مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ بَادِرَةِ النَّوَى
أَنَّ الأُسُودَ فَرَائِسُ الْغِزْلانِ_محمود سامي البارودي_
تحرك بخطوات حذرة يتخطى الدماء المنتشرة على الأرضية كيلا يفسد أي جزء من مسرح الجريمة.....صوت حديث رجال الطب الشرعي المنتشرين في الغرفة كان كخلفية موسيقية مزعجة لا يصل لعقله منها شيء سوى بضع كلمات يدخلن عنوة...
جلس القرفصاء أمام الجثة الحارة و طالع الرجل المسجي على ظهره بتفحص شديد الدقة لا يقوم به إلا رجل مثله...
لم يمنعه تمحيصه في كل صغيرة و كبيرة بعينيه من طرح أسئلة روتينية عن وقت الوفاة و سببها المبدأي قبل أن ينتقل الجثمان للمشرحة.....لكن الإجابات اللتي حصل عليها من تلك الأسئلة وضعت عقله في حالة حيرة شديدة!!بلا ريب قُتل ذلك الرجل في هذا المكان الذي يبعد عن قسم شرطة حي الزمالك حوالي الساعة بالسيارة في نفس الوقت الذي كان فيه عادل مع دليلة أمامه على المكتب للاستجواب..!!
لقد قام بالأمر كله على أمل استفزاز عادل بمضايقة المرأة المختارة لعله يحاول ارتكاب جريمة ما للانتقام أثناء فترة الرقابة المشددة عليه....لكن ما معنى هذا؟! بالتأكيد لا يستطيع الرجل سلب أرواح الآخرين عن بعد....وكذلك هو لا يمتلك شعرا ناعما طويلا يملأ الغرفة في كل مكان كأن المرأة التي فعلت هذا رغبت في إثبات الأمر على نفسها بكل وضوح....
"كيف لا تكون تلك القضية مرتبطة بسلسلة جرائم الزمالك؟! إنها طريقة القتل ذاتها التي يقوم بها المجرم و هو حسب الأوصاف رجل، فما الأمر؟"
سأل الضابط حديث التوظيف الواقف بجانب عبدالله سؤالا جيدا في الحقيقة لكن إجابته كانت لدى الأخير بالفعل بفضل مساعدات دليلة الجزرية في في تلك القضية....
الأمر ببساطة لن يكون ببداهة إحتمالية أن تكون تلك المرأة هي شقيقة عادل "المرحومة" التي وصفتها دليلة بكل وضوح حتى كادوا يرونها رأي العين أمامهم!تنحنح بخفة ثم طالع الضابط الشاب ثم قال متأنيا في إجابته كأنه يحادث عقله و يرتب أفكاره "الأمر كله سنعرفه حين يتم تحليل الحمض النووي لتلك المرأة و حمض عادل النووي...سنعرف حينها إن كان للقضية صلة به أم لا، ففي الواقع بدأت أشعر بشعور غريب تجاه الرجل أنه حقا لا يقتل أحدا"
أنت تقرأ
الزهور الجنائزية || Funeral flowers
Детектив / Триллерدفع عبد الله الباب و دلف للداخل بحذر حين التقط بصره امرأة مجهولة تزحف على بطنها تستجدي الرجل....أعني غول الأساطير الليلية الذي يقف فوق رأس رشاد العمري ألا يقتله!! كانت الغرفة ملطخة من كل جهة بالدماء الساخنة....على الأرضية....الجدران و الأثاث....عزيز...