PART11(صالح وطالح)

501 47 4
                                    

صعد "جاسر" لسيارته تحت نظرات الحقد والكره منهم ، وبعدما إبتعد مسافة معقولة نزع نظارته لتظهره كدمته التي أسفل عينه ، تنهد بعمق ثم أخذ يتحسسها في المرأة الأمامية متذكر كيف حصل عليها..

قبل ساعة من الأن ، عاد "جاسر" للمنزل ليأخذ بعض الأشياء التي كان قد تركها خلفه بعد شجاره مع "طارق" وخروجه من المنزل بشكل عاجل.

دلف للداخل وداخله يتمني لو لا يقابل والديه حتي لا تحدث مشكلة مجددًا ، إستقر في غرفته وأخذ يبحث عن ما جاء لأجله ، لكنه جُن تمامًا عندما لم يجده في مكانه ، أخذ يبحث في كل مكان وقلب الوسط رأسًا علي عقب لكن لا شيء.

وقف في منتصف الغرفة يضع كلتا يديه علي رأسه بضيق لا يعلم كيف إختفي ، والأسوء إن كان أحدهم قد عثر عليه ، سيصيب رأسه مصائب من وراء هذا..

جفل "جاسر" عندما شعر بأحدهم يقف خلفه ، فإلتفت بسرعة ليجد والده يقف أمامه بملامح جامدة ، قلب بصره إلي ما في يده ليجد سلاحه الذي بحث عن كالمجنون يقبع بين يديه..، إبتسم بسخرية علي نفسه وحظه العثر الذي ما ينفك يصيبه بالصداع.

إقترب من والده بهدوء يمد يده له ثم قال بينما يقلب بصره بين وجهه وبين ما في يده:

"ممكن حضرتك تجيب السلاح بهدوء..السلاح ملقم وممكن تحصل حاجة متسرش أبدًا."

تبسم والده ساخرًا ثم قال:

"خايف أضغط علي الزناد بالغلط ومش خايف مني عشان لاقيت القرف ده تحت هدومك! ، أنت إيه يابني ، أنا غلطت في ايه عشان تربيتي تطلع بالشكل ده"

إبتلع "جاسر" ريقه بصعوبة ثم قال مجددًا:

"حضرتك متعرفش حاجة ، ممكن بس تجيب السلاح وبعدين نتكلم!"

عقد والده "ركان" حاجبيه بغضب ثم صاح به:

"نتكلم فيه إيه ها؟ ، ما كل حاجة باينة ، إبني الكبير واللي كنت بفتخر بيه..بقي..بقي راجل عصابات..بقي قاتل"

إرتفعت نبرة "جاسر" لأشبه بالصراخ ليقول:

"أنا مقتلتش حد ، قولتلك حضرتك متعرفش أي حاجة عني فـلو سمحت متحكمش عليا بالظاهر تمام!"

وفع "ركان" يده بالسلاح أمام وجهه ثم قال بغضب:

"لما أنت مش قاتل أمال ده بيعمل معاك إيه! ، وأثار الدم اللي مغرقة هدومك دي من إيه! ، كل يوم كنت يتيجي البيت ده ، كنت بترجع وهدومك غرقانة دم ، دم مين ده فهمني!!"

أشار "جاسر" علي نفسه يضرب صدره بقوة قائلاً:

"دمي أنا ، إرتحت! ، أنا عمري ما قتلت حد ، حتي لو كنت شايفني وحش ومستاهلش أبقي أبنك ، بس أنا شايف إني معملتش أي حاجة غلط ، كل اللي عملته إني مشيت ورا حلمي وشقيت طريقي لوحدي ، ومش ندمان أبدًا علي أي حاجة عملتها في حياتي"

الدُخلاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن