مغامرات في عالم البحار السبعه

456 28 38
                                    

سمع الجميع صوت إرتطام جسد بالأرض وكان جسد ريم النحيل بعضا الشيء ، سقطت مغشيا عليها من الخوف، ولم يستطع زين ورنيم ويزن إخفاء دهشتهم ورعبهم من المخلوق الذي يقف أمامهم. كان طوله يفوق الثلاثة أمتار، وجسده عريض ومغطى بفرو أبيض كالثلج. عيناه الزرقاوتان تلمعان في الظلام، وأنيابه الحادة تبرز من فمه الكبير. لكن ما أثار حيرتهم حقا هو أنه تحدث إليهم بصوت عميق ومرح: "ألا تريدون أن تسلموا على، صديقتكم يبدو أنها خافت مني قليلا".
أردفت رنيم بدهشة : ده بيتكلم !
أجابها يزن قائلاً: مش مهم دلوقتي، المهم تفوفي الشبة ميتة اللي هناك دي.
أومأت بالموفقة و ركضت ناحية أختها
وبدأت في أسعاف ريم، التي استعادت وعيها بعد لحظات. فتحت عينيها ببطء، ظنت أن كل ما حدث كان حلما سيئا، لكن عندما رأت المخلوق الفظيع صرخت بصوت عال : ده طلع حقيقي!
قهقه زين بسخرية و أردف : أومال هيبقي فوتوشوب يعني يااختي؟
المخلوق: نعم، أنا حقيقة. اسمي ڤولكان، وأنا صديقكم الجديد.
الأربعة في صوت واحد: صديق؟
ڤولكان: نعم، صديق. لقد جئت لأخذكم معي إلى عالم مذهل وساحر، عالم البحار السبعة.
ورفع يده الضخمة لحملهم عليها ، أخذهم و أخذنا إلي عالم لا نعلم عنه الكثير ولكن من الواضح أنه مميز !
ظلوا يصرخوا حتي كانت حنجراتهم تنهار بالفعل لكن لم يسمعهم أحد. كانوا وحدهم في الظلام، يسقطون بسرعة إلى عالم مجهول
أغمضوا أعينهم من رهبة المَوقف ، بدأوا في فتح أعينهم واحداً تلو الآخر
ريم بدهشة: أحنا إزاي في الميه عادي كدا؟
رنيم بدهشة أكبر: وإزاي بنتكلم تحت الميه ؟
يزن بتسأول: وإزاي بنتنفس؟
زين أردف و هو يزيد من حيرتهم: وإزاي في العمق ده؟
ڤولكان(الوحش)أردف ببساطة: لأنكم المختارون.
الأربعة في صوت واحد: ايه؟ مختارون؟
ڤولكان( الوحش)  : نعم، والأن هيا سأترككم أنا الأن لقد أديت مهمتي وعندما تحتاجوني نادوني فقط، أدعي ڤولكان كما تعرفون. وبالفعل لم يدعهم ڤولكان يفكرون كثيراً لأنه قد ذهب بالفعل.
ريم: اه! الغدار رمانا وسابنا.
فجأة، انقطعت كلمات ريم عندما انبعث صوت مدوي من بعيد، كأنه زئير منشار عملاق. تبعوا الصوت بأعينهم الفزعة، وما رأوه أمامهم كان أشبه بكابوس. سمكة ضخمة برأس منشار، تقطع الأسماك الأخرى إلى أشلاء بلا رحمة. كان طولها يتراوح بين الثلاثة والخمسة أمتار، وكان منشارها يصل إلى متر وربع. كانت تلك سمكة أبو منشار المفترسة
لم يضيع الشباب وقتا في الهروب من تلك السمكة الشرسة، خوفا من أن تجعل منهم وجبة لها.
ريم بصوت مرتجف وجسدها كان يرتجف بالفعل: شوفتوا اللي السمكة عملته في باقي الأسماك ؟
يزن و هو يحك رأسه في حيرة: جماعة انا مش فاهم حاجة.
رنيم بسخرية: يعني أحنا اللي فاهمين ياعم أنت!
زين وهو يقاطع حديثهم: أكيد الكتاب ده وراه سر ، وإحنا المختارون لإيه أصلا؟ وإزاي نرجع؟
ولكن قبل أن يجد زين جوابا على سؤاله، ظهرت أمامهم سمكة صغيرة جدا، بلون برتقالي زاهي، وزعانف قصيرة. وكانت تتحدث بصوت نسائي رقيق: إذا أردتم العودة، عليكم أن تؤديوا المهمة المطلوبة منكم.
الشباب صدموا من السمكة الناطقة، ولم يستطيعوا الرد عليها.
ريم بمرح : ياحلاوة ، سمك بيتكلم!
تانج (السمكة): تعالوا معي إلى الملك، هو سيخبركم بالتفاصيل. نظروا إلى بعضهم بحيرة، ثم قرروا أن يتبعوها. قادتهم تانج إلى قصر فخم، مزخرف بالذهب والألماس. فتح الحراس الباب الذهبي لهم، ودخلوا إلى داخل القصر. اندهشوا من روعة المكان، المغطى باللون الأزرق والذهب. دهشتهم لم تزول حتى وصلوا إلى حضرة الملك، الذي كان شديد الوسامة، بشعره الأبيض ولحيته الطويلة وعضلاته المفتولة. كان يرتدي تاجًا من الألماس على رأسه كان بجسد إنسي بالفعل، ولكن ما أثار استغرابهم أكثر كان... ذيله!
الملك: أنا أعلم أن تانج قد أخبرتكم بسبب قدومكم إلى هنا.
أردفت ريم بسخرية ثم قهقهت: تانج ولا شاي
الملك بصوت غاضب: اسكتي أيتها الفتاة الثرثارة، وإلا سأقطع رأسك.
ريم بخوف: حسنًا ياعم أعصابك في أيه!
الملك: والأن دعوني أكمل ، أنتم لديكم مهمة يجب أن تنفذوها  وإلا... بات يكمل حديثه ولكن أوقفه صوت رنيم
رنيم بأستغراب: نعم ياخويااا مهمة أييييه؟
الملك بدهشة من طريقة كلامها ولهجتها: ما هذي اللهجة؟ لأي عصر تنتمي؟
يزن بأرتياح وضحكة شريرة: أحلي حاجة والله إنه مش بيعرف يتكلم لهجتنا يبقي كده نعرف نشتمه براحتنا نيهاهاها.
قهقهت ريم بشر مثله : عجبني شرك
وضربوا كفهم بكف بعضا البعض
الملك بشموخ: ولكن بما أنكم ضيوفنا لن تقوموا بعمل المهمات الأن.
ريم بسخرية: لا فيك الخير والله.
نادي الملك علي سلطعون يدعي "لذيذ" ليأخذ الشباب الأربعة إلي غرفهم ليستريحوا.
وبالطبع ريم لم تصمت أردفت قائلة: يعني أنت كابوريا، وأسمك لذيذ؟
لذيذ بضيق: أه.
ريم بدهشة: أنت بتتكلم عامي سبحااانه
لذيذ: أه أي الغريب يعني ياحبيبي
لوت ريم شفتيها بإستنكار وهي تقول: حبيبي.
وعندما وصل لذيذ (السلطعون) إلي غرف الأربعة قال لهم:
دي أوضكم هتدخلوا تناموا عشان تصحوا بدري للمهمات.
ريم: لا أنا خلاص مش هتفاجئ، من حلاوة الأوضه.
وبالفعل ذهب الشباب الأربعة كلهم إلي غرفتهم.
وفي غرفة رنيم كانت ريم تجلس معها وهي تقول بتوتر: رنيم أنا خايفه أوي.
رنيم بتوتر حاولت إخفائه: ما تخافيش أوي كده يعني ما أنت كنتي لسه بتهزري، تيجي عندي وتنكدي.
ريم بضحكه متوتره: مش لاقيه حد احكيله.
رنيم: ما تخافيش بقي، كله هيعدي.
ونامت الأختان بجوار بعضهما هذا اليوم.
وفي غرفة زين كان يزن معه هو الأخر وكان يقول: هنعمل إيه يا زين دلوقتي؟
زين: مش عارف، مش عارف.
يزن: المشكله الأكبر البنات إلي معانا، ممكن منقدرش نحميهم، احنا مش عارفين ممكن نحمي نفسنا ولا لا.
زين بتشجيع: مفيش حاجه بتحصل صدفه يا يزن، أكيد ربنا عارف هيحصل ايه اهدي أنت بس.
كلام زين كان كالبلسم علي قلب يزن وقال: تمام، هروح أنام أنا بقي.
وبالفعل ذهب يزن إلي غرفته وهو يحاول عدم التفكير في المستقبل المخيف.

وفي الصباح استيقظ الشباب الأربعة علي صوت لذيذ وهو يقول: يا خراب بيتكم اصحوا، الملك عايزكم في أسرع وقت
استيقظ زين بنعاس وهو يقول: ايه يا عم في ايه، ما خلاص، أحنا جايين أهو
لذيذ: تمام بس بدون تأخير أرجوك
زين: ما قولنا خلاص.
عندما تجهز الأربعة ذهبوا إلي الملك.
الملك: والأن هيا لكي تقوموا بعمل مهماتكم.
ريم وهي تحاول تقليد لهجة الملك: إذن فلتخبرنا.
الملك: أنا لن أخبركم بشيء....
ونظر الملك إلي وجوه الأربعة شباب ليجد معالم الدهشة والأستغراب ترتسم علي وجوههم، فأبتسم وقال: الحكيم هو مَن سيخبركم.
رنيم: من الحكيم وأين هو؟
ليظهر صوت من العدم وهو يقول: أنا الحكيم، رجاء أيها الملك أتركنا وحدنا قليلاً.
أومأ الملك بالموفقة وخرج وهو تاركًا وراءه  الأربع شباب ينظرون إلي هذا الحكيم الذي كان طويلا إلي حد ما، وأصلع، ولدية لحية بيضاء، كثيفة، وطويلة .
الحكيم: والأن سأخبركم بالمهمه
لينتبه معه الأربع شباب، ثم أردف الحكيم:
هناك سبع قلادات يجب أن تعثروا عليها في السبع بحار..
ريم بدهشة: نعم؟ هنعملها إزاي دي.
الحكيم بغضب: لا تقاطعيني وأنا اتكلم، ولكن أنتم ستحضرون القلادات السبع وشيئاً أخر.
زين بتسائل: وما هذا الشيء؟
الحكيم بإبتسامة خبيثة: تقضون علي أرسوله.
أومأ الشبااب له ليكمل حديثه.
الحكيم: سأخبركم، أرسوله هي ساحرة شريرة تسعي دائماً لتولي حكم عالم البحار السبعة، ودائماً تأخذ الأسماك الصغيرة والضعيفة لتجربة وصفاتها الفاشلة عليهم والأن الأسماك يعملون تحت خدمتها،  نصفهم مجبر، ونصفهم يريد العمل معها، ودوركم هو أن تأتوا بخطه للقضاء عليها.
رنيم: وكيف سنعرف مكانها؟
ريم: يعني دا كل الي فارق معاكِ ياختي مش فارق معاكِ إننا هنموت.
الحكيم: كيف لا تعرفون مكانها انتم المختارون؟
زين: ماذا تعني؟
الحكيم: بما أنكم لا تعرفون سأجعلها لكم مفأجأه.
ريم بملل : يخربيت التناحه!
خرج الحكيم من الغرفة ودخل الملك بعده وقال:
بالطبع عرفتم ماذا ستفعلون.
يزن: نعم ولكن لَمِ نحن؟
الملك: عندما تنهي مهمتك سأخبرك.
نظر الجميع للملك بغضب، وكانوا سيذهبون ولكن أوقفهم كلام الملك: أذهبوا لتجهيز حقيبتكم وضعوا فيها كل شيء تحتاجونه. وبالفعل فعل الشباب الأربعة ما قاله الملك وتجمعوا في غرفة زين
أردف زين :هو أحنا هنحط خطة ولا هنمشيها علي بركة الله وزي ما تيجي تيجي
أومأ الجميع بحيرة
ريم: طيب يا جماعه ممكن سؤال؟
أومأ كلا من زين و يزن بالموافقة
ريم: احنا متعرفناش علي بعض خالص!
رنيم: صح فعلا ، أنتم أساميكم إيه؟
ذكر كلا منهم أسمه ثم أردفت ريم بتسائل : أنتم توأم؟
زين ويزن في نفس الوقت: أه، وأنتم؟
ريم ورنيم في نفس الوقت: أه.
ولم يستطعوا مواصلة الحديث بسبب الطرق المتكرر على الباب، ففتح يزن ورأى تانج تقف أمامه و أردفت: هيا.
يزن بصوت عالي: يلا
وقام جميع الشباب ليواجهوا مصيرهم المجهول، وعندما وصلوا إلي الملك وجدوه يقف وبجواره الحكيم ثم قال الحكيم: يجب أن تعرفوا جيداً أن العداوة والتسرع ستسبب لكم جميع الأزمات ولكن السلم والذكاء يستطيعون حل كل المشكلات والأزمات.
قال الحكيم هذا الكلام وأختفي، وترك الشباب يرددون هذه الكلمات بإستغراب وخوف وتعجب!
الملك: هيا الأن فلتذهبوا، وستعبر بكم تانج إلي قباله بوابة القصر من الجهه الأخري.
    
              نهاية هذا الفصل

سر الكتاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن