع في عينيها وتقوست شفتاها للاسف وقالت بنبرة جعلت قلبه يخفق بقلق:
"مش لاقية الفستان بتاعي وكمان الجزمة كانت هنا ضاعت برضو ومفيش حاجة في مكانها..وكمان شوف شكلي عامل إزاي.."
تقدم "قاسم" منها ووضع يده اسفل ذقنها يرفع راسها ينظر داخل عينيها الدامعة بحنان قائلاً:
"ماله شكلك يا مينو ها!"
ردت عليه بنبرة محبطة باكية:
"الشمس بوظت بشرتي ، وتحت عيني أسود ، وكمان.."
قاطعها "قاسم" قبل أن تكمل يكوب وجنتيها بيده ثم أردف بهدوء وحنان قائلاً:
"وكمان أنتِ زي القمر وأجمل واحدة في البنات ، شيلي الأفكار الوحشة دي من دماغك ومتوتريش نفسك ، أنتِ لو شوفتي نفسك بعيون أدهم هتلاقي أنك حورية من الجنة ، ما بالك لو شوفتي نفسك بعيوني.."
أبتسم لها بحنان وطبع قبلة رقيقة علي جبينها ثم سحب يدها لتقف أمام خزانة الملابس بعدما فتحها ، ليخرج منها فستانها ووضعه علي الفراش قائلاً:
"فستانك أهو يا اجمل حورية في حياتي ، خمس دقائق وتكونِ جاهزة أحسن أدهم يفتكر إنك مش موافقة علي الجوازة ولا حاجة"
لم تتحمل "أمينة" وألقت بنفسها بين أحضانه تستشعر دفئه الأخوي ثم قالت بإمتنان:
"أنت أحسن أخ في الدنيا وأنا بحبك أوي.."
بادلها العناق وربت علي ظهرها ليبتعد بعد ذلك قائلاً:
"نوفر المشاعر الكدابة دي لبعدين عشان الناس شكلها وصلت."
قال حديثه لينفجر ضاحكًا علي تعابيير وجهها التي تغيرت في لحظة لأخري ساخرة ، قلبت عينها ورفعت شفتيها بإستهزاء قائلة: