البِـدايةُ

17 2 1
                                    

خطواتُها بالكادِ تُسمع لشدة سكونِها ، تُحاول أن لا يظهر التَشتُتْ والخوف على ملامحها ويبدو أن محاولاتها قد نَجحت ؛ لأن ملامِحها لا تُظهِرُ سِوا السكون والهدوء ، ليسَ وكأنّها ذات الشخص الذي يَتَخَبطُ داخِليًا
هي شَخصٌ غير مفهوم لمنّ لا يتعمّقُها و عَميقة لِمنّ يَفهَمُها....
فـهي قد تَمُر بألفِ حـالةٍ في الدقيقة الواحِدة
هيَ مَنْ يُطَبَقُ عليها مَقولـة لا تحكم على الكِتاب من عِنوانِه...
هـاهي تخطو أول خُطًا لها في مدرستها الجديدة ، المدرسة التي تَضُجُ ثراءً وتصرُخُ تكَبُرًا، هي لَم تهتم لِكل هذه الأمور وهدفها كان أن تَجِد صديقتها المُقرّبة...
قُطِعَت أفكارُها حين داهمتها صدقَتُها المُقربة بِعناقٍ يعبر عن شوقها ..

"كِـنزي!لقد إِفتَقَدتُكِ جدًا!"

"أرسيليا ، إسمي هو أرسيليا ولَيس كِنزي"

"حَقًا! أهذا ما تُبالين بِهِ ألا تُبالينَ بِشوقي لَكِ!"
لقد أُحبِطت أو كانت تتظاهرُ بالإحباط حتى تَنال إبتسامة مِن ثغر أرسيليا،وهذا ما حَدث فَقد ابتسمت أرسيليا مُحتضنةً إياها...

"أناليا،أنا حقًا أفتَقدُكِ ولكن لا أُحب أنّ أُنادى بغيرِ إسمي"

"كِنزي،أولًا هو معنى إسمُكِ.." تراجعت عن حديثِها حينما رمقتها أرسيليا بنظرةٍ مُستنكرة فتحدثت مرة أُخرى مُصححة ما كانت تَتَفوّهُ بِه..

"حَسنًا،أعني معنى إسمُكِ هو الكِنزُ الكبير أو العميق لا يَهُم فـأنتِ كِنزٌ مهما إختلفت الأوصاف"

أَثَر كَلامِها ابتسمت،لطالما كانت أناليا هي النقيض لِأرسيليا،كما يقولون الأضـادُ تتجاذَب..
كِلاهُما كانتَا تُدرِكانِ أنّهُما مختَلِفتان،ولكن هذا لا يَهُم نِسبةً لَهم
فـأرسيليا هي الجُزء المَفقود مِن أناليا والعكس صحيح...
——————————-
أَمامِ بابِ فَصلِهِم تَقِفان،كِلاهُما تَشعُرانِ بالتَوتُرِ ولكن أناليا تُظهِرُ تَوتُرَها بِعكسِ أرسيليا التي تمتلك مَهارة الإخفاء...

"أنا لا أستطيع!حقًا إنّني أكره البَشَر" لم  تُكمِل كلامها بسبب نظرة أرسيليا الساخِرة..

"حَسنًا،أعتَرف أنّني أُحب الصداقات ولكِن أكرَهُ البدايات!" كانت على وَشكِ أنّ تُكمِل كلامها وتذمُرها ولكن صوت أرسيليا أوقفها..

فِبـرايِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن